ماذا حدث لهؤلاء الأردنيين في عيد الأضحى؟
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/06 الساعة 11:47
مدار الساعة - نهار ابو الليل - كثير من الاشخاص والعائلات طل عليهم العيد وهم أكثر مرارة لضيق الحال وقصر اليد، دون ان يعرف عنهم أحد سوى ما عرفه اعلام بالمصادفة كما حدث في مدار الساعة.
الشاب الثلاثيني (م.ن) حيث يقطن في سكن متواضع مع والدته وقد توفى الله والده قبل 3سنوات وجد نفسه في حرج لأن اخواته الاربع المتزوجات لم يجرؤ على زيارتهن في العيد كون راتبه الذي يتقاضاه من المتجر الذي يعمل به لا يكفي الانفاق عليه ووالدته والبيت المستأجر.
يقول لـ مدار الساعة "لقد تذرعت بأنني مداوم في مكان عملي حتى لا أحرج امامهن وابنائهن في تقديم عيديات، وطلبت من والدتي ان تتصل بهن للحضور للبيت حتى يشاركنني ووالدتي وجبة الطعام باعتبارها أقل كلفة واستطيع مصارحتهن بالسبب لعدم المجيء الى بيوتهن وبحضور ازواجهن وابنائهن.
ولم يخف الشاب الغصة التي في حلقه لظروف الحياة وخصوصاً انه الاخ الوحيد لهن ولوالدته قائلاً ماذا افعل اذا اجرة البيت 145 ديناراً عدا فاتورة المياه وفاتورة الكهرباء وراتبي 280 ديناراً حيث اداوم أكثر من عشر ساعات حتى احصل على مبلغ اضافي يساعدني على متطلبات الشهر.
ويقول ابو خالد، والذي يبلغ من العمر 47 عاماً وله خمسة ابناء اثنان منهم (شاب وفتاة) بلا عمل، الأول انهى دراسته الجامعية والثانية لم تكمل الدراسة لأسباب مادية "إن الراتب لم يعد يكفي العائلة رغم ان البيت الذي نسكنه ملك والملك لله، لكن متطلبات الحياة اليومية وتكاليف الدراسة صارت صعبة" على حد تعبيره.
ويقسم ابو خالد انه لم يتمكن من شراء اي جديد لأي واحد من ابنائه بمن فيهم ابناؤه الثلاثة الصغار، ويقول ماذا افعل اذا كان المبلغ الذي احصل عليه بعد الخصومات 375 ديناراً؟!
ويتحدث المتقاعد الخمسيني بألم وحسرة (يسكن في حي شعبي) من عمان "كيف اغلق على ابنائه الباب في اليوم الاول من ايام العيد حتى لا يرى اي واحد منهم الأضاحي التي ضحّت عليها أٌسر أُخرى ، مثلما ابعدهم عن رائحة الشواء".
ويقول "وعدت أبنائي الستة بأن نذهب في نزهة ولكن شرائي بعض الملابس البسيطة ومتطلبات الدراسة واجرة البيت حالت دون ان احقق لهم هذا الطلب البسيط"، لافتاً ان "هذه الطلعة" كما وصفها ستكلفه مبلغاً العائلة اولى به ، فاضافة لكلفة النزهة فإن كلفة البنزين جعلته يكف عن ما وعد به ابناءه.
قد تكون هذه النماذج البسيطة سؤالاً يطرح: لماذا صارت الحياة على الاردنيين شاقة وقد حرموا من ابسط حقوقهم في العيش الكريم، في حين تضّيق الحكومة على المواطنين يوماً بعد يوم ولا تسأل عن مثل هؤلاء البسطاء ومع ذلك تواصل الحكومة رفع الرسوم والضرائب ليزيد الفقير فقراً والغني غنى، والله المستعان.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/06 الساعة 11:47