الفايز: نذهب إلى الجاهات مكرهين ونعمل على (وثيقة) تبعد رجالات الدولة عن ترؤسها
«يوم مفتوح» لـ جماعة عمان..
مدار الساعة - عبدالحافظ الهروط - حمّل رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز اليوم الثلاثاء الجهات المعنية تقصيرها بايجاد حلول ناجعة للظواهر الاجتماعية السلبية التي تهدد التماسك الاجتماعي الاردني، لافتاً إلى أن مواجهة التحديات لا تقتصر على الحكومة وحدها باعتبار المسؤولية مشتركة.
وبين الفايز في محاضرة بعنوان "كيف نبني تماسكنا الاجتماعي في مواجهة خطاب الكراهية" وضمن ندوة وحوار حول وثيقة التماسك الاجتماعي دعت اليها جماعة عمان لحوارات المستقبل والجامعة الاردنية، وتابعتها "مدار الساعة"، ان اسباب انتشار الظواهر السلبية تعود الى المتغيرات الدوليّة وما يواجهه الأردن من تحديات بسبب صراعات المنطقة وقوى الإرهاب إضافة لتحديات تواجه الشباب الاردني تتعلق بظروف المعيشة والاقتصاد وضبابية المستقبل وانتشار التطرف والارهاب والمخدرات.
وقال الفايز إن غالبية الحلول المقدمة لمواجهة هذه التحديات لم تحقق تطلعات الشباب، داعياً الأحزاب والجامعات ودور العبادة والأسرة والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني لتنهض بمسؤولياتها ودورها التنويري وتعزيز ثقافة الحوار.
واضاف ان مواجهة خطاب الكراهيّة والحفاظ على التماسك الاجتماعي تأتي بالتحلي بالقيم النبيلة والعودة الى عاداتنا الراسخة واحترام الآخر وقبول التنوع وبناء إعلام وطني يقوم على المعلومة الدقيقة بعيداً عن التشويه والإثارة.
وتناول الفايز المظاهر السلبية التي تطغى على مناسبات الأفراح، من حيث زيادة أعداد المدعوين والكلف المترتبة على هذه المناسبات، والضغوطات الاجتماعيّة التي يتعرض لها رجالات الدولة من قبل أصحاب هذه المناسبات لترؤس الجاهات، مستذكراً العادات القديمة التي كانت تقتصر على أفراد محدودي العدد حيث كان يترأسها وجهاء وكبار العشيرة دون أي مغالاة أو كلف مادية.
وقال رئيس مجلس الاعيان "نذهب الى الجاهات مكرهين وتحت ضغوطات مجتمعيّة"، فيما "نعمل الآن على (وثيقة) تبعد رجالات الدولة عن ترؤس الجاهات".
من جهته أكد رئيس الجامعة الاردنية الدكتور عزمي محافظة أن حرية التعبير حق للفرد بعيداً عن الإقصاء، مشدداً على أن بناء الشخصية على مستوى طلبة الجامعة وترسيخ مفاهيم السلوك الايجابي وكيفية الاستخدام الامثل لشبكة التواصل الاجتماعي وادخال مساقات تخدم الطلبة وتؤسس لحالة وطنية تعد جميعها من اولويات سياسة هذه الجامعة.
وقال ان الابتعاد عن تماسك النسيج المجتمعي وعدم تمكين الشباب بالهوية الجمعيّة من شأنه ان ينتج هوية ضيقة لها مخاطرها وآثارها السلبية على المجتمع، مراهناً على قوة التماسك الاجتماعي في مواجهة الكراهية.
وتناول رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل الزميل بلال التل اهداف وثيقة التماسك الاجتماعي في ايجاد حلول جذرية وواقعية للمظاهر السلبية التي تهدد النسيج الوطني وان الوثيقة تنطلق من ركيزة وطنية وليست نابعة من جهة او حزب او منطقة .
من جانبه، قال رئيس جماعة عمان بلال التل "إن وثيقة التماسك الاجتماعي تعسى إلى معالجة الهموم المجتمعية خاصةً ما كان منها ذا صلة بالقيم والمفاهيم، ومن ثم بالسلوك، باعتبار الجماعة حركة تغيير مجتمعي تسعى لفحص منظومة القيم والمفاهيم التي تحكمنا فتعمل على تعظيم الإيجابي منها، ومعالجة السلبي، من خلال السعي لإعادة بناء الوعي المجتمعي".
وأضاف أن الوثيقة تسعى إلى إصلاح مجموعة من الاختلالات التي "أصابت منظومة قيمنا وعاداتنا، وأثرت على تماسكنا الاجتماعي"، لافتا إلى أن هذه الوثيقة تعتبر الطريقة العملية للاقتراب من عادات وسلوك مجتمعنا اقتراباً نقدياً بهدف الإصلاح.
وأكد التل أن الجماعة تعكف على دراسة إلزامية التدريب والتوعية ما قبل الزواج بعد الإطلاع على التجربيتين التركية والماليزية، فضلا عن قضايا العنف الجامعي.
وطالب، المؤسسات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني بمزيد من الدعم، فيما دعا أفراد المجتمع إلى التعاون بهدف الحفاظ على منظومة القيم والعادات ومعالجة ما اصابها من اختلالات.
ولفت التل إلى أن الجماعة تعمل جاهدة على طرح الوثيقة على كل شرائح المجتمع الأردني، في مختلف المناطق، وتنفيذها بالتعاون مع عددٍ من المؤسسات الوطنية، بهدف ايصال الرسالة وتحقيق الهدف المرجو منها.
وأعرب عن أمله في تشكيل لجنة تنسيقية، بمشاركة جميع الجهات المعنية، لنشر مفاهيم وثيقة التماسك الاجتماعي.
بدوره، قدم نائب عميد كلية العلوم التربوية الدكتور محمد الزيود عرضا تفصيليا عن جماعة عمان ووثيقة التماسك الإجتماعي التي أطلقتها الجماعة العام 2015، التي تعالج مظاهر الاختلالات التي طرأت على العادات والتقاليد الاجتماعية، مثل مراسم الجاهة وعدد أفرادها وتكاليف الزواج وآثاره الاقتصادية والاجتماعية، ومراسم المآتم وما طرأ عليها من اختلالات وكذلك الجلوة العشائرية وديّة الدم، إضافة إلى إطلاق العيارات النارية في المناسبات، واغلاق الطرق بمواكب الأعراس والتخريج، الى جانب الاقتراحات والحلول للعديد من المشكلات الاجتماعية.
مائدة مستديرة
وعلى هامش أعمال الندوة، اقيمت مائدة مستديرة شارك فيها الفايز ومحافظة ورئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل ووفد الجماعة، بحضور عدد من نواب الرئيس واعضاء هيئة التدريس واصحاب الإختصاص والمهتمين وذوي الخبرة وطلبة.
وشخّص المشاركون خلال بالمادة المستديرة المشاكل التي يعاني منها المجتمع ودور الجامعات حيال ذلك في قيادة التنوير وخدمة المجتمع.
وشدد الفايز على ايلاء التربية الوطنية لأبناء الوطن في مختلف مراحلهم العمرية وترسيخ المفاهيم والقيم الاصيلة للمجتمع الاردني.
ورأى "خللاً في آليات التواصل مع الشباب من قبل مؤسسات الدولة ومنها وزارة الشباب وانه لا بد من ايجاد فرص عمل لهذا القطاع الذي يشكل اكثر من 70% من مكون الشعب الاردني".
واضاف ان توافر سوق العمل يتطلب ان تكون هناك مخرجات تعليمية ذات جودة عالية وتتواءم مع متطلبات العصر.
واثنى الفايز على المكون العشائري القائم على العادات الاردنية والعربية الأصيلة وتشكيل الجيش العربي وباعتبار هذا المكون "مكوناً رئيساً للدولة الأردنيّة التي تمزج بين العشائرية والمؤسسة المدنيّة على حدٍّ سواء".
وقدم طلبة إساهما منهم في الحفاظ على تماسك مجتمعهم مجموعة من الحلول المقترحة تمثلت بايجاد جهة اعلامية مختصة تواكب التغيرات والتطورات وتكون بمثابة اعلام مضاد للفكر الهدام، وترسيخ مبادئ الاسلام السمح والمعتدل ومناهضة الفكر التكفيري وايجاد هوية اردنية جامعة مقابل بروز الهويات الفرعية الى جانب تشجيع الطلبة على الالتحاق بالأحزاب السياسية.