في رحيل المطران هيلاريون كابوتشي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/07 الساعة 22:12
عبدالمجيد ابو خالد

رحل عن عالمنا مناضل كبير من أقوى المناضلين الذين وقفوا في وجه الاحتلال الصهيوني الذي اغتصب فلسطين وشرد اهلها واوقع ابشع انواع الظلم على شعبها, رحل مناضل كان من اشد المناصرين لمسيرة الثورة الفلسطينية التي تفجرت في وجه الاحتلال.. رحل المطران هيلاريون كابوتشي الذي قضى جل عمره الذي ناهز التسعين عاما في مساندة قضية آمن بها وسجن من اجلها وكان من كبار المدافعين عن فلسطين الارض والانسان سواء من خلال تقديم الدعم للثوار الفلسطينيين او من خلال دفاعه المستمر عن حقوق شعب فلسطين العربي الذي ما زال يرزح حت نير استعمار احتلالي.. فكان المطران هيلاريون كابوتشي فدائيا ومناضلا حقيقيا صلبا أثبت للعالم اجمع بأن رجل الدين يجب ان يكون دائما مع الحق ومع المظلومين ضد قوى الظلم والطغيان والذي يتمثل جليا بكيان دخيل مارق خارج عن جميع القوانين الدولية والأعراف الانسانية.
ولد المطران كابوتشي في مدينة حلب شمال سوريا وقلعة الاحرار وكان مطرانا لكنيسة الروم الكاثوليكية في القدس العربية الاسلامية الفلسطينية منذ عام 1965 واعتقلته سلطة الاحتلال عام 1974 بعد ان قام مرات عدة بنقل السلاح للمقاومة الفلسطينية في سيارته ولم يمنعه منصبه الديني من الوفاء لوطنه وقضيته ولشعب فلسطين ثم نفاه الاحتلال الى روما عام 1982 واستمرت علاقته مع الفاتيكان يفضح من خلالها الممارسات الصهيونية اللاانسانية بحق شعب عانى ابشع الممارسات ضده وان كبر سن المطران كابوتشي لم يمنعه من دعم القضية الفلسطينية حيث حاول سنة 2009 مع امثاله من احرار العالم فك الحصار الاسرائيلي الجائر على قطاع غزة الابي المناضل من خلال سفينة المساعدات وكان المطران كابوتشي ايضا سنة 2010 مع المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في سفينة مرمرة التركية التي هاجمها جيش الاحتلال وقتل عدداً من المتضامنين الاتراك.
احتل المطران هيلاريون كابوتشي قلوب الملايين من الفلسطينيين والعرب واحرار العالم لانه لم يساوم نهائيا في مواقفه ضد الاحتلال واختار الوقوف لجانب المقاومة مؤمنا بأنه رغم مركزه الديني بأنه لا حياد في الوقوف في وجه قوى الظلم والظالمين, ولم يؤمن مطلقا بالطائفية ولا بالمذهبية او التمييز بل كان ايمانه بالانسانية لا حدود له, وبالقيم والعدالة والتضحية وكانت قبلته دائماهي فلسطين من النهر الى البحر.. الوطن والقضية فوق كل اعتبار كما كان المناضلون يؤمنون امثال عزالدين القسام واحمد الشقيري واحمد ياسين وياسر عرفات وجورج حبش والقائمة كبيرة.
رحم الله المطران كابوتشي الذي وري جثمانه الطاهرة في بيروت.. ابن حلب الشهباء.. الرجل الذي بقي لآخر لحظة في حياته وفي اكبر حصن للديانة المسيحية واعرقها مدافعا عن امته العربية وقضاياها العادلة وعن فلسطين البوصلة.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/07 الساعة 22:12