عقوبة دايت
احمد حسن الزعبي
يتساءل البعض لماذا لا يقف مجلس النواب مواقف حازمة تجاه القضايا التي تمس عيش المواطنين؟ ولماذا يمعن في اضاعة الوقت في القرارات الحساسة كما لو كان متقدّما على الحكومة «3/ 0» ، لماذا تخفت اللجة الهدارة في «مقرّات الترشّح» وتصبح ناعمة»غانجة» تحت قبة البرلمان؟..لماذا تذوب الوعود مع درجات الصعود الى المجلس ؟؟..لماذا يفكّون «تعهّداتهم» فور تركيب «نمرهم «على سياراتهم الجديدة ؟؟..لماذا يصبحون أكثر تذمّراً من مشاكل ناخبيهم..واكثر تهرّباً من قضايا مقرّبيهم..واكثر شكوى من «زناخة» الفقراء الواقفين امام مكاتبهم وهم الذين كانوا يصغون بإنصات لمشاكل ناخبيهم..وأكثر متابعة لقضايا مقربيهم..وأوسع صدراً عند تلقي شكاوى الفقراء من ضيق الحال...قبل أن «يدبّ «كل من سبقوا أصواتهم لصالح سعادة النائب الذي حصد السعادة كاملة الدسم وحده..الجواب يكمن في قراءة القرار التالي للمكتب التنفيذي لمجلس النواب:
(قرر المكتب التنفيذي في مجلس النواب في جلسته الأولى تفعيل البند الوارد في الفقرة (د) من المادة (122) من النظام الداخلي والمتعلقة بغياب النواب عن الجلسات.
وتنص المادة على أن كل عضو يتغيب دون عذر عن جلسات المجلس أو اجتماعات اللجان ثلاث مرات متتالية أو عشر مرات متفرقة خلال الدورة العادية يُحرم من المشاركة «السفر» في الوفود الرسمية خلال تلك الدورة والدورة التي تليها).
ملخّص العقوبة الواقعة على النائب الذي لا يحضر جلسات المجلس دون عذر أنه يحرم من «الطشّة» والسفر ضمن الوفود الرسمية التي تطير على حساب الدولة الى دول العالم لنشر رسالة الديمقراطية الأردنية السمحة!..
هذه العقوبة تشبه تماماً من يهدد ابنه اذا ما رسب في الامتحان سوف يجلده 80 جلدة ب»محرمة» على أصابعه دون أن تأخذه به رحمة...
**
هل عرفتم لماذا لا يحسّون بوجعكم وجوعكم وفقركم وعوزكم وخوفكم على وطنكم؟؟؟ لأنهم على طريقة المكوك الفضائي انفصلوا عن «كبسولة الشعب» وحلقوا في المكاسب والمناصب، لقد انضمّوا بجدارة إلى «نادي الطيران» وأصبحوا من الطبقة الأتموسفيرية السياسية الراقية الغارقة بالعسل الوطني...
الرأي