الزيود يكتب: أيلول يا أيلول

مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/09 الساعة 19:19
يعودُ أيلول والغيمُ خجلٌ هذه السنّة، يقتربُ في الصّباحِ من الرؤوس ثُم تأتي شمس الصيف وتطردها كامرأةٍ لئيمة، فما زالتْ شمس أيلول لاسعة ، ذوى باقي العنب على الدّوالي ، وإستوى التين في سحاريه، لمْ يجد البائع الجوّال في الحارات مشترياً ، كلّهم يسألون عن البندورة ...!! يعودُ أيلول ويبحث الأطفال عن رائحة الجوّافة في الثلاجات ، فقط الزّيت والزعتر ، وسندويشات يتيمة منها في حقائب المدرسة ، يأكلها الأولاد على عجلٍ قبل أنْ يقرع جرس الفرصة معلّم يهزّ عصاه أمام الطابور . يعودُ أيلول وصوتُ فيروز لم يعد يحمّس العاشقين من طلاب الجامعة الجدد الذين أتوا من القُرى المنسيّة ، ظنّوا أنّ الصبايا مشاع في ممرّات كليّة الآداب كالقصائد ، فيأتي رجل الأمن ويطردهم من تحت السرّو..!! يعود أيلول ، ولكنّه يغيب من درّس التاريخ ، ومن نضال الأحزاب ، ومن نشرات الأخبار، ولكنه لا يغيب من ذاكرة الأمهات، وأبناء الشهداء، ومن وميض عيون العسكر ، عندما كان الحسين ووصفي وحابس يساهرون الليّل في المقرّ، وقد غابتْ البلاد بالفوضى ومؤامرة ذوي القربى..! أيلول قاسّ هذه السنّة، كئيب كامراة ثكلى، فالناس في ضيق، والحكومات تتآمر فيه على رزقهم، والصفوف تفيض بالطلاب بلا مقاعد، والغيم بعيد، والمطر شحيح، فذنب أيلول لنْ يكون مبلولا هذه السنة ..!!
  • أخبار
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/09 الساعة 19:19