سيرة مهنية لطلب وظيفة في «الملكية»

مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/25 الساعة 12:14
سيدي أنا ابن متقاعد عسكري أفنى عمره بالرعي والفلاحة، ومن ثم بالعسكرية، وكان في الحرس الملكي الخاص بجانب الحسين وحابس ووصفي ، قبلها قاتل في اللواء المدرع الستين في الخان الأحمر، وشارك بالدفاع عن الكرامة مع زملائه الذين قاتلوا بشراسة عن الوطن، وإنتهى به بعد التقاعد عاملا بمصفاة البترول عليه عشرة مشرفين يراقبوا عمله ....! لا تنسى عمي، فهو الشهيد علي حسين الزيود يحمل الرقم (١٠٧٥٩٠) ، قاتل مع كتيبة الحسين الثانية في القدس ، ربما لم تقرأ عنه لأنهم حذفوه من مناهجنا ، وظل يرمي على رشاش ال ٥٠٠ حتى دهسته دبابة للعدو في منطقة الشيخ جراح. هل تعرف ابن عمي الشاعر حبيب الزيودي، إبحث عنه في جوجل ، فهو موجود أيضا في قلوب الصبايا في العالوك وغريسا ، وحمل حب الأردن بقلبه وكتبه قصائد وأغنيات ، كتب عن الفرسان والقدس والهيل والخيل والعسكر والشهداء والوطن المهيوب ، وكتب عن حابس ووصفي وصايل الشهوان ، مات مقهورا وحيدا تحت بلوط المسرة. أضف يا سيدي ، إبن عمي الشهيد راشد الزيود ، هل تعرفه ؟ هل سمعت به ؟ هل قرأت عن فتى كالرمح رمى نفسه على الموت وفدى زملاءه والوطن ، كان ذئبا وفارسا بكاه كل من عرفه. أما أنا فقد أمضيت عمري في العسكرية ، وقدت سرايا الدبابات ، وقفزت من الطائرة خمس مرات ، وأعرف حمرا حمد ومريجيب الفهود ومرتفع ١٠١ ، بالمناسبة هل تعرفها أنت ...!؟ أيضا أنا على أبواب حصولي على الدكتوراه ، في الموارد البشرية ، وأحمل الماجستير بإمتياز ، وأتحدث الإنجليزية وخجول أيضا ، وأحب الكتابة والوطن منذ صباي وعشقت كثيرا ونادم على ذلك ، لكنه قلبي يا سيدي ولا أمون عليه أحيانا . ضع في خانة المواهب أني أحب الدحية ، ولا أتقن الدبكة والسباحة ، ولم أكن يوما "قوادا" لدبكة ، فأنا بدوي أحب الربابة وأحب عبده موسى وتوفيق النمري وفارس عوض . هذه سيرتي يا سيدي ، ونسيت أن أقول أني أردني وأحمل رقما وطنيا ، وليس هناك بإسمي قواشين ولا أسهم ، أملك قبرا في غريسا أو العالوك ، ولدي وجع في المفاصل وكولسترول وشرف ومروءة ، ومصاب بحبي لوطني ولكل ذرة منه ... هذا أنا فجد لي وظيفة فقد قال الذين قبلك لا يوجد لنا كأردنيين إلا وظيفة المراسل أوالحارس، لكن تأكد يا سيدي أننا مللنا حراسة الحدود والقصور والقبور ، وأن نسافر معكم ....!!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/25 الساعة 12:14