من يعارض سياسة الأجواء المفتوحة؟

مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/17 الساعة 00:16
أول من يعارض سياسة الأجواء المفتوحة في صناعة الطيران هي الناقل الوطني أو ما يعرف بالشركات الوطنية وهي المملوكة أو تتمتع برعاية حكومية والسبب هو عجزها عن المنافسة.
هذا مقبول من الملكية الأردنية لكن شريطة تنافس من دون مؤازرة حكومية لكن ان تتولى هيئة الطيران المدني هذه المهمة بالنيابة فهذا غير مقبول.
من ذلك مثلا أن مطار الملكة علياء الدولي بلغ السقف المطلوب لعدد المسافرين وهو 8 ملايين مسافر في السنة ما يتحتم فتح الباب أمام المطارات الأردنية في العقبة وماركا أمام الطيران المنتظم.
شركات كثيرة ترغب في استخدام هذين المطارين للرحلات المنتظمة لكن هيئة الطيران المدني تماطل.
رئبس سلطة الطيران المدني كان رئيسا للملكية الأردنية ويفترض به اليوم أن يكون رئيسا للسلطة التي هي مظلة للجميع بتحييد التأثير الحكومي باعتبارها أصبحت منافسة عندما قررت أن تمتلك أكثر من 80% من رأس مال الملكية الأردنية.
دخل الأردن حيز الأجواء المفتوحة قبل اكثر من 15 عاما تقريبا، لكن شيئا كثيرا لم يحدث في مجال نمو هذه الصناعة فواقع الحال أن الإنتقال بالشعار الى التطبيق لا يزال يواجه معيقات.
هيئة الطيران المدني وهي في وضع مالي صعب والسبب تراجع ايراداتها بنحو 20 مليون دينار سنويا من رسوم عبور الطائرات تحتاج إلى فتح الأجواء لتعويض ايراداتها الضائعة.
اليوم تحتج الملكية الأردنية على دخول شركات جديدة وقد إحتجت سابقا على بدء تشغيل شركات محلية صغيرة لرحلات عارضة وكان إستخدام مطار الملكة علياء الدولي ممنوعا حتى وقت قريب على هذه الشركات، حتى أن إنتهاء حصرية الملكية لم يكتمل بعد بينما تعلو المطالبات بالعودة الى الإحتكار والهدف إنقاذ الشركة المتعثرة.
كان يفترض بأن يصاحب بدء تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة إعادة هيكلة هيئة الطيران المدني ليس فقط على نطاق خصخصة المطارات الاردنية والتحرير التدريجي للخدمات والنقل الجوي بل منحها القدرة الإدارية والقانونية والفنية لفتح الباب أمام الاستثمارات للقطاع الخاص وتحقيق التوازن بين متطلبات المسافرين والمستثمرين وإيجاد البيئة التي تشجع على المنافسة بين شركات الطيران الأردنية والأجنبية.
الملكية لديها اكثر من الف اتفاقية ثنائية تستغل اقل من نصفها، لكنها لا ترغب في منح الخطوط المعطلة لمن يرغب من الشركات الأردنية بحجة أنها تعمل في اجواء تنافسية شديدة منذ وقت طويل وكأنها فوجئت بانتهاء الحصرية فبدت وانها لم تدخر قرشها الأبيض ليومها الأسود.
سياسة الأجواء المفتوحة حققت طفرات إقتصادية للدول التي طبقتها مثل ماليزيا، وتُركيا، والإمارات، وبريطانيا، وأسبانيا، والعديد من الدول الأخرى.
الخزينة وقطاعات السياحة والنقل والمسافرين هم أول من يطالب بتطبيق سياسة الأجواء المفتوحة وهم أول المستفيد من خلق سوق تنافسية في مجال النقل الجوى تكون نتيجتها فى صالح الخزينة وترفع الطلب على خدمات النقل الجوي وتفتح مجالات جديدة من العمل لشركات النقل الجوي الدولية وتزيد حركة السفر والسياحة والتجارة وتوفر المزيد من فرص العمل.
شركات الطيران الوطنية تنظر الى سياسة الأجواء المفتوحة بإعتبارها سياسة معادية وبدلا من مهادنتها وتطويعها تقاومها بشدة وبدلا من توسيع نطاق شبكة محطاتها تنسحب منها وبدلا من تطوير قدراتها تتذرع بها.
الشركات الخاسرة فقط هي المتضررة من سياسة الأجواء المفتوحة ليس في الاردن فقط بل في أوروبا وأميركا!!
هيئة الطيران المدني جهة تنظيمية وليست طرفا في المنافسة بين الشركات. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/17 الساعة 00:16