فتبيّنوا

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/07 الساعة 19:26
بقلم : محمد عبدالكريم الزيود
هذه كلمة وردت بآية في سورة الحجرات ،﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾،
وهي أيضا عنوان مبادرة إنطلقت مؤخرا في ماليزيا ، "فتبينوا" هي الرد الرباني الجميل على الشائعات وعلى مطلقيها ، ونحن بأمسّ الحاجة اليوم إليها وفهمها في ظل هيمنة مواقع التواصل الإجتماعي على حياة الناس .. التبيّن يقصد به التأني والتثّبت في إستقبال الخبر وعدم تصديقه ، وأيضا عدم الإستعجال في نقله والتسابق في نسخه دون تمحيص أو دراية .
شاهدنا في بلدنا مؤخرا، كيف يستسهل الناس نقل الأخبار الكاذبة ، وقذف الآخرين ونعتهم بالفساد وقلة الإخلاق، ولربما هم بعيدون عن ذلك أو بريئون ولكنهم لم " يتبيّنوا" مصدر الخبر أو الإشاعة، وهم لا يعلمون خطورة ذلك على الشخص نفسه أو عائلته، ولربما الطعن بشرفه ولا سيما إن كانت أنثى لا قدر الله .
خطورة الإشاعة هذه الأيام في سرعة نقلها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي ، ومن خطورة تصديقها ، وبالتالي يصبح الشخص المقصود متهما بعيون الناس والمجتمع، ويحاول الدفاع عن نفسه وعائلته وهو البريء ، ولربما هو ضحية خطأ معين أو ضحية إبتزاز من جهات إعلامية أو سياسية .
عشنا جميعا أحداث كثيرة في الأيام الأخيرة ، ولربما أخطرها أحداث إربد وأحداث الكرك الإرهابية ، وكيف كان الناس يتناقلون الإشاعات والتي تمس أرواح أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ، ووصل الأمر بأن تم تناقل أسماء الشهداء دون توكيد ، ودون مراعاة لمشاعر أهل الشهداء ، وأيضا ولم يستشعروا حساسية نقل المعلومات العسكرية وأنها تمس سرية العمليات وأرواح مشتركيها .
في ظل ظهور ما يسمّى " بالمواطن الصحفي " ، يتطلّب منا جمعيا الإلتزام بمفهوم :" فتبيّنوا" وأن أخلاقيات النقل الإعلامي وصناعة الخبر تحتاج الأناءة والتوكد والتثبّت ، وأن ندرك أن هناك مخاطر تترصد بالمجتمع من جراء الإستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الإجتماعي ونقل الإشاعات.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/07 الساعة 19:26