عن الفقه الثوري الذي يستخف بالإنسان
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/24 الساعة 00:06
تكتب تغريدة عن مجنون يختطف شعبا بأكمله ويستعبده، كما هو حال طاغية كوريا الشمالية، فيخرج عليك من يتهمك بالانحياز للإمبريالية الأمريكية التي تهاجم المذكور، لكأن وقوفك مع بشر يختطفهم هذا الكائن ويستعبدهم لإرضاء نزواته وجنونه، يعني بالضرورة أن تكون مع إمبريالية أمريكية تستخف بدورها بالإنسان، وترسل طائراتها إلى أماكن شتى من عالمنا الإسلامي فتقتل المدنيين من دون أن يرفّ لقادتها جفن، تماما كما قتلت الملايين من أمتنا ومن أمم أخرى طوال تاريخها.
هذا اللون من الفقه الثوري لا يرى إمكانية التوفيق بين أن تكون مع الإنسان، وأن تكون ضد الإمبريالية والصهيونية في آن، وأصحابه يفعلون ذلك لتبرير حماقتهم بتزكية الطغاة الذين يدّعون أنهم يواجهون أمريكا والكيان الصهيوني، غير آبهين بتجربة فشل طويلة.
هذا اللون من الفقه الثوري يتعامل مع الجماهير كأنها دهماء تحتاج لقيادة رموزه العظيمة، ولا قيمة لمشاعرها على الإطلاق، تماما كما أن الإنسان في هذه المنظومة مجرد أداة تستخدم لتحقيق الأهداف الثورية العظيمة!!
إذا لم تكن الثورية هي تحرير الإنسان، فلتذهب إلى الجحيم، هي ورموزها ومروجيها، مع العلم أن الجماهير هي الأكثر وفاءً للقيم النبيلة، أكثر بكثير من الرموز التي تتبع هواها في أكثر الأحيان.
عندما وقف بعض أصحاب هذا الفقه الثوري إلى جانب طاغية في سوريا يقتل شعبه، وتاليا ضد الربيع العربي، فقد فعلوا ذلك في ظل شعارات مواجهة الإمبريالية والصهيونية، والغريب أن الأخيرة كانت هي الأخرى ضد الثورات، وضد ربيع العرب؛ لا لشيء، إلا لأنها هي من استمتع عقودا بالأوضاع العربية الراهنة.
لا يمت إلى الإنسانية ولا إلى القيم بصلة، من يرى أن بشار الأسد، أكثر وفاء لفلسطين من الشعب السوري، ولسنا بلا ذاكرة حتى نخوض مع أولئك في قصة الإرهاب التي أصبحوا يرددونها بذات النغمة الأمريكية، فقد وقفوا ضد الشعب السوري شهورا ونظامه “يتوسل” رصاصة كي يصف الثورة بالإرهاب، والتعبير هو لنائب بشار، فاروق الشرع، في مقابلة مع صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله، وهي العبارة التي كلفته الإقامة الجبرية، حيث لم يُسمع له صوت منذ ذلك الحين.
وتكتمل فضيحة الفقه الثوري إياه، حين ينضم إليه، طائفيون يقوم أساس مذهبهم على الانحياز للإنسان ضد الطغيان، أي مع الحسين ضد يزيد، ولو كانت المواجهات الخارجية هي المعيار، لكان الحسين خائنا، لأنه خرج على يزيد بينما كانت جيوشه تخوض مواجهات كبرى مع الأعداء، وتحقق إنجازات تاريخية.
فلسطين، كما قال أكثر شعبها ممن لم يتلوثوا بفيروسات الفقه الثوري إياه، ترفض أن تُستخدم شماعة لتبرير الانحياز للطغيان، وترفض أن يتاجر بها من وقفوا ضد طاغية في سوريا، ومن برروا اغتيال ثورة شعب بالتعاون مع طاغية في اليمن، ولا من يعتبرون طائفيا أحرق العراق ونهبه مثل المالكي ثوريا، وهو الذي جاء على ظهر دبابة الأمريكان.
نحن مع الإنسان، لأن ديننا يريد منا أن نكون كذلك، ولا قيمة لأن يستشهد بعضهم بوقائع تاريخية من “فقه الغلب” لتبرير مواقفهم، لأن تلك الوقائع ليست حاكمة على روح الدين الذي جاء تحريرا للإنسان من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. الدستور
هذا اللون من الفقه الثوري لا يرى إمكانية التوفيق بين أن تكون مع الإنسان، وأن تكون ضد الإمبريالية والصهيونية في آن، وأصحابه يفعلون ذلك لتبرير حماقتهم بتزكية الطغاة الذين يدّعون أنهم يواجهون أمريكا والكيان الصهيوني، غير آبهين بتجربة فشل طويلة.
هذا اللون من الفقه الثوري يتعامل مع الجماهير كأنها دهماء تحتاج لقيادة رموزه العظيمة، ولا قيمة لمشاعرها على الإطلاق، تماما كما أن الإنسان في هذه المنظومة مجرد أداة تستخدم لتحقيق الأهداف الثورية العظيمة!!
إذا لم تكن الثورية هي تحرير الإنسان، فلتذهب إلى الجحيم، هي ورموزها ومروجيها، مع العلم أن الجماهير هي الأكثر وفاءً للقيم النبيلة، أكثر بكثير من الرموز التي تتبع هواها في أكثر الأحيان.
عندما وقف بعض أصحاب هذا الفقه الثوري إلى جانب طاغية في سوريا يقتل شعبه، وتاليا ضد الربيع العربي، فقد فعلوا ذلك في ظل شعارات مواجهة الإمبريالية والصهيونية، والغريب أن الأخيرة كانت هي الأخرى ضد الثورات، وضد ربيع العرب؛ لا لشيء، إلا لأنها هي من استمتع عقودا بالأوضاع العربية الراهنة.
لا يمت إلى الإنسانية ولا إلى القيم بصلة، من يرى أن بشار الأسد، أكثر وفاء لفلسطين من الشعب السوري، ولسنا بلا ذاكرة حتى نخوض مع أولئك في قصة الإرهاب التي أصبحوا يرددونها بذات النغمة الأمريكية، فقد وقفوا ضد الشعب السوري شهورا ونظامه “يتوسل” رصاصة كي يصف الثورة بالإرهاب، والتعبير هو لنائب بشار، فاروق الشرع، في مقابلة مع صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله، وهي العبارة التي كلفته الإقامة الجبرية، حيث لم يُسمع له صوت منذ ذلك الحين.
وتكتمل فضيحة الفقه الثوري إياه، حين ينضم إليه، طائفيون يقوم أساس مذهبهم على الانحياز للإنسان ضد الطغيان، أي مع الحسين ضد يزيد، ولو كانت المواجهات الخارجية هي المعيار، لكان الحسين خائنا، لأنه خرج على يزيد بينما كانت جيوشه تخوض مواجهات كبرى مع الأعداء، وتحقق إنجازات تاريخية.
فلسطين، كما قال أكثر شعبها ممن لم يتلوثوا بفيروسات الفقه الثوري إياه، ترفض أن تُستخدم شماعة لتبرير الانحياز للطغيان، وترفض أن يتاجر بها من وقفوا ضد طاغية في سوريا، ومن برروا اغتيال ثورة شعب بالتعاون مع طاغية في اليمن، ولا من يعتبرون طائفيا أحرق العراق ونهبه مثل المالكي ثوريا، وهو الذي جاء على ظهر دبابة الأمريكان.
نحن مع الإنسان، لأن ديننا يريد منا أن نكون كذلك، ولا قيمة لأن يستشهد بعضهم بوقائع تاريخية من “فقه الغلب” لتبرير مواقفهم، لأن تلك الوقائع ليست حاكمة على روح الدين الذي جاء تحريرا للإنسان من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/24 الساعة 00:06