الحنيطي يكتب: اسرائيل والاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/11 الساعة 10:28
بقلم : ايمن الحنيطي – الخبير بالشؤون الاسرائيلية
في حزيران / يونيو 2002 وخلال زيارة قام بها للولايات المتحدة الاميركية، اقترح وزير الامن الداخلي الاسرائيلي انذاك عوزي لانداو على واشنطن انشاء مكتب اسرائيلي – اميركي مشترك لمكافحة الارهاب، وقد لاقى الاقتراح ترحيبا في اوساط وزارة الدفاع الاميركية واعضاء في الكونغرس الاميركي، وتلقى دعما مباشرا من ثلاثة سيناتورات اميركيين.
اقتراح لانداو الذي جاء بعد اشهر قليلة فقط من هجمات 11 ايلول / سبتمبر الارهابية على الولايات المتحدة ، شكل قاعدة اساسية لوضع الاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب، السيناتور الجمهوري كورت فيلدون، الذي ابدى اهتماما شديدا باقتراح لانداو قال حينها ان انشاء مثل هذا المكتب هو جزء من تشريع قدمه للكونغرس بدعم من سيناتورات اخرين مضيفا : " وضعنا استرايتجية لتعاون وثيق مع اسرائيل " ( يديعوت احرونوت 29 /6 / 2002 ) .
استخباريا، تعتبر اسرائيل ذخرا استراتيجيا للولايات المتحدة الاميركية فيما تقدمه من معلومات امنية وعسكرية خصوصا عن منطقة الشرق الاوسط ، الجنرال جورج كيغين ، والذي شغل منصب رئيس استخبارات سلاح الجو الاميركي ذكر ان مساهمة اسرائيل فيما تقدمه من معلومات عن الجهات المعادية لواشنطن تفوق ما تقدمه وكالة الاستخبارات الاميركية CIA بخمسة اضعاف .
السنياتور دانييل انفايا ، والذي كان مسؤولا عن المخصصات في لجنة الاستخبارات في الكونغرس الاميركي قال ان " حجم وقيمة المعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها الولايات المتحدة من اسرائيل تفوق ما تحصل عليه واشنطن من دول حلف الناتو"، الجنرال مايكل واين الذي كان يشغل منصب نائب قائد التوجيه في الجيش الاميركي قال ان الخبرة الاسرائيلية شكلت اساسا للاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب، وهذا ما اكده قائد "المارينز" السابق تشاك كرولاك بقوله : " بلورة العقيدة القتالية للقوات المسلحة الاميركية في مكافحة الارهاب تعتمد اساسا على التجربة والخبرة الاسرائيلية ( موقع ميدا الاسرائيلي 28 / 6 / 2016 )
مما تقدم يتبين ان اسرائيل لعبت دورا اساسيا في وضع الاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب، فليس مستبعد ابدا ان تملي الدولة العبرية على واشنطن خطوطها العريضة بما يخدم الاهداف الاسرائيلية، في تفتيت المنطقة العربية كما ورد في وثيقة "كيفونيم – اتجاهات " الصهيوينة من العام 1982 ، وتحويل بوصلة الصراع العربي – الاسرائيلي الى اتجاهات اخرى .
بالمختصر لقد خدمت الاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب اسرائيل في العديد من النواحي :
1) سياسيا، اسرائيل من خلال الاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب والتي ركزت على محاربة " الجهاد الاسلامي العالمي" ، بحسب التسمية الاسرائيلية ، وتاجيج الطائفية والصراع بين السنة والشيعة، استطاعت اسرائيل ان تجعل قضية العرب والمسلمين الاولى – قضية فلسطين- تتاخر لتتقدم عليها مصالح كل دولة بحد ذاتها في الحفاظ على امنها واستقرارها من خلال التصدي لمخططات التنظيمات المتشددة التي تستهدف بالدرجة الاولى انظمة الدول العربية واجهزتها الامنية، فتراجع الحديث عن الاحتلال الاسرائيلي ونشاطات الاستيطان وتهويد القدس في النشرات الاخبارية العربية، وفي احيان كثيرة كانت تغيب تماما مثل هذه الاخبار .
واصبح ساسة اسرائيل يستغلون ما يرتكب من مجازر على يد التنظيمات الارهابية في المنطقة، والقتل والدمار والقصف بالبراميل المتفجرة في سوريا من قبل النظام السوري، للدفاع عن ممارسات الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وانها لا شيء بالمقارنة مع ما يحدث في سوريا والعراق من قبل داعش .
ونتيجة لتخوف الانظمة العربية لا سيما في دول الخليج العربي من المد الشيعي الفارسي ، بسبب تغلغل ايران في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين ، فقد اصبحت " الفزاعة" الايرانية والبرنامج النووي الايراني تستغل احسن استغلال من قبل ساسة تل ابيب في التقرب من دول الخليج العربي بهدف تطبيع العلاقات سريعا معها حتى قبل حل القضية الفلسطينية ، والمتابع للشان الاسرائيلي يدرك تماما ان هناك حديث قوي في الاوساط الاسرائيلية عن قرب افتتاح سفارات اسرائيلية في الرياض وابو ظبي والمنامة ، مع احياء مبادرة السلام العربية "السعودية"، وعزم الادارة الاميركية الجديدة بزعامة دونالد ترامب على عقد "صفقة القرن" لانهاء الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي . 2) عسكريا، وبفضل الاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب والتي ساهمت تل ابيب في رسمها كثيرا، لم تعد اسرائيل تخشى المواجهة مع الجيوش العربية التي اعتادت على مقارعتها خلال سنوات الصراع السبعين ، اذ تحولت هذه الجيوش فعليا الى " جيوش مكافحة ارهاب " لا جيوش تحرير واستعادة اراضي محتلة ، خصوصا مع استبعاد العرب للحل العسكري من خلال تبني المبادرة العربية للسلام، والتاكيد على ذلك مرارا وتكرارا في القمم العربية .
نتيجة لذلك قلصت اسرائيل من قواتها وميزانياتها العسكرية ، واصبحت تستثمر قواها البشرية باتجاهات اخرى استخباريا وسايبريا وفي التصنيع عسكري وامني، وفي مجال الفضاء ، وبفعل تعاونها الوثيق استخباريا وعسكريا مع واشنطن حصلت تل ابيب على 600 مليون دولار مساعدات اضافية اميركية ، وقبيل نهاية ولاية الرئيس باراك اوباما عقدت اسرائيل مع الادارة الاميركية اتفاقا يقضي بحصولها على مبلغ 38 مليار دولار على 10 سنوات ، واستطاعت تل ابيب تحديث اسطولها من المقاتلات الاميركية وحافظت على تفوقها العسكري لاربعين عاما مقبلة، اذ حصلت من واشنطن على الطائرة الاميركية الاحدث والاغلى في العالم ، طائرة الشبح اف – 35 والتي تسلمت تل ابيب منها للان خمس طائرات من اصل 50 طائرة سيكتمل وصولها وتسلمها خلال السنوات القليلة المقبلة، كل هذا لان الجميع تقريبا بات ينظر الى اسرائيل على انها اصبحت فعليا تشكل "المظلة العسكرية" لحماية الدول العربية الحليفة لواشنطن من اطماع ايران وتغلغلها الطائفي في المنطقة تحت عباءة الارهاب . وتعد اسرائيل الدولة الرائدة في العالم في مجال صناعة الطائرات المسيرة بدون طيار Drons والتي استخدمتها واشنطن في افغانستان والعراق وسوريا، ضد القاعدة وطالبان وداعش ، واستخدمتها دول اوروبية في مراقبة حركة اللاجئين على حدودها ، واستخدمتها دول اخرى في حروبها ونشاطاتها العسكرية مثل اوكرانيا، وقازحستان والهند . 3) استخباريا، نظرا لكثرة استخدام المنظمات الارهابية مثل تنظيم داعش الارهابي وغيره للتقنيات التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية في نشاطاتها، فقد ظهر هناك ما يزيد عن 250 شركة ناشئة اسرائيلية في مجال حرب السايبر وتكنولوجيا المعلومات استطاعت ان تغزو دول العالم في خبراتها واستشاراتها خصوصا وان معظم القائمين عليها ومؤسسيها هم من خريجي المدرسة الاستخبارية الاسرائيلية والمختصين بمكافحة الارهاب، ومن اشهر هذه الشركات ، شركة G . Bena التي انشأها بالعام 2006 الخبير السيبراني العقيد احتياط غاباي سيبوني، الذي يشغل حاليا منصب مدير برنامج الامن السيبراني في معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي التابع لجامعة تل ابيب .
وتستغل اسرائيل الوضع المتفجر في كل من العراق وسوريا واليمن وسيناء المصرية والجولان نتيجة نشاطات المنظمات الارهابية لتوثيق علاقاتها استخباريا مع اجهزة استخبارات لدول عربية تربطها معاهدات سلام مع تل ابيب مثل مصر والاردن ، واجهزة لدول عربية اخرى لا تقيم علاقات دبلوماسية معها مثل السعودية والامارات وقطر والبحرين ، فتزودها بمعلومات استخبارية عن نشاطات هذه التنظيمات من خلال طائرات التجسس بدون طيار ، او سلسلة اقمار التجسس الاسرائيلية من طراز "اوفيق " والمرتبطة مع الوحدة 8200 لرصد وجمع المعلومات الاستخبارية بواسطة الوسائل التكنولوجية الحديثة، والتجسس الصناعي والتي تستغل اخر التقنيات الحديثة وتكنولوجيا " النانو" التي ينتجها معهد " التخنيون" شمال اسرائيل . 4) اقتصاديا ، كما اشرنا سابقا ، فقد استغلت اسرائيل الوضع الناشي في منطقة الشرق الاوسط والعالم نتيجة للاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب ، واصبحت صناعاتها الامنية والعسكرية من تجهيزات رصد المتفجرات وكاميرات المراقبة وغيرها تلقى روجا كبيرا في العديد من دول العالم ، واصبحت هذه الصناعات رافدا اساسيا للاقتصاد الاسرائيلي ، فقد وقعت اسرائيل والهند في نيسان الماضي على اكبر صفقة اسلحة بتاريخ اسرائيل بقيمة ملياري دولار، وتمكنت هيئة تطوير الوسائل القتالية الاسرائيلية " رفائيل" وشركة الصناعات الجوية الاسرائيلية "تاعس" من عقد صفقات اسلحة ومعدات امنية وعسكرية في العام 2016 وصلت قيمتها الى 6,5 مليار دولار (غلوبس الاقتصادية 6 / 4 / 2017 )
وليس من المستبعد ان تقوم اسرائيل وبطريقة غير مباشرة وبصفقات سرية من تزويد المملكة العربية السعودية بمنظومات صواريخ دفاعية من طراز "القبة الحديدية" "وحيتس - السهم" لتمكنها من اعتراض الصواريخ البالستية التي يطلقها الحوثيون الموالون لايران من جنوب اليمن باتجاه الاراضي السعودية ، وكانت انباء صحفية اسرائيلية تحدثت في الاونة الاخيرة عن شراكة عسكرية اسرائيلية – سعودية في تصنيع الطائرات بدون طيار في جنوب افريقيا . كما واستفادت اسرائيل كثيرا من تجارة النفط العراقي المهرب من قبل عناصر تنظيم داعش عن طريق تركيا وايران وذلك بحسب تحقيق اجرته قناة الجزيرة القطرية، وتزامن الكشف عن الاحتياطات الضخمة من الغاز الطبيعي في حقول " لفيثان" و"تمار" و"شمشون" و"دانيال" و"افروديت" الاسرائيلية قبالة البحر الابيض المتوسط ، مع تزايد الهجمات الارهابية وتفجيرات انبوب الغاز المصري للاردن وانقطاعه نهائيا،وكانت النتيجة عقد صفقات بين اسرائيل وكل من مصر والاردن وتركيا لتزويدها بالغاز الاسرائيلي .
محصلة القول ان اسرائيل هي المستفيد الاكبر من ارهاصات وتداعيات الاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب في منطقة الشرق الاوسط ، كيف لا وهي الشريك الاساسي في وضع هذه الاستراتيجية في ظل الثقة العمياء التي تمنحها واشنطن لحليفتها الاقرب في المنطقة .
واصبح ساسة اسرائيل يستغلون ما يرتكب من مجازر على يد التنظيمات الارهابية في المنطقة، والقتل والدمار والقصف بالبراميل المتفجرة في سوريا من قبل النظام السوري، للدفاع عن ممارسات الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وانها لا شيء بالمقارنة مع ما يحدث في سوريا والعراق من قبل داعش .
ونتيجة لتخوف الانظمة العربية لا سيما في دول الخليج العربي من المد الشيعي الفارسي ، بسبب تغلغل ايران في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين ، فقد اصبحت " الفزاعة" الايرانية والبرنامج النووي الايراني تستغل احسن استغلال من قبل ساسة تل ابيب في التقرب من دول الخليج العربي بهدف تطبيع العلاقات سريعا معها حتى قبل حل القضية الفلسطينية ، والمتابع للشان الاسرائيلي يدرك تماما ان هناك حديث قوي في الاوساط الاسرائيلية عن قرب افتتاح سفارات اسرائيلية في الرياض وابو ظبي والمنامة ، مع احياء مبادرة السلام العربية "السعودية"، وعزم الادارة الاميركية الجديدة بزعامة دونالد ترامب على عقد "صفقة القرن" لانهاء الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي . 2) عسكريا، وبفضل الاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب والتي ساهمت تل ابيب في رسمها كثيرا، لم تعد اسرائيل تخشى المواجهة مع الجيوش العربية التي اعتادت على مقارعتها خلال سنوات الصراع السبعين ، اذ تحولت هذه الجيوش فعليا الى " جيوش مكافحة ارهاب " لا جيوش تحرير واستعادة اراضي محتلة ، خصوصا مع استبعاد العرب للحل العسكري من خلال تبني المبادرة العربية للسلام، والتاكيد على ذلك مرارا وتكرارا في القمم العربية .
نتيجة لذلك قلصت اسرائيل من قواتها وميزانياتها العسكرية ، واصبحت تستثمر قواها البشرية باتجاهات اخرى استخباريا وسايبريا وفي التصنيع عسكري وامني، وفي مجال الفضاء ، وبفعل تعاونها الوثيق استخباريا وعسكريا مع واشنطن حصلت تل ابيب على 600 مليون دولار مساعدات اضافية اميركية ، وقبيل نهاية ولاية الرئيس باراك اوباما عقدت اسرائيل مع الادارة الاميركية اتفاقا يقضي بحصولها على مبلغ 38 مليار دولار على 10 سنوات ، واستطاعت تل ابيب تحديث اسطولها من المقاتلات الاميركية وحافظت على تفوقها العسكري لاربعين عاما مقبلة، اذ حصلت من واشنطن على الطائرة الاميركية الاحدث والاغلى في العالم ، طائرة الشبح اف – 35 والتي تسلمت تل ابيب منها للان خمس طائرات من اصل 50 طائرة سيكتمل وصولها وتسلمها خلال السنوات القليلة المقبلة، كل هذا لان الجميع تقريبا بات ينظر الى اسرائيل على انها اصبحت فعليا تشكل "المظلة العسكرية" لحماية الدول العربية الحليفة لواشنطن من اطماع ايران وتغلغلها الطائفي في المنطقة تحت عباءة الارهاب . وتعد اسرائيل الدولة الرائدة في العالم في مجال صناعة الطائرات المسيرة بدون طيار Drons والتي استخدمتها واشنطن في افغانستان والعراق وسوريا، ضد القاعدة وطالبان وداعش ، واستخدمتها دول اوروبية في مراقبة حركة اللاجئين على حدودها ، واستخدمتها دول اخرى في حروبها ونشاطاتها العسكرية مثل اوكرانيا، وقازحستان والهند . 3) استخباريا، نظرا لكثرة استخدام المنظمات الارهابية مثل تنظيم داعش الارهابي وغيره للتقنيات التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية في نشاطاتها، فقد ظهر هناك ما يزيد عن 250 شركة ناشئة اسرائيلية في مجال حرب السايبر وتكنولوجيا المعلومات استطاعت ان تغزو دول العالم في خبراتها واستشاراتها خصوصا وان معظم القائمين عليها ومؤسسيها هم من خريجي المدرسة الاستخبارية الاسرائيلية والمختصين بمكافحة الارهاب، ومن اشهر هذه الشركات ، شركة G . Bena التي انشأها بالعام 2006 الخبير السيبراني العقيد احتياط غاباي سيبوني، الذي يشغل حاليا منصب مدير برنامج الامن السيبراني في معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي التابع لجامعة تل ابيب .
وتستغل اسرائيل الوضع المتفجر في كل من العراق وسوريا واليمن وسيناء المصرية والجولان نتيجة نشاطات المنظمات الارهابية لتوثيق علاقاتها استخباريا مع اجهزة استخبارات لدول عربية تربطها معاهدات سلام مع تل ابيب مثل مصر والاردن ، واجهزة لدول عربية اخرى لا تقيم علاقات دبلوماسية معها مثل السعودية والامارات وقطر والبحرين ، فتزودها بمعلومات استخبارية عن نشاطات هذه التنظيمات من خلال طائرات التجسس بدون طيار ، او سلسلة اقمار التجسس الاسرائيلية من طراز "اوفيق " والمرتبطة مع الوحدة 8200 لرصد وجمع المعلومات الاستخبارية بواسطة الوسائل التكنولوجية الحديثة، والتجسس الصناعي والتي تستغل اخر التقنيات الحديثة وتكنولوجيا " النانو" التي ينتجها معهد " التخنيون" شمال اسرائيل . 4) اقتصاديا ، كما اشرنا سابقا ، فقد استغلت اسرائيل الوضع الناشي في منطقة الشرق الاوسط والعالم نتيجة للاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب ، واصبحت صناعاتها الامنية والعسكرية من تجهيزات رصد المتفجرات وكاميرات المراقبة وغيرها تلقى روجا كبيرا في العديد من دول العالم ، واصبحت هذه الصناعات رافدا اساسيا للاقتصاد الاسرائيلي ، فقد وقعت اسرائيل والهند في نيسان الماضي على اكبر صفقة اسلحة بتاريخ اسرائيل بقيمة ملياري دولار، وتمكنت هيئة تطوير الوسائل القتالية الاسرائيلية " رفائيل" وشركة الصناعات الجوية الاسرائيلية "تاعس" من عقد صفقات اسلحة ومعدات امنية وعسكرية في العام 2016 وصلت قيمتها الى 6,5 مليار دولار (غلوبس الاقتصادية 6 / 4 / 2017 )
وليس من المستبعد ان تقوم اسرائيل وبطريقة غير مباشرة وبصفقات سرية من تزويد المملكة العربية السعودية بمنظومات صواريخ دفاعية من طراز "القبة الحديدية" "وحيتس - السهم" لتمكنها من اعتراض الصواريخ البالستية التي يطلقها الحوثيون الموالون لايران من جنوب اليمن باتجاه الاراضي السعودية ، وكانت انباء صحفية اسرائيلية تحدثت في الاونة الاخيرة عن شراكة عسكرية اسرائيلية – سعودية في تصنيع الطائرات بدون طيار في جنوب افريقيا . كما واستفادت اسرائيل كثيرا من تجارة النفط العراقي المهرب من قبل عناصر تنظيم داعش عن طريق تركيا وايران وذلك بحسب تحقيق اجرته قناة الجزيرة القطرية، وتزامن الكشف عن الاحتياطات الضخمة من الغاز الطبيعي في حقول " لفيثان" و"تمار" و"شمشون" و"دانيال" و"افروديت" الاسرائيلية قبالة البحر الابيض المتوسط ، مع تزايد الهجمات الارهابية وتفجيرات انبوب الغاز المصري للاردن وانقطاعه نهائيا،وكانت النتيجة عقد صفقات بين اسرائيل وكل من مصر والاردن وتركيا لتزويدها بالغاز الاسرائيلي .
محصلة القول ان اسرائيل هي المستفيد الاكبر من ارهاصات وتداعيات الاستراتيجية الاميركية لمكافحة الارهاب في منطقة الشرق الاوسط ، كيف لا وهي الشريك الاساسي في وضع هذه الاستراتيجية في ظل الثقة العمياء التي تمنحها واشنطن لحليفتها الاقرب في المنطقة .
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/11 الساعة 10:28