في الأردن.. «تقاليد منازل الحجاج» زينة وأضواء وهدايا لاستقبال المهنئين

مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/05 الساعة 11:12
مدار الساعة - ينتظر أهالي حجاج بيت الله الحرام الحجيج بشغف وحب وترقب، ويُجهّز العديد منهم زينة خاصة لتعبر عن الفرحة العميقة بعودة أقاربهم سالمين بعد أدائهم فريضة الحج. وفي الاردن، تبدأ عائلات الحجاج بالتحضير لاستقبالهم بعد عودتهم من الأراضي المقدسة ، حيث تزين مداخل البيوت والمنازل ابتهاجا بعودته من الحج. 2 وتتنوع أشكال التجهيزات، التي تختلف من بلد لآخر، إلا أنها تتفق على اهتمام كبير بالحجاج وبالمهنئين لهم. هناك من يزين باب منزله، ومن يزين مدخل شارع المنزل من بدايته، ما يُنبئ بوجود حاج في هذا الحيّ أو هذه القرية. وقديماً كان من الصعب أن يذهب الجميع للحج لبُعد الطريق والذهاب بالجِمال، حيث يستغرق الطريق ذهاباً وإياباً 6 أشهر؛ ما يجعل رجوعهم إلى بلادهم ذا أهمية كبيرة تستحق الاحتفاء. 1 الأردنية وفاء ناصر الدين (55 عاماً) قالت: "في أيام التسعينات كنا نستقبل الحجاج بالتزيين بعسف النخيل، ويأتي أهل الحيّ أو القرية جميعهم ليسلموا على الحاج". وعن هذه الزينة، قالت ناصر الدين : "كنا نستخدم الأضواء الملونة، وسعف النخيل الأخضر، ونضعه على مداخل الأبواب، ونكتب على لوحات عبارات منها "حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور"، و"أهلاً وسهلاً بحجاج بيت الله الحرام"، وغيرها". 11 العادات تختلف على مرّ الأزمان، إلا أن الاحتفاء بالحاج يبقى والفرحة والغبطة والسرور تبقى، وفق ناصر الدين. وتابعت: "منازل الحجاج تمتلئ لتهنئتهم بالسلامة؛ ما يوثق أواصر المحبة والألفة بينهم، وليستمعوا لحكاياهم وما حدث معهم خلال الحج، كما يأخذ المهنئون الهدايا من الحجاج". ومن الهدايا المميزة التي يجلبها الحجاج، المسواك، والبخور والعطور، والسُبح، والإكسسوارات، والأثواب وقطع القماش، والحِنّاء، والتمور وماء زمزم. وحين تتجول في الشوارع والأزقة قبل قدوم الحجيج، ترى الكبار والصغار من الأقارب والجيران يساعدون في تجهيز هذه الزينة، ما يعكس لوحة من الـتآلف والحب بينهم. محمد الفرّا، شاب فلسطيني (25 عاماً) ساهم في تجهيز الزينة لجيرانه، وعلق معهم الأضواء. يقول الفرّا لـموقع "الخليج أونلاين": "من الجميل جداً أن ترى فرحة جيرانك وهم يستعدون لاستقبال الحجاج، بعد أن غفرت ذنوبهم، وأدوا الطاعات". ويضيف: "هذه المناسبات تقرّب بين الأهل والجيران، وتشعر المرء بعظم هذه الشعائر". وباستطاعة المتعجلين من الحجاج مغادرة منى ثاني أيام التشريق، بعد رمي الجمرات والانتقال إلى مكة لطواف الوداع استعداداً للعودة إلى بلادهم، في حين يكمل الآخرون مناسكهم في اليوم الرابع من العيد. وأيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تأتي عقب يوم النحر، وهي أيام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، حيث يأتي عيد الأضحى في اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو ما يعرف بيوم النحر، ثم تليه أيام التشريق الثلاثة، كما تعرف هذه الأيام الثلاثة باسم الأيام المعدودات. - عادات استقبال الحجاج ومن عادات استقبال الحجاج في منطقة الجنوب بالسعودية أن يستقبلهم الأطفال بالأناشيد، ويقدم الحاج إلى الأطفال حلوى ومكسرات من مكة المكرمة، وتبخر النساء المنازل وتحضر الأطعمة الشعبية. أما أهل المدينة ومكة والطائف فيختلفون عن جنوب السعودية في طريقة استقبال الحجاج، حيث تُعدّ النساء المعمول ويتم حشوه بالتمر. وتقام احتفالية معروفة باسم (سرارة) يقدم فيها بعض من الأكلات الشعبية المشهورة عندهم، وتنشد الأناشيد، كما توزع بعض من الهدايا البسيطة وهي عبارة عن صحن الحمص والحلوى الملونة والحلاوة الحمصية البيضاء. وفي مصر يكثر الاهتمام بالمنازل خاصة في القرى المصرية من خلال الزينة والأناشيد الدالة على الحج، بالإضافة إلى الرسومات واللوحات الجدارية المعبرة عن الحج. أما في فلسطين، فيتم إقامة حفل بسيط، ويقدم فيه الأهالي التمر وماء زمزم والقهوة العربية ضيافة للمهنئين، كما يهدي الحاج إلى من يأتون إليه للتهنئة هدية بسيطة عبارة عن سبحة من أرض الحرمين. وفي الصين، يستقبل الأهالي والأسر الحجاج عن طريق التجمع أمام أحد المساجد المتفق عليها من قبل، وعند قدومهم يبدؤون بالتصفيق والتهليل، ويسارع الناس لوضع عمامة حمراء أو خضراء مطرزة بالورود الذهبية على رأس الحاج، ثم يذهبون إلى المسجد ويجلسون على مقاعد، ويقدم لهم أفراد أسرهم الهدايا ويلتقطون الصور التذكارية لهم. - طقوس غريبة وهناك عادات غريبة لاستقبال الحجاج حول العالم؛ ومنها في السودان، إذ يذبح للحاج بعد عودته من الحج ويطلب منه أن يقفز من تلك الذبيحة حتى يدخل لمنزله، ثم يؤخذ دم الذبيحة وتلطخ به جدران المنزل الذي يكون قد تم تزيينه وكتابة بعض العبارات على بابه. وفي الشمال الشرقي من كينيا تقام حفلة أسرية خاصة بأفراد أسرة الحاج ويكون هنالك تبادل للهدايا، وفي أماكن أخرى من كينيا تقام وليمة كبيرة لاستقبال الحاج وتكون بصورة أكبر ممَّا هي عليه في منطقة الشمال الشرقي من كينيا، ويقدم هو الهدايا لأفراد أسرته، ولكن لا ينادونه بلقب الحاج. أما في ساحل العاج فيخرج الأهل لاستقبال الحاج سيراً على الأقدام، والبعض يركبون السيارات، ويستقبلونه بالدف والغناء والأناشيد، ثم يسرد الحاج ما مر عليه في رحلته للحج، والناس يطلبون منه الدعاء. وفي تشاد، تزين البيوت باللون الأبيض، ويوضع علم أبيض على جانبي باب منزل الحاج، وتجتمع أسرته لاستقباله بالتهليل والتكبير والمدائح، وتقدم له الهدايا بمناسبة مقدمه، وتصنع وليمة يدعو إليها الجميع، وتقام ليلة يتخللها المديح والمحاضرات التي تتحدث عن شعيرة الحج ، وفق الخليج اونلاين. وأبرز العادات المنتشرة في نيجيريا أن يقوم كل حاج بصنع سن من الذهب أو الفضة؛ الذهب للنساء، والفضة للرجال، وتعتبر هذه علامة مميزة للحاج عن غيره من الناس.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/05 الساعة 11:12