الدولة اليهودية ودولة بريتوريا
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/05 الساعة 00:06
طارق مصاروة
لم يصل جون كيري الى مستوى الذكاء الصهيوني الخارق, حين خيّر الاسرائيليين بين حل الدولتين والديمقراطية.. فنتنياهو وكل الاحزاب الصهيونية أعادوا الى العالم تجربة نظام بريتوريا للمستوطنين الاوروبيين في جنوب افريقيا, فقد كانوا دولة واحدة, وديمقراطية, وذلك بالمعادلة السهلة التالية:
دولة المستوطنين الاوروبيين = تساوي الدولة الصهيونية.
كيابات سوازي لاند وتيشوانا لاند + النرولولاند وبقية التجمعات القبلية الافريقية تساوي امارة غزة, وشمال الضفة + القدس الكبرى + جنوب الضفة + عرب اسرائيل في الجليل والمثلث والنقب + الكيان الدرزي في الجولان.
لقد كان المستوطنون الاوروبيون أربعة ملايين يحكمون خمسة وعشرين مليون افريقي, في حين ان المهاجرين والمستوطنين اليهود ستة ملايين يحكمون اثني عشر مليون فلسطيني في «ارض اسرائيل» والشتات والجولان.
هذه هي المعادلة في الدولة اليهودية الديمقراطية, والمعازل الفلسطينية, التي لا تستحق الدولة, واذا كانت الجماعات العنصرية الفاسدة, تفضح نفسها بكل هذه الوقاحة, فإن الجميع حتى حين اعترفوا بمنظمة التحرير, وحتى حين فاوضوها في اوسلو وقبلوا بها حكماً ادارياً ذاتياً سماها ياسر عرفات السلطة الفلسطينية الوطنية, فإنهم قسّموها الى مناطق ألف وباء وجيم.. تماماً كحكومة بريتوريا العنصرية, والكيانات القبلية التي تأخذ شكل الكيان الذاتي الاداري.
حين رفض دروز الجولان تطبيق القانون الاسرائيلي عليهم, لم يناقشهم شمعون بيريز واعتبرهم جالية سورية على أرض اسرائيل. وهم احرار في أن يأخذوا جواز السفر الاسرائيلي أو يحتفظوا بالجواز السوري المنتهي مفعوله. فاسرائيل لا تمنح المواطنة.. والسيادة فقط للمهاجرين والمستوطنين اليهود. أما الاغيار فإنهم يعيشون على ارض اسرائيل (يأكلون ويشربون وينامون) وهم ينتخبون كما كان القبلي في سوازي لاند ينتخب, لكنه ليس حراً في كيان سيد مستقل.
وللذين يتذكرون دلال اميركا وبريطانيا واوروبا لحكومة بريتوريا ونظامها العنصري, فإنها كانت عندهم عضو في الامم المتحدة, وكانت الدولة الديمقراطية الوحيدة في القارة السوداء, وللذين يتذكرون فقد كانت دولة متقدمة اقتصادياً وتعليمياً وصحياً في مستوى اوروبا, وكانت تستعد لبناء قدرات نووية عسكرية. ولكن ذلك كله كان مرفوضاً في هذا العالم. وحين قدم مندوب النظام العنصري اوراق اعتماده للجنة صغيرة غير معروفة تماماً في الامم المتحدة.. رفض رئيس اللجنة اعتمادها.. وكان بالصدفة جزائرياً فبقيت خارج العالم.. حتى رفع رايتها منديلا العظيم.
الرأي
لم يصل جون كيري الى مستوى الذكاء الصهيوني الخارق, حين خيّر الاسرائيليين بين حل الدولتين والديمقراطية.. فنتنياهو وكل الاحزاب الصهيونية أعادوا الى العالم تجربة نظام بريتوريا للمستوطنين الاوروبيين في جنوب افريقيا, فقد كانوا دولة واحدة, وديمقراطية, وذلك بالمعادلة السهلة التالية:
دولة المستوطنين الاوروبيين = تساوي الدولة الصهيونية.
كيابات سوازي لاند وتيشوانا لاند + النرولولاند وبقية التجمعات القبلية الافريقية تساوي امارة غزة, وشمال الضفة + القدس الكبرى + جنوب الضفة + عرب اسرائيل في الجليل والمثلث والنقب + الكيان الدرزي في الجولان.
لقد كان المستوطنون الاوروبيون أربعة ملايين يحكمون خمسة وعشرين مليون افريقي, في حين ان المهاجرين والمستوطنين اليهود ستة ملايين يحكمون اثني عشر مليون فلسطيني في «ارض اسرائيل» والشتات والجولان.
هذه هي المعادلة في الدولة اليهودية الديمقراطية, والمعازل الفلسطينية, التي لا تستحق الدولة, واذا كانت الجماعات العنصرية الفاسدة, تفضح نفسها بكل هذه الوقاحة, فإن الجميع حتى حين اعترفوا بمنظمة التحرير, وحتى حين فاوضوها في اوسلو وقبلوا بها حكماً ادارياً ذاتياً سماها ياسر عرفات السلطة الفلسطينية الوطنية, فإنهم قسّموها الى مناطق ألف وباء وجيم.. تماماً كحكومة بريتوريا العنصرية, والكيانات القبلية التي تأخذ شكل الكيان الذاتي الاداري.
حين رفض دروز الجولان تطبيق القانون الاسرائيلي عليهم, لم يناقشهم شمعون بيريز واعتبرهم جالية سورية على أرض اسرائيل. وهم احرار في أن يأخذوا جواز السفر الاسرائيلي أو يحتفظوا بالجواز السوري المنتهي مفعوله. فاسرائيل لا تمنح المواطنة.. والسيادة فقط للمهاجرين والمستوطنين اليهود. أما الاغيار فإنهم يعيشون على ارض اسرائيل (يأكلون ويشربون وينامون) وهم ينتخبون كما كان القبلي في سوازي لاند ينتخب, لكنه ليس حراً في كيان سيد مستقل.
وللذين يتذكرون دلال اميركا وبريطانيا واوروبا لحكومة بريتوريا ونظامها العنصري, فإنها كانت عندهم عضو في الامم المتحدة, وكانت الدولة الديمقراطية الوحيدة في القارة السوداء, وللذين يتذكرون فقد كانت دولة متقدمة اقتصادياً وتعليمياً وصحياً في مستوى اوروبا, وكانت تستعد لبناء قدرات نووية عسكرية. ولكن ذلك كله كان مرفوضاً في هذا العالم. وحين قدم مندوب النظام العنصري اوراق اعتماده للجنة صغيرة غير معروفة تماماً في الامم المتحدة.. رفض رئيس اللجنة اعتمادها.. وكان بالصدفة جزائرياً فبقيت خارج العالم.. حتى رفع رايتها منديلا العظيم.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/05 الساعة 00:06