حكمة الشيوخ وقوة الشباب في خطاب الحسين
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/24 الساعة 00:06
يستحق من اقترح ان يلقي الامير الحسين كلمة الاردن في الامم المتحدة ان تُرفع له القبعة، فلا يمكن وصول مضامين كلمة الاردن القوية في المحفل الكوني، لو القاها أحد غير الامير الشاب الذي اضاف الى الخطاب قوة الشباب وجزالة تعبير الشيوخ، وهو يتحدث بمنطق الواقع في عين العاصفة وليس المتفرج عليها او المتعاطف معها، فكانت الكلمة تعبيرا عن الضمير الغائب عن وجدان وقرارات المؤسسة المعنية بحراسة الضمير كما قالها صراحة ولي العهد الذي يعبر عن اكبر قوة بشرية في العالم اليوم، فكان ضميرا ناطقا بحال جيل شاب له الصدارة في تراتبية المجاميع الكونية حسب الفئة العمرية، فالغائب اليوم عن عقل صانع القرار هو هذا الجيل الذي يرى الاموال تهدر للقتل والخراب في الحروب وتكون شحيحة في التنمية والاعمار واعادة البناء .
قدم الامير في كلمته نقدا ذاتيا ساخنا للحالة الوطنية وقدم ايضا كشف حساب لما تحمّله الاردن وحيدا مع نقد حقيقي ومحق للمجتمع الدولي الذي تنتظر فيه جموع اللاجئين قرارات على اعلى المستويات كي تنفذ الى الامان في تلك الدول الغنية والثرية في حين يحرس الجندي الاردني اللاجئين لعبور الحدود، في مفارقة كاشفة لضعف التفاعل الدولي مع قضايا الانسانية العادلة وتراجع تراتبيتها امام سوق السلاح والارباح الشيلوكية العائدة من تجارته، فكل دموع العالم لن تكفي لارواء لاجئ وكل كلام الدول الحلو لن يكفي لتحلية كوب شاي يدفئ بدنه، ولعل تلك الصورة اختزلها الامير الشاب بجرأة الشباب ووقار الكهول الطاعنين في العمر والخبرة، فالتفاعل الحقيقي مع كل كلمة نطقها والاحساس العميق بكل معاناة لا يحتاج الى توضيح، فقد القى الامير الشاب بظلاله على المكان وفرض سطوة يعجز عنها حاكم دولة عظمى .
صحيح ان جينات السيادة والريادة حاضرة في تكوينه، لكنها الكاريزما الخاصة التي كانت حاضرة في كل حركة من حركاته وكل جملة من خطابه القوي والذي تضاعفت قوته اكثر بفعل صدقية احساسه وايمانه العميق بانه وارث رسالة وفي ظهره ارث من الانجاز يعود الى بواكير النبوة وما قبلها من اطعام الطعام وسقاية الحجيج وهشم الثريد لكل ضيف وقادم ومقيم، فخدمة اللاجئين ليست جديدة على حفيد آل هاشم الاطهار وليست مصطنعة او منقولة، وكل هذا الارث والكاريزما تفاعل في كلمة ربما لم يسبقه اليها احد بعمره او بمكانته السياسية، وانحاز تماما الى اننا اما حالة شابة تمزج بين الارث والوراثة بعبقرية خاصة ناتجة عن تربية ذاتية واسرية مشغولة بعناية فائقة، تكسر نموذج الامير الوسيم -رغم وسامته الشديدة - الذي قرأنا عنه في الروايات وسمعنا عن سيرتهم في الحكايا، فنحن امام امير من الناس وليس في برجه العاجي .
خلال الشهور الماضية كانت الحالة الوطنية تسير بتثاقل بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة واشتعال الاقليم وضعف الادارة الحكومية، لكن الامير اعاد شيئا من الامل وهو يتصدر المشهد بكل وقار وينطلق من الفكرة الى الفكرة بسلاسة وثقة، ولعل الجهات الرسمية تستمع للخطاب مرات ومرات كيف تتحرك نحو تظهير الخطاب وطنيا وتعكسه على سلوكها وقراراتها، فليس محمودا ان يضع الامير العالم امام مسؤلياته وننتظر نحن ما يتيسر من معونات، وليس مقبولا ان يحث الامير العالم على دعم الريادية ونجلس في ابراجنا الرسمية ونقمع كل المشاريع والمبادرات الريادية بانتظار حفلة او دعوة نظهر فيها للناس فنزيد غضبهم، وليس مقبولا بقاء المحاسبة والاصلاح محبوسين في قمقم الادراج ومحكومين برغبة مسؤول او غضبه على متنفذ او فاسد لحساب شخصي .
استمعت بفخر الى كلمة الامير واستمتعت بفخر اكثر بهذا الاردني البهي وهو يقود بصر العالم الى هذه الارض الطيبة، ولكن الخشية ما زالت قائمة بان يتفاعل الرسميون مع الخطاب والكلمة كعادتهم في الرهان على تضييع الفرص، والخشية ان يبقى السؤال ذاته يتردد في عقول الشباب وعلى السنتهم، نستمع بفخر الى الملك والى ولي العهد ثم تصدمنا الجهات الرسمية على اختلاف تلاوينها بالواقع المرّ، فيرتفع احباطهم وتزداد طوابيرهم على ابواب السفارات طلبا للهجرة، وتضيع فرصة ان يستلهم الشباب من اميرهم الشاب المستقبل وآفاقه، فالنموذج والقدوة ضرورة للمجتمعات وتحديدا لجيل الشباب ونحن لدينا قدوة هائلة لامير شاب، فلا يجوز ان نترك شبابنا لقدوة كروية او لمطرب مهووس، ونحن لدينا شاب يسير على الماء دون ان تبتّل قدماه، لانه مؤمن باخلاص ويحلم بواقعية .
الدستور
قدم الامير في كلمته نقدا ذاتيا ساخنا للحالة الوطنية وقدم ايضا كشف حساب لما تحمّله الاردن وحيدا مع نقد حقيقي ومحق للمجتمع الدولي الذي تنتظر فيه جموع اللاجئين قرارات على اعلى المستويات كي تنفذ الى الامان في تلك الدول الغنية والثرية في حين يحرس الجندي الاردني اللاجئين لعبور الحدود، في مفارقة كاشفة لضعف التفاعل الدولي مع قضايا الانسانية العادلة وتراجع تراتبيتها امام سوق السلاح والارباح الشيلوكية العائدة من تجارته، فكل دموع العالم لن تكفي لارواء لاجئ وكل كلام الدول الحلو لن يكفي لتحلية كوب شاي يدفئ بدنه، ولعل تلك الصورة اختزلها الامير الشاب بجرأة الشباب ووقار الكهول الطاعنين في العمر والخبرة، فالتفاعل الحقيقي مع كل كلمة نطقها والاحساس العميق بكل معاناة لا يحتاج الى توضيح، فقد القى الامير الشاب بظلاله على المكان وفرض سطوة يعجز عنها حاكم دولة عظمى .
صحيح ان جينات السيادة والريادة حاضرة في تكوينه، لكنها الكاريزما الخاصة التي كانت حاضرة في كل حركة من حركاته وكل جملة من خطابه القوي والذي تضاعفت قوته اكثر بفعل صدقية احساسه وايمانه العميق بانه وارث رسالة وفي ظهره ارث من الانجاز يعود الى بواكير النبوة وما قبلها من اطعام الطعام وسقاية الحجيج وهشم الثريد لكل ضيف وقادم ومقيم، فخدمة اللاجئين ليست جديدة على حفيد آل هاشم الاطهار وليست مصطنعة او منقولة، وكل هذا الارث والكاريزما تفاعل في كلمة ربما لم يسبقه اليها احد بعمره او بمكانته السياسية، وانحاز تماما الى اننا اما حالة شابة تمزج بين الارث والوراثة بعبقرية خاصة ناتجة عن تربية ذاتية واسرية مشغولة بعناية فائقة، تكسر نموذج الامير الوسيم -رغم وسامته الشديدة - الذي قرأنا عنه في الروايات وسمعنا عن سيرتهم في الحكايا، فنحن امام امير من الناس وليس في برجه العاجي .
خلال الشهور الماضية كانت الحالة الوطنية تسير بتثاقل بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة واشتعال الاقليم وضعف الادارة الحكومية، لكن الامير اعاد شيئا من الامل وهو يتصدر المشهد بكل وقار وينطلق من الفكرة الى الفكرة بسلاسة وثقة، ولعل الجهات الرسمية تستمع للخطاب مرات ومرات كيف تتحرك نحو تظهير الخطاب وطنيا وتعكسه على سلوكها وقراراتها، فليس محمودا ان يضع الامير العالم امام مسؤلياته وننتظر نحن ما يتيسر من معونات، وليس مقبولا ان يحث الامير العالم على دعم الريادية ونجلس في ابراجنا الرسمية ونقمع كل المشاريع والمبادرات الريادية بانتظار حفلة او دعوة نظهر فيها للناس فنزيد غضبهم، وليس مقبولا بقاء المحاسبة والاصلاح محبوسين في قمقم الادراج ومحكومين برغبة مسؤول او غضبه على متنفذ او فاسد لحساب شخصي .
استمعت بفخر الى كلمة الامير واستمتعت بفخر اكثر بهذا الاردني البهي وهو يقود بصر العالم الى هذه الارض الطيبة، ولكن الخشية ما زالت قائمة بان يتفاعل الرسميون مع الخطاب والكلمة كعادتهم في الرهان على تضييع الفرص، والخشية ان يبقى السؤال ذاته يتردد في عقول الشباب وعلى السنتهم، نستمع بفخر الى الملك والى ولي العهد ثم تصدمنا الجهات الرسمية على اختلاف تلاوينها بالواقع المرّ، فيرتفع احباطهم وتزداد طوابيرهم على ابواب السفارات طلبا للهجرة، وتضيع فرصة ان يستلهم الشباب من اميرهم الشاب المستقبل وآفاقه، فالنموذج والقدوة ضرورة للمجتمعات وتحديدا لجيل الشباب ونحن لدينا قدوة هائلة لامير شاب، فلا يجوز ان نترك شبابنا لقدوة كروية او لمطرب مهووس، ونحن لدينا شاب يسير على الماء دون ان تبتّل قدماه، لانه مؤمن باخلاص ويحلم بواقعية .
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/24 الساعة 00:06