غير مأسوف عليه!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/04 الساعة 01:48
رشاد ابو داود
عام مضى كما لوكان يمشي على نصل سكين .عام يجر اذيال الخيبة لاولئك الذين امتهنوا الوحشية فعادوا الى الغابة .ارادوا ان يطفئوا نور الشمس في الارض .عيونهم مغمضة،افكارهم مظلمة، ولا ابيض في عيونهم سوى حد السكين و لمعة الرصاصة الغادرة..بثقة يمكن ان ان نسميه «عام الشهداء،.اولئك الذين ضحوا بحياتهم كي نبقى شهوداً على قدوم العام الجديد 2017 .
المطر في الرؤيا دموع. والدموع بكاء أو فرح. فهل كان مطر أمس بكاء على ما فعله العام الماضي بنا من وجع في مفاصل حيواتنا وخرائط طرقنا وانسداد آفاقنا؟ أم فرحا للعام القادم على متن حصان مجهول ملطخ بالدم،لكننا يجب ان نتفاءل..ونتخيل. لكن التخيل شيء والتخبط شيء آخر تماماً. الأول يساعد على التفاؤل. فالقدمان الطويلتان تؤشران على النهوض من كبوة العام الماضي. والثاني، التخبط، يعني الافراط في التفاؤل والسيرعلى عكازين من خشب في أرض حبلى بالجثث وبالحجارة الحية تملأ الساحات والطرقات ومعدات الناس الغلابى، المغلوبين على أمرهم وعلى رزقهم، وهم كثر.
قليلون هم الذين لم يصبهم من العام الذي رحل حجر أو سهم أو ديْن أو فيروس أو ارتفاع سعر، وفي أفضل الاحوال ضجر كالصخر جثم على صدورهم وبوابات نهارهم ووسائد نومهم. أصابهم بهذيان او قلق، يوماً بعد نوم، ونوماً من غير ليل و.. دوامة لم تنته حتى آخر يوم في السنة.
في العام الماضي ظل العالم ملطخاً بالطين وليس ثمة ماء يكفي للشرب فما بالك بالاستحمام؟ طين ما أحدثه الانهيار الاخلاقي للسياسات الدولية ومن يتحكم بها حيث استبدلت المفاهيم الحقيقية للتعامل والتبادل والتفاهم وحتى للحروب بمفاهيم اخرى فرضتها قوة القرن الواحد في القرن الحادي والعشرين وبقايا القرن العشرين.
من حطام الأرقام التي تكسرت بفعل صراع الدول الاقوى ظل دخان الحرائق يملأ سماء الدول اقتصادياتها وميزانياتها وبورصاتها ومصانعها و.. شعوبها. فأصبح العجز تقشفا وقطع الارزاق ترشيد إنفاق، وارتفاع الاسعار تحريرا للاقتصاد، والامعان في الاحتلال بسبب الادمان على النفط واجبا انسانيا من اجل قتل الانسان. أيضا تهديد الدول بتحديد انتاج مصانعها او تدمير هذه المصانع سياسة مشروعة لحماية الاقتصاد العالمي.
جميل انه رحل بهذا القدر من الوجع غير مأسوف عليه، بهذه المسافة من الافتراق بين الانسان والانسان، بين الانسان وذاته. لنحاول الاقتراب إذن. نمد ايدينا الى أيدينا. نمسح الغبار الذي علق على رؤوسنا. ندفئ جسد الحياة بقليل من الحب.
العام الجديد.. لنتمناه احلى. انه الميلاد يبدأ بالرأس بعد مخاض. صرخة حياة. فرحة نجاة بعد طول ألم، لنقطع الحبل السري بحنان ونلف المولود الجديد برموش العين. ندفئه بين حنايا القلب.
هل سيكون جميلا، واسع العينين، سليم القلب، حسن النوايا؟، نحن من نحدد ملامحه ونحن من نعلمه ابجدية الحب.
حين نرى عيونا ترتفع الى السماء وايادي مفتوحة بالرجاء، لنوقف اطفالنا بجانبنا ونطلب منهم أن يرددوا معنا «آمين».. من هنا تبدأ الحياة خطوتها الأولى الى الاجمل في الحياة،وليكن شعارنا «اولى خطوات 2017 تبدأ.. بوردة"! الدستور
المطر في الرؤيا دموع. والدموع بكاء أو فرح. فهل كان مطر أمس بكاء على ما فعله العام الماضي بنا من وجع في مفاصل حيواتنا وخرائط طرقنا وانسداد آفاقنا؟ أم فرحا للعام القادم على متن حصان مجهول ملطخ بالدم،لكننا يجب ان نتفاءل..ونتخيل. لكن التخيل شيء والتخبط شيء آخر تماماً. الأول يساعد على التفاؤل. فالقدمان الطويلتان تؤشران على النهوض من كبوة العام الماضي. والثاني، التخبط، يعني الافراط في التفاؤل والسيرعلى عكازين من خشب في أرض حبلى بالجثث وبالحجارة الحية تملأ الساحات والطرقات ومعدات الناس الغلابى، المغلوبين على أمرهم وعلى رزقهم، وهم كثر.
قليلون هم الذين لم يصبهم من العام الذي رحل حجر أو سهم أو ديْن أو فيروس أو ارتفاع سعر، وفي أفضل الاحوال ضجر كالصخر جثم على صدورهم وبوابات نهارهم ووسائد نومهم. أصابهم بهذيان او قلق، يوماً بعد نوم، ونوماً من غير ليل و.. دوامة لم تنته حتى آخر يوم في السنة.
في العام الماضي ظل العالم ملطخاً بالطين وليس ثمة ماء يكفي للشرب فما بالك بالاستحمام؟ طين ما أحدثه الانهيار الاخلاقي للسياسات الدولية ومن يتحكم بها حيث استبدلت المفاهيم الحقيقية للتعامل والتبادل والتفاهم وحتى للحروب بمفاهيم اخرى فرضتها قوة القرن الواحد في القرن الحادي والعشرين وبقايا القرن العشرين.
من حطام الأرقام التي تكسرت بفعل صراع الدول الاقوى ظل دخان الحرائق يملأ سماء الدول اقتصادياتها وميزانياتها وبورصاتها ومصانعها و.. شعوبها. فأصبح العجز تقشفا وقطع الارزاق ترشيد إنفاق، وارتفاع الاسعار تحريرا للاقتصاد، والامعان في الاحتلال بسبب الادمان على النفط واجبا انسانيا من اجل قتل الانسان. أيضا تهديد الدول بتحديد انتاج مصانعها او تدمير هذه المصانع سياسة مشروعة لحماية الاقتصاد العالمي.
جميل انه رحل بهذا القدر من الوجع غير مأسوف عليه، بهذه المسافة من الافتراق بين الانسان والانسان، بين الانسان وذاته. لنحاول الاقتراب إذن. نمد ايدينا الى أيدينا. نمسح الغبار الذي علق على رؤوسنا. ندفئ جسد الحياة بقليل من الحب.
العام الجديد.. لنتمناه احلى. انه الميلاد يبدأ بالرأس بعد مخاض. صرخة حياة. فرحة نجاة بعد طول ألم، لنقطع الحبل السري بحنان ونلف المولود الجديد برموش العين. ندفئه بين حنايا القلب.
هل سيكون جميلا، واسع العينين، سليم القلب، حسن النوايا؟، نحن من نحدد ملامحه ونحن من نعلمه ابجدية الحب.
حين نرى عيونا ترتفع الى السماء وايادي مفتوحة بالرجاء، لنوقف اطفالنا بجانبنا ونطلب منهم أن يرددوا معنا «آمين».. من هنا تبدأ الحياة خطوتها الأولى الى الاجمل في الحياة،وليكن شعارنا «اولى خطوات 2017 تبدأ.. بوردة"! الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/04 الساعة 01:48