المحادين تكتب: لا يوجد وصفة سحرية ولا عصا سحريه لحل مشاكل التربية والتعليم
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/13 الساعة 16:15
/>قبل يومين حضرت لقاء وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز في مؤسسة شومان ولكي اكون منصفة فقد كنت ممن انتقدوا اختياره لهذا المنصب ابتداء وذلك بالطبع ليس احتجاجا على شخصه وإنما كان من باب انه رجل اعمال ولا علاقة له بالجانب التربوي (وطبعا حالي كحال الكثير من الاردنيين اهرف بما لا اعرف) ولكن من الفضيلة الاعتراف بخطأ وجهة النظر هذه بعدما شاهدت التغييرات ومحاولات التطوير في وزارة التربية، ولكي نكون منصفين ايضا يجب ان نعترف بأنه يكمل مسيرة اصلاح الوزارة التي بدأها الدكتور محمد الذنيبات والتي لا شك ساهمت في اعادة جزء من هيبة وزارة التربيه والتعليم فيما يتعلق بالتوجيهي وهيبة المعلم على الاقل ،طبعا مع اختلاف الاسلوب ، فالدكتور ذنيبات اراد بين ليله وضحاها ان يقوم بالتغيير وبالقوة الامر الذي كان صعبا في وزارة مثل وزارة التربيه والتعليم التي مضت عليها عقود من الفوضى والتخبط وتغيير السياسات حسب منهجية الوزير وعدم وضع خطط مؤسسية للتعليم وتطبيق الرؤى الشخصية للوزراء .
اما الوزير الجديد فهو دبلوماسي ويتقن التعامل مع الطرف الاخر بعقلية رجل الاعمال الذي يريد تحقيق الربح لنفسه ولكن بنفس الوقت لا يريد خسارة العلاقات.
نعود للحديث عن لقاء الوزير والذي يحسب له ايضا انه قد حضر ليتناقش مع المواطنين والمعلمين وطلبه المدارس وكان يعرف بحجم الغضب على الوزارة وتوقع الكثير من ردات الفعل ومع ذلك حضر وناقش وتقبل وليس هناك من ينكر ان الحضور الكثيف للندوة دليل على ان الناس مهتمة لتسمع وتناقش وتحاسب ,ولم تعد تكتف بالانتقاد عبر الشاشات.
اما ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع فهو الكم الهائل من التهكم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على احلام الوزير والتي هي بنفس الوقت احلام من يطالب بمخرجات تعليم سوية فيها عدالة اجتماعية وفيها مستقبل ، وبالحقيقة هي لم تكن احلاماً بقدر ما كانت وجهة نظر بعيدة المدى لإنقاذ جيل بأكمله، وبنفس الوقت يجب ان نعترف بان مشاكل مخرجات التعليم وضعف التأسيس وانخفاض نسبة النجاح بالتوجيهي وارتفاع اعداد المتسربين والاكتظاظ في المدارس وسوء البنية التحتية في المدارس وغيرها وغيرها من مشاكل وزارة التربية التعليم لم تكن وليدة الامس ولا يتحمل وزرها الدكتور الرزاز ولا الدكتور ذنيبات من قبله بل هي سلسلة اخطاء يتحمل وزرها كل من استلم حقيبة وزارة التربية من خمس وعشرين عاما على الأقل احدهم اغرق المدارس بأجهزة الحاسوب من دون ايصال الكهرباء لها ابتداء وهذا دليل على ان المبالغ التي انفقت على هذا المشروع لم تصرف بناء على جدول احتياجات للمدارس وإنما بناء على وجهة نظر الوزير الشخصيه واحدهم حول المدارس الى منصات للهجوم والتدين دون الالتفات الى حاجات المدارس ايضا وإنما بالالتفات الى توجه الوزير الشخصي .
اعود مره اخرى لمن تناول (حلم ) الوزير بتغيير اسم الوزارة من التربية الى التنشئة وقد اخذوا بمبدأ (ولا تقربوا الصلاة ) نعم فالتنشئة لا تقل اهمية عن التعليم وهذا واضح من التناقض بن نسبة التعليم المرتفعة وانحدار منظومة الاخلاق لا احد ينكر ذلك فنحن نراها بشكل يومي ، نعم ما نحن بحاجه اليه هو غرس قيم المواطنه والانتماء لدى الاطفال وهذا لا يبتعد عن غرس قيمة ملكية المدرسه ليحافظ عليها كما يحافظ على بيته وهذه التنشئة لا تقل اهمية عن التحصيل العلمي نهائيا، بالاضافه الى اهمية ايلاء التركيز لطلبة مرحلة ما قبل المدرسة فقد اصبحنا نعرف جميعا ان مرحلة ما قبل المدرسة KG1 –KG2 ليست رفاها ابدا بل ان الطالب عندما يدخل المدرسة للمرة الاول في الصف الاول يكون متأخرا عشر خطوات على الاقل عن الطالب الذي دخل مرحلة ما قبل المدرسة (هذا حديث الوزير ) فكيف لي ان اطلب منه ان يحصل نفس التحصيل مع طالب ابتدأ قبله بعشر خطوات؟ وطبعا سنه بعد سنه تتسع الفجوة لتصل الى مخرجات الثانوية العامه.
ما اردت قوله في هذه المقالة انه ليس هناك عصا سحرية ولا وصفة سحريه يمكن ان تستخدم لحل معضلات وزارة التربية والتعليم وهي الوزارة الاكبر والأضخم والأخطر ، وإنما يجب ان يكون اصلاحها من الجذور ويجل ان تكون نية الاصلاح موجودة ومبنية على خطه استراتيجيه طويلة المدى تعتمد فيها المؤسسية وليس الشخصية ذلك ان الخوف كل الخوف ان يتم تغيير الوزير ليذهب وتذهب معه الخطط ونبقى ندور في نفس الدائرة ونبقى ننتقد وزارة التربية وبطئها في حل المشكلات.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/13 الساعة 16:15