أسباب تجعل وصول سوريا للمونديال معجزة كروية
مدار الساعة - فاجأ المنتخب السوري لكرة القدم جميع فرق المجموعة الأولى في تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا، والجماهير السورية والآسيوية على حد سواء، حين سجل اسمه كأحد أبرز المنافسين على البطاقات الأربع الآسيوية المؤهلة مباشرة إلى المونديال، بعد احتلاله المركز الثالث في مجموعته، ليصبح على بعد فوز وحيد من تحقيق الحلم أو التأهل للملحق الآسيوي على أقل تقدير، نستعرض لكم أهم الأسباب التي ستجعل من تأهل نسور قاسيون إلى المحفل العالمي "معجزة كروية".
سوء التحضير
عانى لاعبو المنتخب السوري منذ المرحلة الأولى للتصفيات من سوء التحضير، إذ لم يخض المنتخب مباريات ودية قوية تجعله جاهزاً للمنافسة على أحد البطاقات الثلاث الأولى في مجموعته، الأمر الذي دفع الكثير من المتابعين لاستبعداه عن الترشيحات.
كانت أغلب مواجهات نسور قاسيون التحضيرية للتصفيات مع منتخبات ضعيفة مثل ماليزيا وسنغافورة، بالإضافة إلى المواجهات المحلية مع الأندية السورية في معسكراته التي أقامها في العاصمة، دمشق، وذلك بسبب رفض الاتحادات الآسيوية الكبرى مواجهة المنتخب السوري، لعدم استفادتها من مواجهته ومنها الاتحاد الإيراني.
وكان المنتخب الياباني أول المبادرين بخوض مباراة ودية مع نسور قاسيونن في يوليو/تموز الماضي، وقبل أن تواجه سوريا الصين وتتعادل معها بهدفين لمثلهما، انتهت مباراة النسور والمنتخب الياباني بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وهي النتيجة التي شكلت دفعة معنوية كبيرة للاعبي سوريا الذين ذاقوا مرارة الهزيمة بخماسية أمام الساموراي في المرحلة الأولى من التصفيات.
ضعف الإمكانيات المادية
لم يتحصل لاعبو المنتخب السوري على مكافآت مادية كبيرة على خلفية النتائج الطيبة التي حققوها في التصفيات، وذلك بسبب ضعف الاقتصاد السوري الذي أنهكته الحرب التي تشهدها البلاد منذ ست سنوات، لكنهم راهنوا على روحهم العالية ورغبتهم في تحقيق الإنجاز وكان هذا هو الدافع الوحيد بالنسبة لهم.
عانت سوريا من غياب مدرب اللياقة، لذلك كان يعاني اللاعبون من الإرهاق المبكر في أولى مباريات التصفيات، ما جعلهم يهدرون العديد من النقاط، كما واجه نجوم المنتخب السوري صعوبات عدة، مثل التدرب بالزي الرسمي للمباريات وعدم وجود معسكرات على مستوى عال في دمشق.
غياب النجوم
لمع عدد من النجوم السوريون في الدوريات الخليجية خلال السنوات القليلة الماضية، وكان أبرزهم عمر السومة وعمر خريبين، بالإضافة إلى فراس الخطيب الذي سطر اسمه بحروف من ذهب في الدوري الكويتي منذ عدة سنوات، لكن السومة والخطيب لم يمثلا المنتخب السوري منذ بداية الصراع في سوريا، وذلك لأسباب شخصية (رجح البعض أن تكون سياسية)، الأمر الذي أثر سلبياً على المستوى الهجومي لسوريا.
عاد السومة والخطيب لمنتخب بلادهم في المباريات الأخيرة للتصفيات، وكان لهم بصمة واضحة، إذ سجل المنتخب السوري في المرحلة الأولى في التصفيات هدفاً وحيداً من خمس مباريات خاضها بغياب هذين النجمين، قبل أن يسجل ستة أهداف في المرحلة الثانية خلال أربع مباريات.
اللعب بلا أرض وجمهور
أجبر الحظر المفروض على الملاعب السورية، المنتخب السوري على خوض المباريات التي تعتبر على أرضه، في الملاعب الماليزية، التي تعاني من سوء الأرضية، كما عانى اللاعبون السوريون من غياب جماهيرهم الغفيرة في المدرجات، وهو الأمر الذي لم تعاني منه باقي فرق المجموعة.
ويعد عمل الأرض والجمهور، من أهم عوامل تحقيق الانتصار في كرة القدم، إلا أن الروح العالية التي امتلكها لاعبو المنتخب السوري جعلتهم يتغلبون على هذا العائق.
انقسام الجماهير السورية
تعرض العديد من لاعبي المنتخب السوري لانتقادات لاذعة من قبل المعارضة في سوريا، والتي تعتبر أن المنتخب السوري يمثل الحكومة ولا يمثل الشعب السوري بأطيافه، وهي الفكرة التي يرفضها القسم الآخر من الجماهير السورية التي تعتبر أن المنتخب يمثل جميع أطياف الشعب السوري.
شكل هذا الانقسام الذي شهدته الأوساط الإعلامية والكروية السورية، ضغطاً إضافياً على اللاعبين، الذين أصبحوا يتلقون الشتائم والاتهامات بعد كل مباراة، سواءً حققوا الانتصار فيها أم هزموا، لكنهم رغم ذلك حافظوا على ثبات مستواهم وتركيزهم وقوتهم الذهنية وابتعدوا عن الصراعات السياسية، من أجل تحقيق لم يسبق لسوريا أن حققته في تاريخها.