اللغة العربية تمر بأزمة !

مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/08 الساعة 14:36
مدار الساعة - قال الأمين العام للمجلس الدولي للغة العربية الدكتور علي عبدالله موسى أن اللغة العربية تمر بأزمة خطيرة وهي تنكر أبنائها، عازيا هذا التنكر لتغيرات تاريخية وسياسية واقتصادية وتقنية وعلمية واعلامية .
واضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن مظاهر هذا التنكر هو الاستخدام غير المبرر للألفاظ الأجنبية بهدف التعبير عن الثقافة وهذا دليل على الانهزام والفقر الثقافي لمن يستخدم هذه الالفاظ في غير سياقها، ما يؤشر على عدم الاحترام للمجتمع ولا للمتحدثين عندما يتحدثون مع بعضهم البعض، لأن هذه اللغة التي يستخدمونها ليست لغة علم .
وعول الموسى على الدور الحيوي المهم للأسرة في الاهتمام والتعليم للغة، مبينا أنها الحلقة الأولى من مصادر التنشئة الاجتماعية وهي المعنية الأولى لتمكين اللغة وأول من يزرع الثوابت والمرجعيات الأساسية في أبنائها .
وأشار إلى مسؤولية المدارس والمؤسسات الحكومية المختلفة لكل الدول العربية والاسلامية وعلى رأسها الاعلام المعني بتوجيه الرأي العام نحو القضايا الاستراتيجية التي تهم الهوية والانتماء الوطني . ولفت الموسى إلى أن زيارته للأردن جاءت للتنسيق في ظل التعاون المشترك بين اتحاد الجامعات العربية والمجلس الدولي للغة العربية من أجل مناقشة مستقبل العربية والناطقين بها وبغيرها والترجمة وبموضوعات تنظيم المؤتمر الدولي السابع للغة العربية، والذي سيعقد في دبي من 17إلى 21 ابريل 2018 في دبي .
وأوضح أن المؤتمر، الذي تشارك فيه 75 دولة عربية وعالمية يتضمن عقد ندوات لعمداء وأقسام كليات الآداب في الوطن العربي بمشاركة مختصين، مؤكدا أن اللغة العربية هي مسؤولية الجميع بمشاركة مختلف التخصصات . ولفت الموسى إلى مشاركة نيجريا في المؤتمر، والتي تعد أكبر المشاركات للأعوام الثلاثة الماضية على التوالي في نسبة الحضور وعدد الابحاث، مشيرا إلى أن اللغة العربية لا تعاني من أي عجز كلغة في استقطاب العلوم والتقنية والصناعات بل العجز في اتباع هذه اللغة من العرب الذين لا يتقنون العربية والذين أضعفوا الأجيال الحالية وسيضعفون الأجيال القادمة من خلال التوجه نحو تبني لغات أجنبية على حساب العربية؛ مما يؤدي إلى تهديد الهوية والانتماء والولاء وتسمح بالتشظي الاجتماعي الذي يهدد الأمن الوطني والوحدة الوطنية.
ونوه إلى أن للغة العربية تاريخا طويلا مع الترجمة والتنقية والعلوم والمعارف ولا تحتاج إلى إضافات لأنها خدمت شعوب وأمم غير عربية لا تزال تكتب بحروفها إلى هذا اليوم .
وأشار إلى عدم وجود رقم احصائي متعلق باللغة العربية لا على مستوى المؤسسات ولا على مستوى الدول، والتي تعد مؤشرا أساسيا مهما على سياسات الدول والمؤسسات، معربا عن أسفه للاعتماد على بعض المصادر الاجنبية والتقارير الدولية .
كما أشار الموسى إلى بعض الخصومة والعداوة مع اللغة من بعض الأطراف دون مبرر نتيجة ضعفهم باللغة التي هي إطار كبير، وهي لغة القران التي صدرت بقانون إلهي متسائلا كيف يمكن لجميع المسلمين أن يدعو إلى الاسلام وهم لا يعرفون لغة الاسلام والقاعدة الشرعية "أن ما لا يتم من واجب الا به فهو واجب"، ومن هنا تأتي وجوب تعلم اللغة العربية وهي أحد أدوات التعارف بين الشعوب.
وحول ما يطلق عليه حاليا من مصطلح ضبط الجودة في الجامعات والمعاهد الغربية، بين أن العلوم الاسلامية سبقت إليه من خلال مراحل التدقيق في علم الحديث والتجويد وما يرتبط بها .
وفيما يتعلق بتأسيس المجلس الدولي للغة العربية، قال الموسى إن التأسيس جاء بمناسبة إعلان سنة 2008 عاما دوليا للغات، إذ تم تقديم مبادرة إنشاء المجلس الدولي للغة العربية إلى اليونسكو التي رحبت بالمبادرة، وتمت مخاطبة الدول العربية والمنظمات الدولية لدعم هذه المبادرة، التي حظيت بدعم عربي ودولي كبير، وبعد دراسة قانونية من قبل منظمة اليونسكو اقترح أن ينشأ المجلس كمنظمة دولية مستقلة، وأن يكون مقره في دولة عربية تمنحه المزايا والحصانات الممنوحة للمنظمات الدولية العاملة في إطار الأمم المتحدة، مبينا أنه تم اختيار دولة لبنان لتكون مقرا للمجلس لوجود فروع ومكاتب لمنظمات الأمم المتحدة فيها.
بترا
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/08 الساعة 14:36