سفهاء الأحلام!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/05 الساعة 00:17
عصام قضماني
ألقى الأمن القبض على مجموعة من مثيري الفتنة على مواقع التواصل الاجتماعي وأغلق صفحات مسيئة عليها وها هو ذا يتتبع عددا من الحسابات الإلكترونية لمن أساءوا للضحايا الأردنيين ممن قضوا في الإعتداء “الأرهابي” في اسطنبول بتركيا .
هذا إجراء ممدوح لكن هل في القوانين من العقوبات ما تكفي لردع ممارسات مماثلة ؟.
كانت مطالبات قدمت لسن قانون مكافحة الكراهية وبث الفتن , يفترض به أن يغلظ العقوبات ويحاسب بشدة وقسوة هذه الظاهرة التي تجد تهاونا حكوميا ومجتمعيا حتى اللحظة فقط لإرتباطها في معتقدات دينية سوقها محترفون في التضليل وغذوا بها العامة من أتباع التطرف .
يرتبك المحققون إذا ما فاجأهم أحدهم بتلاوة أية من القرآن الكريم ساقها على مسامعهم وهو يفسرها على هواه , وألتمس بعض العذر لهؤلاء المحققين إذ يجفلون بين الخشية في الوقوع فيما يسمى بالإثم بهتانا وبين الحيرة في صواب التفسير لكن أي عذر قد يمنح لسفهاء الأحلام حدثاء الأسنان كما وصفهم الرسول العربي العظيم في نبوءاته .
ما الذي حدث لمجتمعنا العربي حتى يظهر كل هذا السفه وإنعدام الأخلاق فيه ؟.
قبل أعوام قليلة كان أبناء مآدبا تلك المدينة التي يحلو لي أن أسميها بباريس الأردن يفرحون بالزائر الأجنبي , فيسكنوه بينهم وفي بيوتهم وينام بين أبنائهم , لشح في أعداد الغرف الفندقية , ويذبحون له ويقيمون الموائد ويرقصون معه ويغنون له من تراثهم الغني حتى أن أحد هؤلاء السياح لم ينس وصف تلك الأيام الجميلة التي قضاها هناك وحث آخرين على خوض التجربة , « هذا شعب عظيم بأخلاق بدوه وحضره مسلميه ومسيحييه «
لا نريد من ذات السائح أن يعود عما كتب , ونتخيل أنه بفضل المأفونين يكتب مجددا , أنه رأى في عيون البعض كرها ومقتا وشعر أنه في أرض قاحلة الأخلاق والإنسانية .. يا هؤلاء مواقع التواصل مرآة للبلد وهي صورة نمنحها للعالم فأحسنوا صورتكم .
وكانت الزرقاء في في ثمانينيات القرن الماضي مدينة نموذجية في التعددية وكان فيها سينمات، وملاعب، ونوادي شعر وقلم شكلت لها هوية فريدة , أصبحت اليوم إحدى نقاط الارتكاز الأساسية لما يسمى بالإسلام السياسي ومرتعا للتطرف الديني ..
بعد أن أدخلنا حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام * في جدل تهنئة المسيحيين في أعيادهم , هاهم يستمرون في بث سمومهم عبر مواقع التواصل بذات الجرأة الوقحة , هذه ليست حرية رأي , هو تحريض وجريمة مكتملة الأركان .
لاتقل جريمة بث الكراهية عن جريمة ذلك الإرهابي الذي يقتل أو يفجر مسجدا أو كنيسة , مخفر شرطة أو مقهى وسينما وملهى ومطعما , هذا إغتيال لمدنية الدولة التي يجب أن تحسم في إتجاه القوننة ولا أحسب أننا نرغب بدولة دينية تشبه تلك النماذج الإقصائية التي أقامها متطرفون في مناطق جغرافية من حولنا , فغايتنا أن نكون منسجمين مع معركتنا ضد الارهاب التي لا نواجهها بالسيف إنما بالدولة المدنية ونقطة أول السطر ..
*حدثاء الأسنان» و»سفهاء الأحلام» هو وصف للرسول العربي الكريم لمن في عقولهم خفة، الذين يتكلمون من قول خير البرية ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. الرأي
ألقى الأمن القبض على مجموعة من مثيري الفتنة على مواقع التواصل الاجتماعي وأغلق صفحات مسيئة عليها وها هو ذا يتتبع عددا من الحسابات الإلكترونية لمن أساءوا للضحايا الأردنيين ممن قضوا في الإعتداء “الأرهابي” في اسطنبول بتركيا .
هذا إجراء ممدوح لكن هل في القوانين من العقوبات ما تكفي لردع ممارسات مماثلة ؟.
كانت مطالبات قدمت لسن قانون مكافحة الكراهية وبث الفتن , يفترض به أن يغلظ العقوبات ويحاسب بشدة وقسوة هذه الظاهرة التي تجد تهاونا حكوميا ومجتمعيا حتى اللحظة فقط لإرتباطها في معتقدات دينية سوقها محترفون في التضليل وغذوا بها العامة من أتباع التطرف .
يرتبك المحققون إذا ما فاجأهم أحدهم بتلاوة أية من القرآن الكريم ساقها على مسامعهم وهو يفسرها على هواه , وألتمس بعض العذر لهؤلاء المحققين إذ يجفلون بين الخشية في الوقوع فيما يسمى بالإثم بهتانا وبين الحيرة في صواب التفسير لكن أي عذر قد يمنح لسفهاء الأحلام حدثاء الأسنان كما وصفهم الرسول العربي العظيم في نبوءاته .
ما الذي حدث لمجتمعنا العربي حتى يظهر كل هذا السفه وإنعدام الأخلاق فيه ؟.
قبل أعوام قليلة كان أبناء مآدبا تلك المدينة التي يحلو لي أن أسميها بباريس الأردن يفرحون بالزائر الأجنبي , فيسكنوه بينهم وفي بيوتهم وينام بين أبنائهم , لشح في أعداد الغرف الفندقية , ويذبحون له ويقيمون الموائد ويرقصون معه ويغنون له من تراثهم الغني حتى أن أحد هؤلاء السياح لم ينس وصف تلك الأيام الجميلة التي قضاها هناك وحث آخرين على خوض التجربة , « هذا شعب عظيم بأخلاق بدوه وحضره مسلميه ومسيحييه «
لا نريد من ذات السائح أن يعود عما كتب , ونتخيل أنه بفضل المأفونين يكتب مجددا , أنه رأى في عيون البعض كرها ومقتا وشعر أنه في أرض قاحلة الأخلاق والإنسانية .. يا هؤلاء مواقع التواصل مرآة للبلد وهي صورة نمنحها للعالم فأحسنوا صورتكم .
وكانت الزرقاء في في ثمانينيات القرن الماضي مدينة نموذجية في التعددية وكان فيها سينمات، وملاعب، ونوادي شعر وقلم شكلت لها هوية فريدة , أصبحت اليوم إحدى نقاط الارتكاز الأساسية لما يسمى بالإسلام السياسي ومرتعا للتطرف الديني ..
بعد أن أدخلنا حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام * في جدل تهنئة المسيحيين في أعيادهم , هاهم يستمرون في بث سمومهم عبر مواقع التواصل بذات الجرأة الوقحة , هذه ليست حرية رأي , هو تحريض وجريمة مكتملة الأركان .
لاتقل جريمة بث الكراهية عن جريمة ذلك الإرهابي الذي يقتل أو يفجر مسجدا أو كنيسة , مخفر شرطة أو مقهى وسينما وملهى ومطعما , هذا إغتيال لمدنية الدولة التي يجب أن تحسم في إتجاه القوننة ولا أحسب أننا نرغب بدولة دينية تشبه تلك النماذج الإقصائية التي أقامها متطرفون في مناطق جغرافية من حولنا , فغايتنا أن نكون منسجمين مع معركتنا ضد الارهاب التي لا نواجهها بالسيف إنما بالدولة المدنية ونقطة أول السطر ..
*حدثاء الأسنان» و»سفهاء الأحلام» هو وصف للرسول العربي الكريم لمن في عقولهم خفة، الذين يتكلمون من قول خير البرية ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/05 الساعة 00:17