الذكرى الـ 43 لوفاة المجاهد الشيخ عبدالحميد النعيمي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/04 الساعة 00:37


يصادف في الرابع من شهر كانون الثاني الذكرى الثالثة والأربعون على وفاة المجاهد الكبير الشيخ المرحوم عبد الحميد حميدي الدخيل النميري النعيمي / ابو مشهور رحمه الله واسكنه فسيح جنانه.
والمرحوم هو احد قادة الثورة العربية الكبرى ومن مؤسسي الجيش العربي. هزم الفرنسيين من منطقة حرثا والزوية وشارك في العديد من المعارك منها ميسلون ومرجعيون والزاوية وكوت عمارة.
وقال حابس محمد أبوسماقة، أحد وجهاء بلدة أم النعام الشرقية في المفرق، إن أبناء المفرق والأردنيين كافة ينتشون في محافظة المفرق بالفخر والاعتزاز وهم يتذكرون تاريخ والدهم و شيخهم المغفور له المجاهد الشيخ عبد الحميد النعيمي.
وأوضح الدكتور ابراهيم عواد المشاقبة، أنه في مثل هذا اليوم من كل عام يهتز التاريخ لذكرى المجاهد النعيمي الذي سطر اسمه رمزا من رموز المقاومة ودون بخطوط من ذهب بصمته في رسم خارطة طريق طرد المحتل وزرع رايات الثورة العربية الكبرى من دمشق الى معان.
وقال أحد أحفاد المجاهد النعيمي، وهوعبدالحميد النعيمي: أربعون عاما مضت على رحيل المجاهد النعيمي، وكل عام تتكشف حكاية عشق وتضحية من اجل الامة وكرامتها واستقلالها".
وبين أن جده ولد في 1894، ووقع عليه الاختيار عام 1916 من قبل الحكومة التركية لدخول الكلية الحربية في اسطنبول مع عدد من الطلبة العرب والى هناك سافر النعيمي وانتظم في صفوف الكلية مع ضباط عرب منهم  الامير محمود الفاعور واحمد مرود وعلي خلقي باشا الشرايري، وتلقى علومه العسكرية والتحق بالجيش العثماني في الحرب العالمية الاولى.
وظل النعيمي في اسطنبول حتى عام 1918، ليعود الى وطنه وامته لمشاركة جيش الثورة العربية الكبرى ضد القوات التركية وحتى اخراجها من بلاد الشام.
وأوضح أنه بعد ذلك انضم الى الجيش العربي الشمالي، التابع لحكومة الملك فيصل بن الحسين العربية، بعدما كانت عشيرة النعيمي وعشائر المنطقة المحيطة، قد عملت من مسقط رأسها في بادية بلاد الشام على تسليح جيش الثورة العربية.
وقال نايف العموش أحد وجوه عشيرة العموش:"من أخلاق هذه العشيرة البدوية المشهود لها بالفروسية والكرم، وحراكها الثوري ضد الاستعمار، نهل عبد الحميد النعيمي خلقه وفطنته.
وأضاف "لما تميز بذكائه في نشاته الاولى وخلال تلقيه التعليم الاولي في الكتاب، التحق بمدرسة التجهيز في دمشق التي أهلته ليكون طالبا عسكريا في الكلية الحربية بتركيا، ومن ثم احد القيادات العسكرية الميدانية البارزة في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وجيش الثورة العربية الكبرى".
وقال المحامي أخو ارشيدة محمد أخو ارشيده "لقد قدم ابناء عشيرة النعيمي المال وحلي نساؤهم لتسليح الجيش العربي، كما تطوع العديد منهم للقتال ضد المحتل. فعمل عبد الحميد النعيمي مع الجيش الفيصلي في مدينة درعا التي فيها اعيد تشكيل وتنظيم القوات العربية، ومنها عاد الى دمشق ليشهد اعلان المملكة العربية واعتلاء الملك فيصل العرش".
وقال مقدام الشمري أحد أبناء المفرق:"في ميسلون خاض عبد الحميد النعيمي المعركة ببسالة شديدة، ووفق ما نقل عنه المؤرخون فقد نجا باعجوبة من الموت قبل ان يشرف على سحب قوات اللواء السادس تحت قصف فرنسي شديد".
وأضاف أنه في مرجعيون، تجددت المواجهة بين عبد الحميد وابناء عشيرته ضد الفرنسيين، فخاضوا معركة حامية الوطيس قبل ان يقرروا الانضمام الى الامير عبدالله بن الحسين.
ولفت الدكتور أحمد أبو ذويب الى أن بسالة المجاهد النعيمي،جعلته مطلوبا استثنائيا للجيش الفرنسي الذي اصدر بحقه حكما غيابيا بالاعدام. فغادر مع فرسان من ابناء عشيرته  الى مدينة معان، وكان عبد الحميد من بين مستقبلي الامير عبدالله الذي وصلها على راس قوة عسكرية تلبية لدعوات رجالات بلاد الشام. وهناك وضع الشيخ المجاهد ورفاقه في القتال الامير عبدالله بتفاصيل العمليات العسكرية ضد الفرنسيين،مشيرا لاى أنه نتيجة هذا الشرح الوافي طلب الامير منهم استمرار مشاغلة الفرنسيين على اطراف نهر اليرموك، فهاجمت القوات الشعبية شمال الاردن وقرى حوران والجولان الفرنسيين في الزوية وتمكنوا من الاستيلاء عليها.
وأكد محمد شديفات،أنه هناك جرت معاقبة الخونة قبل ان ينسحب المجاهدون بامر من الباشا علي خلقي الشرايري الذي بلغته معلومات دقيقة بان قوات فرنسية بتعداد ضخم قادمة باتجاه الزوية لاعادة السيطرة عليها.
وقالت زينب السرحان "التحق المجاهد عبد الحميد النعيمي بالامير عبدالله الذي وصل الى عمان، لتأسيس امارة شرق الاردن. وبدأ مساهمته في تشكيل الجيش العربي الاردني كنواة لجيش عربي كبير من اجل تحرير الارض العربية. وساعد عبد الحميد بجمع الأموال لتسليح الجيش، فقد باع جواهر وحلي نساء عشيرته من أجل ذلك، وكان من بين هذه الأسلحة التي تم شراؤها ذلك المدفع الموجود حالياً أمام قصر رغدان".
وأوضحت أنه دخل الجيش العربي الاردني برتبة ملازم أول، وبعد ذلك تم ترقيته إلى رتبة (رئيس / نقيب). وامضى في الجيش أربع سنوات، الا أن الفرنسيين استمروا بملاحقته، والمطالبة بتسليمه لتنفيذ حكم الإعدام بحقه، وهو حكم أصدرته المحكمة العسكرية بحقه غيابيا أعقاب معركة الزوية، التي قتل حاكمها وعدد من جنود فرنسا، وقد هدد الفرنسيين المندوب السامي البريطاني باتخاذ إجراءات حازمة في حال عدم تسليمه لهم.
وأشارت الى أنه بعد أن تصاعدت التهديدات الفرنسية سلم البريطانيون الشيخ عبد الحميد لهم عن طريق درعا، ومن هناك نقل إلى سجن القلعة، وتم إعادة محاكمته من جديد، واستمرت فترة محاكمته  أربع سنوات.
وأكدت نجوى الخلايلة إنه بعد شد وجذب في محاكمة احد صقور الثورة العربية الكبرى افرجت فرنسا عن عبد الحميد النعيمي وعدد من السجناء السياسيين، الا انها وضعت الاول تحت الاقامة الجبرية في مسقط راسه.
وقالت:" بعد ان خرج الاحتلالين الفرنسي والبريطاني من بلاد الشام، دفع عبد الحميد بابنائه الاربعة للانضمام الى الجيش الاردني. وعلى اسوار القدس قدم ابنه موسى شهيدا خلال معارك الجيش في حرب حزيران عام 1967.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/04 الساعة 00:37