سيظل العسكر ملح البلاد
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/06 الساعة 13:16
بقلم: محمد عبدالكريم الزيود
ما زال الجيش العربي يحمل نبض الناس في بلدنا، وكما كانت وستظل العسكرية هي رمز الفروسية والتضحية والفداء، كان أبناء البوادي والقرى الأردنية يحتفلون بمن "لبس" وتجند، (ولفي شاري الموت ولابس عسكري) لأنهم كانوا يؤمنون أن أشرف المهن والوظائف هي الدفاع عن الأرض، وأن أعظم الجود والكرم بمن يجود بدمه وروحه.
نحب العسكر لأنهم منّا ويشبهوننا، ويشبهون فقرنا، هم وحدهم من يدافعون عن البلاد، وهم وحدهم من يقدمون الشهداء تلو الشهداء، يلوذون بفقرهم ودمهم وحزنهم، ويرضون بشرف ما قدموه راضين مقتنعين، لا يعرفون أبواب الشركات أو السفارات أو المبادرات.
في بلادنا فقد الناس الثقة بكلام السياسيين والذين يتنافسون على المناصب والكراسي، كما يتنافسون على أضواء الإعلام، وحدهم العسكر ما زالوا يحظون بثقة الناس، وعندما ظهر قائد الجيش على الإعلام فرح الناس، لأن الرجل يمثّل قوة وهيبة القوات المسلحة، ويتكلم بمنطق الواثق لمؤسسة لم تخذل أهلها منذ أكثر من تسعين عاما.
وما زال الجيش الأبعد عن الفساد الذي أصبح سمة المؤسسات والمناصب للأسف، أذكر قصتين سمعتها وعشتهما ذات زمان؛ أولاهما عندما كان جنود الدبابات يستريحون في "استراحة الشاي" كان بعضهم يوفرون على أنفسهم شراء كاسة الشاي أو "ساندويشة" ولكنه يشتري "باكيتات السيرف" ومواد التنظيف يدفع ثمنها من جيبه أو يأخذها دينا على الدفتر من "الكانتين" جراء صيانة دبابته وسلاحه، وكان يهتم به كأنه جزء عزيز عليه كأولاده . وعندما كان يخرج للتدريب ولا يصيب هدفه، كان زملاؤه يلومونه ويوبخونه أنه أضاع الطلقة وثمنها حرصا منهم على أموال الجيش والناس، على الرغم أن هذه التكاليف صُرفت للتدريب، لكن هؤلاء العسكر مازالوا على سجيّتهم الطيبة، يخافون الله على أموال بلدهم وجيشهم.
سيظل العسكر ملح البلاد، وتاج المؤسسات، وستظل درب العسكرية طريق البطولة والشهادة، ورمز النقاء والثقة والقوة والمنعة، مهما تغير الناس وتبدلوا، كما قال حبيب الزيودي :" وإذا تتْبدّل الأيام .. حنّا ما تبدّلنا".
ما زال الجيش العربي يحمل نبض الناس في بلدنا، وكما كانت وستظل العسكرية هي رمز الفروسية والتضحية والفداء، كان أبناء البوادي والقرى الأردنية يحتفلون بمن "لبس" وتجند، (ولفي شاري الموت ولابس عسكري) لأنهم كانوا يؤمنون أن أشرف المهن والوظائف هي الدفاع عن الأرض، وأن أعظم الجود والكرم بمن يجود بدمه وروحه.
نحب العسكر لأنهم منّا ويشبهوننا، ويشبهون فقرنا، هم وحدهم من يدافعون عن البلاد، وهم وحدهم من يقدمون الشهداء تلو الشهداء، يلوذون بفقرهم ودمهم وحزنهم، ويرضون بشرف ما قدموه راضين مقتنعين، لا يعرفون أبواب الشركات أو السفارات أو المبادرات.
في بلادنا فقد الناس الثقة بكلام السياسيين والذين يتنافسون على المناصب والكراسي، كما يتنافسون على أضواء الإعلام، وحدهم العسكر ما زالوا يحظون بثقة الناس، وعندما ظهر قائد الجيش على الإعلام فرح الناس، لأن الرجل يمثّل قوة وهيبة القوات المسلحة، ويتكلم بمنطق الواثق لمؤسسة لم تخذل أهلها منذ أكثر من تسعين عاما.
وما زال الجيش الأبعد عن الفساد الذي أصبح سمة المؤسسات والمناصب للأسف، أذكر قصتين سمعتها وعشتهما ذات زمان؛ أولاهما عندما كان جنود الدبابات يستريحون في "استراحة الشاي" كان بعضهم يوفرون على أنفسهم شراء كاسة الشاي أو "ساندويشة" ولكنه يشتري "باكيتات السيرف" ومواد التنظيف يدفع ثمنها من جيبه أو يأخذها دينا على الدفتر من "الكانتين" جراء صيانة دبابته وسلاحه، وكان يهتم به كأنه جزء عزيز عليه كأولاده . وعندما كان يخرج للتدريب ولا يصيب هدفه، كان زملاؤه يلومونه ويوبخونه أنه أضاع الطلقة وثمنها حرصا منهم على أموال الجيش والناس، على الرغم أن هذه التكاليف صُرفت للتدريب، لكن هؤلاء العسكر مازالوا على سجيّتهم الطيبة، يخافون الله على أموال بلدهم وجيشهم.
سيظل العسكر ملح البلاد، وتاج المؤسسات، وستظل درب العسكرية طريق البطولة والشهادة، ورمز النقاء والثقة والقوة والمنعة، مهما تغير الناس وتبدلوا، كما قال حبيب الزيودي :" وإذا تتْبدّل الأيام .. حنّا ما تبدّلنا".
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/06 الساعة 13:16