صبري ربيحات يكتب عن حسين العموش: وتبقى الجندية ملاذنا
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/23 الساعة 23:48
كلما احسسنا بالخطر وضاقت عاينا الدنيا وتكالب علينا من نسميهم اخوة واصدقاء نتأمل تضاريس بلادنا وطيات الارض التي احببناها و الجباه السمر للرجال الذين لم ينسوا يوما معاني الرجولة والمواطنة والفداء بعيدا عن المكاسب والاشتراطات فقد كانوا ضجرين من كل فنون الخطابة و اشكال الادعاء والتزلف و الرياء...
اليوم رحل احد اهم رموز الجندية التي ميزت مسيرتنا... رحل العميد حسين عقلة عمير العموش بعد ان خبر ميادين التدريب واتقن فنون القتال وامضى اجمل ايام شبابه مخلصا لقيم الفروسية التي تحلى بها والشجاعة التي كان احد ايقوناتها فكان مثالا للرجولة والشجاعة والاقدام ومثلا يتطلع رفاقه الى مسيرته بفخر واحترام واعجاب.
لقد صدمني نبأ رحيل الرجل الذي تشرفت بمعرفته في مطلع تسعينيات القرن الماضي بعد ان حظيت بشرف جيرة اهله واشقائه على التلة المقابلة لقرية صروت والمشرفة على عين الحوايا التي كان اسمها "القرين" وقبل ان نتظافر على تغيير اسمها لتصبح تل القمر... كنت اصادفه خلال ترددي على الارض التي باشرت بتجهيزها لتصبح مزرعة فيما بعد. وفي كل مرة كان ياسرني زهوه واعتزازه وهو يرتدي لباس صفوة تشكيلات قواتنا المسلحة ويذرع الارض في خطوات يصعب ان ترى مثيلا لسرعتها ورشاقتها وسعة مداها.
في السنوات التي اعقبت تقاعده من التشكيل الذي ترك بصماته على تاريخه ومنسوبيه قال لي ذات يوم انه ينوي السفر الى احد البلدان الخليجية ليقدم بعضا من خبراته للاشقاء. ومع كل ما يحمله السفر والاغتراب من وعد الا ان عيونه لم تخف اللهفة والحنين لمرتع الصبا وهو يطالع المعسكر الذي لا يبعد عن منازل اهله كثيرا .
فعلى مدخل بلدته العالوك اختارت القوات الخاصة ميدان تدريبها واختار حسين العموش ان يصحو كلما كان على تل القرين قبل بزوغ الفجر ليتأكد بان الرفاق لا زالوا يسابقون الشمس وينهضون بالمهمات التي بقيت ضمانتنا الاكيدة ان يبقى الوطن والمواطن ينعمون بالامن والامان الذي اصبح بفضلهم علامتنا المميزة والاهم.
لقد كان ابو مؤيد واحدا من الرجال الذين ظلوا يطربون لالحان القرب وصوت عبدة موسى وسميرة توفيق واصداء طرق النحاسيات المصاحبة" جيشنا جيش العرب سمينا باسم الله...نحمي العلم والوطن ......" وكل الكلمات التي ادرك البناة الاوائل اهميتها في بناء الروح المعنوية لرجالنا وحراس حدودنا و مواطنينا كما كانت تؤنس وحشة شوارعنا وارواحنا.
الرحمة لروحك الطاهرة والعزاء الحار لجيراننا الاعزاء ابا عمار واولاده وابناء اشقائه وعموم ال العموش وكل رفاق واصدقاء فقيد الجيش والعمليات الخاصة والجندية التي نعرفها ونحبها.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/23 الساعة 23:48