من يقامر بهم؟
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/27 الساعة 00:04
لا يعبر تصعيد الرئيس التركي، ضد الاكراد، في شمال العراق، عن موقف تركي وحسب، بل ان المفارقة، تؤشر على ان هذا الموقف، هو موقف حكومة بغداد المركزية، وموقف الإيرانيين، والسوريين، أيضا في المحصلة.
الرئيس التركي، يطلق تهديدات عاصفة، لم ترد حتى على السن المسؤولين الإيرانيين، سواء التهديد بعقوبات اقتصادية، مثل وقف تصدير النفط من كردستان، او منع دخول الغذاء والدواء، وصولا الى اغلاق المعابر، بما يعني خنق كردستان نهاية المطاف، ويصل الرئيس التركي في تهديداته، الى الالماح الى عمل عسكري، مباشر، حين يقول ان الاتراك مستعدون للتضحية بدمهم، مع «بقية جيرانهم»، لوقف الانفصال الكردي.
هي دعوة للتدخل العسكري، بشكل واضح، لكن عبر وجود شركاء إيرانيين وعراقيين، لان تركيا، على الرغم من مخاطر الانفصال الكردي، على وحدة تركيا، ووجود ملايين الاكراد الاتراك الذين ينزعون للانفصال، جنوب تركيا، تدرك من جهة ثانية، ان من الصعب عليها، التورط منفردة في عمل عسكري، داخل أراضي كردستان.
هناك جهات دولية، تريد كردستان، بمثابة فخ استدراج للاتراك، والإيرانيين، عبر جرهم لارسال قوات عسكرية، وتجريمهم لاحقا، تحت مسميات مختلفة، واذا قاوم الاتراك والايرانيون، خيار الاستدراج العسكري البري، فإن النتيجة الأسوأ، هي القبول نهاية المطاف بدولة كردية، ولا يمكن بين الخيارين، اتخاذ إجراءات عقابية تؤثر على المدنيين في كردستان، باعتبار ان في هذا عقوبات جماعية، لابرياء، لايمكن من حيث المبدأ معاقبتهم على قرارهم بالانفصال، عن العراق، فهذا حق من حقوقهم، رأينا مثله في دول أخرى.
لكن هل يمكن ان توحد الازمة الكردية، الاتراك والإيرانيين، في سلة واحدة، على الرغم من الفروقات بين مشروعين اقليميين كبيرين، لدولتين مسلمتين اقليمتين، واحدة سنية والثانية شيعية، وقد شهدنا بينهما حربا مستعرة، خلال السنين الفاتئة، وبشكل مباشر او غير مباشر، خصوصا، على جبهات الربيع العربي، وما شهدناه في سوريا حصرا؟!.
الأرجح ان الطرفين سينزعان الى تنسيق اعلى، فيما الثمن المدفوع سيتجلى بالازمة السورية، التي سيتراجع الاتراك بشأنها اكثر واكثر، مقابل ان يتحالف الإيرانيون مع الاتراك لاطفاء الازمة الكردية، وبالطبع فإن ايران سوف ترحب بتعزيز هذا التحالف بين الطرفين، ولا احد يشكك هنا، في ان ايران أيضا، معنية باطفاء ازمة الاكراد، لانها تدرك نهاية المطاف، ان انفصال الاكراد، يعني اضعاف حكومة بغداد الموالية لها، ويعني لاحقا، نشوء مطالبات بدولة سنية عراقية غرب العراق، ويعني في النهاية قطع الهلال الشيعي، من منتصفه، في حال السماح بنشوء كيان كردي شمال وغرب العراق، وكيان عراقي سني، غرب العراق.
بكل هذه المعاني، وما تريده، جهات دولية كثيرة، ومعها إسرائيل، فان ملف كردستان، يتحول الى الملف الأخطر في المنطقة، وخطورته تمتد الى كل المنطقة، وقد نكتشف لاحقا، ان كردستان ستكون بوابة لاعادة رسم خرائط المنطقة، برمتها، بعد ان أسهم الربيع العربي، بتهيئة المنطقة العربية لهذه المرحلة، وبعد أدى التطرف، غايته الوظيفية، في اضعاف المنطقة، وتشظيتها وجدانيا، تمهيدا للتقسيم الفعلي.
في كل الحالات، فأن السيناريوهات المتوقعة، أصعب من بعضها البعض، وستثبت الأيام، ان دولا عظمى تحذر الاكراد من الانفصال، هي من ترعى هذا الانفصال لاعتبارات متعددة، مثلما ان المؤكد ان هناك من يقامر بالاكراد، ويبيعهم على موائد الاخرين. الدستور
الرئيس التركي، يطلق تهديدات عاصفة، لم ترد حتى على السن المسؤولين الإيرانيين، سواء التهديد بعقوبات اقتصادية، مثل وقف تصدير النفط من كردستان، او منع دخول الغذاء والدواء، وصولا الى اغلاق المعابر، بما يعني خنق كردستان نهاية المطاف، ويصل الرئيس التركي في تهديداته، الى الالماح الى عمل عسكري، مباشر، حين يقول ان الاتراك مستعدون للتضحية بدمهم، مع «بقية جيرانهم»، لوقف الانفصال الكردي.
هي دعوة للتدخل العسكري، بشكل واضح، لكن عبر وجود شركاء إيرانيين وعراقيين، لان تركيا، على الرغم من مخاطر الانفصال الكردي، على وحدة تركيا، ووجود ملايين الاكراد الاتراك الذين ينزعون للانفصال، جنوب تركيا، تدرك من جهة ثانية، ان من الصعب عليها، التورط منفردة في عمل عسكري، داخل أراضي كردستان.
هناك جهات دولية، تريد كردستان، بمثابة فخ استدراج للاتراك، والإيرانيين، عبر جرهم لارسال قوات عسكرية، وتجريمهم لاحقا، تحت مسميات مختلفة، واذا قاوم الاتراك والايرانيون، خيار الاستدراج العسكري البري، فإن النتيجة الأسوأ، هي القبول نهاية المطاف بدولة كردية، ولا يمكن بين الخيارين، اتخاذ إجراءات عقابية تؤثر على المدنيين في كردستان، باعتبار ان في هذا عقوبات جماعية، لابرياء، لايمكن من حيث المبدأ معاقبتهم على قرارهم بالانفصال، عن العراق، فهذا حق من حقوقهم، رأينا مثله في دول أخرى.
لكن هل يمكن ان توحد الازمة الكردية، الاتراك والإيرانيين، في سلة واحدة، على الرغم من الفروقات بين مشروعين اقليميين كبيرين، لدولتين مسلمتين اقليمتين، واحدة سنية والثانية شيعية، وقد شهدنا بينهما حربا مستعرة، خلال السنين الفاتئة، وبشكل مباشر او غير مباشر، خصوصا، على جبهات الربيع العربي، وما شهدناه في سوريا حصرا؟!.
الأرجح ان الطرفين سينزعان الى تنسيق اعلى، فيما الثمن المدفوع سيتجلى بالازمة السورية، التي سيتراجع الاتراك بشأنها اكثر واكثر، مقابل ان يتحالف الإيرانيون مع الاتراك لاطفاء الازمة الكردية، وبالطبع فإن ايران سوف ترحب بتعزيز هذا التحالف بين الطرفين، ولا احد يشكك هنا، في ان ايران أيضا، معنية باطفاء ازمة الاكراد، لانها تدرك نهاية المطاف، ان انفصال الاكراد، يعني اضعاف حكومة بغداد الموالية لها، ويعني لاحقا، نشوء مطالبات بدولة سنية عراقية غرب العراق، ويعني في النهاية قطع الهلال الشيعي، من منتصفه، في حال السماح بنشوء كيان كردي شمال وغرب العراق، وكيان عراقي سني، غرب العراق.
بكل هذه المعاني، وما تريده، جهات دولية كثيرة، ومعها إسرائيل، فان ملف كردستان، يتحول الى الملف الأخطر في المنطقة، وخطورته تمتد الى كل المنطقة، وقد نكتشف لاحقا، ان كردستان ستكون بوابة لاعادة رسم خرائط المنطقة، برمتها، بعد ان أسهم الربيع العربي، بتهيئة المنطقة العربية لهذه المرحلة، وبعد أدى التطرف، غايته الوظيفية، في اضعاف المنطقة، وتشظيتها وجدانيا، تمهيدا للتقسيم الفعلي.
في كل الحالات، فأن السيناريوهات المتوقعة، أصعب من بعضها البعض، وستثبت الأيام، ان دولا عظمى تحذر الاكراد من الانفصال، هي من ترعى هذا الانفصال لاعتبارات متعددة، مثلما ان المؤكد ان هناك من يقامر بالاكراد، ويبيعهم على موائد الاخرين. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/27 الساعة 00:04