التغيير هو الحل
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/28 الساعة 22:46
على الرغم من ضيق حال المواطن، وزيادة معدلات الفقر، والارتفاع الجنوني وغير المبرر للأسعار مصحوباً بتدني نسبة الرواتب مقارنة بارتفاع كلفة المعيشة، فإن الحكومات الأردنية المتعاقبة تصر على سد عجز الموازنات من جيب المواطن، وآخر هذه المفارقات العجيبة قيام الحكومة الأردنية بتجربة بالون اختبار من خلال إطلاق تصريحات بوضع ضريبة جديدة على الدخل الذي يزيد عن خمسمائة دينار لترى ردة فعل المواطن الذي لم يضيع فرصة لعن الحكومة ووصمها بحكومة الجباية في المساحات القليلة المتبقية من الحرية في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن لماذا نتباكى دائماً على سوء حظنا مع الحكومات المتعاقبة، ما نحتاجه حقيقة هو التغيير.
التجارب العالمية اثبتت أن التغيير يبدأ من خلال إعطاء الشباب الفرصة لقيادة الحكومة، والتخلص من أصحاب المعالي والسيادة والكروش المتخمة بالفساد، تغيير يتمناه الأردنيون جميعاً من خلال تشكيل حكومة شابة وطنية نزيهة، يكون هدفها الأول والأخير مصلحة الوطن والمواطن بدون تفريط او تشدد، حكومة تقوم على مبدأ من أين لك هذا؟ بحيث يقوم كل معالي او سيادة بتقديم تصريح خطي بما يمتلكه من أموال منقولة وغير منقولة، ويقدم جردة حساب بعد ترك الوزارة او الحكومة بحيث لا يكون هناك أي مجال للتحايل على القانون.
ولكن قبل كل ذلك نحتاج الى الإرادة، نحتاج الى كلمة صاحب الولاية العامة لكي نبدأ بالتغيير، نحتاج الى وقف الفساد الذي اكل الأخضر واليابس ولم يتوار عن أخذ رغيف الخبز من المواطن ومن ثم رمي كسرات الخبز لكي يعتاش عليها المواطن، ثم يطلب من المواطنين التصفيق لهؤلاء الفاسدين.
كل يوم يمضي بدون احداث التغيير المنشود، تضيع علينا فرصة وقف النهب والسرقة من أموال الشعب والدولة الأردنية، كل يوم يمر بدون مساءلة هؤلاء الطغمة تزداد معاناة الأردنيين من ضرائب جائرة، وضياع للاموال العامة، والاهم ضياع للفرصة الذهبية للنهوض بالأردن القوي الجديد لأننا في الأردن نمتلك الإمكانيات من مصادر طبيعية، وسياحة، وموقعنا الاستراتيجي في قلب العالم العربي، الى العقول والخبرات المعطلة بسبب الشللية المتسرطنة في قلب الدولة الأردنية، فعميت الابصار والبصائر وأصبحنا جسداً بلا روح، لانعدام الرؤية للأسباب التي أشرنا اليها سابقاً.
إن الأمثلة على النجاح كثيرة وأود ان اذكر مثالاً واحدا الا وهو إمارة دبي، فمع ضيق المساحة الجغرافية، وعدم وجود البعد التاريخي السياحي، الا أن دبي تعتبر احدى علامات النجاح التي أسسها اميرها وأبناء تلك الإمارة المخلصين لتكون وجهة للشرق والغرب معاً، ولأنها جعلت سعادة ورفاهية شعبها في المقام الأول، ونحن في الأردن نمتلك كل أسباب النجاح للنهوض بالدولة الأردنية وسداد مديونيتها، وترفية الشعب الأردني، ولكن وكما اشرت سابقاً نحتاج الى أبناء الوطن ممن لم تدنس آياديهم بسرقة الأموال العامة، نحتاج الى أبناء الوسط، الجنوب والشمال، نحتاج الى أبناء البادية والحراثين لبناء وطننا الذي اصبح سلعة تباع وتشترى بيد المتنفذين الفاسدين، ولكن قبل كل ذلك نحتاج الى إرادة التغيير معاً من اجل الأردن وشعبه.
حمى الله الأردن من كل مكروه
كاتب أردني مقيم في استراليا
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/28 الساعة 22:46