الأردنيون يؤدون صلاة العيد (صور)
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/01 الساعة 09:06
مدار الساعة - أدت جموع غفيرة من الأردنيين والمسلمين بكافة محافظات المملكة، صلاة عيد الأضحى المبارك في نحو 494 من بيوت الله والساحات العامة إضافة الى المساجد الجامعة في المحافظات والألوية، والتي كانت وزارة الأوقاف حددتها في وقت مبكر.
وفي المساجد والساحات صدحت حناجر المصلين، بالتكبير والتحميد والتهليل، إحياء لسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
وفي العاصمة عمّان، احتشد المئات في ساحات مدينة الحسين الرياضية، المصلى الرئيسي في العيد، حيث ألقى سماحة مفتي المملكة الدكتور محمد الخلايلة خطبة العيد.
وقال الخلايلة في الخطبة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد.
اخوة الإيمان: إن هذا اليوم هو يوم عيد من أعياد المسلمين المشروعة عيد الأضحى المبارك يفرح به المسلمون بعد أن أدوا ركناً عظيماً من أركان الإسلام وهو الحج إلى بيت الله الحرام.
وما أعظمها من محطات مر بها حجاج بيت الله تعالى وهم يؤدون مناسكهم يطوفون حول الكعبة المشرفة ويسعون بين الصفا والمروة ويقفون في عرفات ويذكرون الله عند المشعر الحرام ويرمون الجمرات مكبرين الله ومهللين ومستغفرين وملبيين امتثالاً لأمر الله تعالى معظمين له سبحانه. وأول ما يبدأ به المسلمون هذا اليوم بعد أن صلوا صلاة الفجر هو صلاة العيد ثم يخرجون لذبح الأضاحي لقوله سبحانه وتعالى: (فصلّ لربك وانحر ). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم -«إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع، فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل أن يصلي، فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شيء ». وقد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه ضحى بكبشين أقرنين أملحين، فذبحهما بيده. إن من أعظم ما يتقرب به المسلم إلى الله تعالى في هذا اليوم المبارك هو الأضحية لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -:" «ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسا» . ولما سئل الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن هذه الأضاحي وعن الحكمة منها وعظيم شأنها عند الله تعالى بين ذلك كما في حديث زيد بن أرقم قال: قال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:
يا رسول الله ما هذه الأضاحي؟ قال: «سنة أبيكم إبراهيم» قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: «بكل شعرة، حسنة» قالوا: " فالصوف؟ يا رسول الله قال: «بكل شعرة من الصوف، حسنة ". فانظروا أيها الأخوة عظم الأجر الذي يتحصل عليه المسلم بالتقرب إلى الله تعالى من خلال الأضحية، فإن له بكل شعرة حسنة. والأضحية سنة أبينا إبراهيم - عليه السلام -، الذي امتحنه الله تعالى، بأن يذبح ولده وفلذة كبده إسماعيل عليه السلام، قال تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) ما كان من سيدنا - إبراهيم عليه السلام- إلا الامتثال لأمر الله تعالى، وما كان من ولده إسماعيل -عليه السلام -إلاّ إسلام نفسه طوعاً لإرادة الله عز وجل، ( قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)، فلما امتثلا لأمر الله تعالى جاء التكريم والفداء الإلهي فقال تعالى: (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ). وقد خلّد الله تعالى هذه الحادثة على مر التاريخ إلى قيام الساعة، بأن أمرنا باتباع هذه السنة وتقديم الأضحية لله تعالى تشبهاً بسيدنا - إبراهيم عليه السلام، -﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ﴾، فنحمد الله تعالى على أنه استبدل ذبح أولادنا بذبح أنعامنا. وينبغي للمسلم ان يختار أضحيته من الطيبات لأنه يتقرب بها إلى الله تعالى والله أمرنا أن نتقرب إليه بالطيبات ومما نحب كما في قوله تعالى: " لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ " فيختار أضحيته سالمة من العيوب لأن من شروط الأضحية السلامة من العيوب التي اشار إليها النبي – صلى الله عليه وسلم – كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي- صلى الله عليه وسلم -قال " أربع لا تجوز في الأضاحي - فقال -: العوراء بين عورها، والمريضة بين مرضها، والعرجاء بين ضلعها، والكسير التي لا تنقى " . والأفضل أن يذبح أضحيته بيده إن كان يحسن الذبح وإن كان لا يحسنه فله أن يستعين بغيره وإذا استعان بغيره يستحب أن يشهدها بنفسه لما ورد عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال لفاطمة: " يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها فإنه يغفر لك عند أول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه وقولي: إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ". . وللمسلم أن لا ينسى من أضحيته أن يطعم الفقراء والمحتاجين ويهدي إلى الأقارب والأرحام والجيران والأصدقاء، فهي مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي في المجتمع المسلم.
والحمد لله رب العالمين
ومما ينبغي التنبيه عليه في هذا اليوم أن صلاة الجمعة لا تسقط عن المسلمين بأداء صلاة العيد، وهو ما عليه جمهور العلماء وما أفتت به دائرة الإفتاء العام في المملكة الأردنية، لأن صلاة العيد سنة مؤكدة، بينما صلاة الجمعة فريضة محتمة، والسنة لا تُسقط الفريضة ولا تجزئ عنها، وذلك لقول الله عز وجل:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " وقد حدث في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن وافق يومُ العيد يومَ الجمعة، فكان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم - فيه أنه صلى الصلاتين، وخطب الخطبتين، ولم يترك الجمعة ولا العيد، وذلك أمر مشهور معروف في كتب السنة والحديث. وهو ما ذهب إليه جماهير فقهاء المسلمين من الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة. وإنما رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ترك الجمعة ذلك اليوم لأهل العوالي الذين بعدت منازلهم عن المسجد النبوي، ويشق عليهم الذهاب والإياب مرتين للصلاتين، فرخص لهم أن يصلوا الظهر في أحيائهم، وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -:" قَدْ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ؛ فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ " وقد حمل جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية هذا الحديث على أنه واردٌ في حق من أتى لصلاة العيد من خارج المدينة المنورة؛ ممن لا تجب عليهم الجمعة ابتداءً؛ كونهم قاطنين خارج المدن والعمران، فهؤلاء إن انتظروا حتى يصلوا الجمعة كان في ذلك مشقة عليهم، وكذلك لو رجعوا إلى أهلهم ثم جاؤوا لصلاة الجمعة؛ فرخص لهم حينئذ في ترك الجمعة. ولذلك كله فالاحتياط للدين يقضي بالمحافظة على الصلاتين في هذا اليوم، وأما ما ذهب إليه بعض فقهاء الحنابلة: أنَّ مَن صلى العيد لا يطالب بصلاة الجمعة مطلقًا، وإنما يصلي الظهر: فهو على خلاف الأحوط والأبرأ للذمة. ومما تجدر الإشارة إليه أن وزارة الأوقاف عممت على جميع الخطباء في المملكة ضرورة إقامة خطبة وصلاة الجمعة كالمعتاد في هذا اليوم المبارك. والحمد لله رب العالمين. مفتي المملكة محمد الخلايلة
وما أعظمها من محطات مر بها حجاج بيت الله تعالى وهم يؤدون مناسكهم يطوفون حول الكعبة المشرفة ويسعون بين الصفا والمروة ويقفون في عرفات ويذكرون الله عند المشعر الحرام ويرمون الجمرات مكبرين الله ومهللين ومستغفرين وملبيين امتثالاً لأمر الله تعالى معظمين له سبحانه. وأول ما يبدأ به المسلمون هذا اليوم بعد أن صلوا صلاة الفجر هو صلاة العيد ثم يخرجون لذبح الأضاحي لقوله سبحانه وتعالى: (فصلّ لربك وانحر ). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم -«إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع، فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل أن يصلي، فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شيء ». وقد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه ضحى بكبشين أقرنين أملحين، فذبحهما بيده. إن من أعظم ما يتقرب به المسلم إلى الله تعالى في هذا اليوم المبارك هو الأضحية لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -:" «ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسا» . ولما سئل الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن هذه الأضاحي وعن الحكمة منها وعظيم شأنها عند الله تعالى بين ذلك كما في حديث زيد بن أرقم قال: قال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:
يا رسول الله ما هذه الأضاحي؟ قال: «سنة أبيكم إبراهيم» قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: «بكل شعرة، حسنة» قالوا: " فالصوف؟ يا رسول الله قال: «بكل شعرة من الصوف، حسنة ". فانظروا أيها الأخوة عظم الأجر الذي يتحصل عليه المسلم بالتقرب إلى الله تعالى من خلال الأضحية، فإن له بكل شعرة حسنة. والأضحية سنة أبينا إبراهيم - عليه السلام -، الذي امتحنه الله تعالى، بأن يذبح ولده وفلذة كبده إسماعيل عليه السلام، قال تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) ما كان من سيدنا - إبراهيم عليه السلام- إلا الامتثال لأمر الله تعالى، وما كان من ولده إسماعيل -عليه السلام -إلاّ إسلام نفسه طوعاً لإرادة الله عز وجل، ( قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)، فلما امتثلا لأمر الله تعالى جاء التكريم والفداء الإلهي فقال تعالى: (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ). وقد خلّد الله تعالى هذه الحادثة على مر التاريخ إلى قيام الساعة، بأن أمرنا باتباع هذه السنة وتقديم الأضحية لله تعالى تشبهاً بسيدنا - إبراهيم عليه السلام، -﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ﴾، فنحمد الله تعالى على أنه استبدل ذبح أولادنا بذبح أنعامنا. وينبغي للمسلم ان يختار أضحيته من الطيبات لأنه يتقرب بها إلى الله تعالى والله أمرنا أن نتقرب إليه بالطيبات ومما نحب كما في قوله تعالى: " لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ " فيختار أضحيته سالمة من العيوب لأن من شروط الأضحية السلامة من العيوب التي اشار إليها النبي – صلى الله عليه وسلم – كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي- صلى الله عليه وسلم -قال " أربع لا تجوز في الأضاحي - فقال -: العوراء بين عورها، والمريضة بين مرضها، والعرجاء بين ضلعها، والكسير التي لا تنقى " . والأفضل أن يذبح أضحيته بيده إن كان يحسن الذبح وإن كان لا يحسنه فله أن يستعين بغيره وإذا استعان بغيره يستحب أن يشهدها بنفسه لما ورد عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال لفاطمة: " يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها فإنه يغفر لك عند أول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه وقولي: إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ". . وللمسلم أن لا ينسى من أضحيته أن يطعم الفقراء والمحتاجين ويهدي إلى الأقارب والأرحام والجيران والأصدقاء، فهي مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي في المجتمع المسلم.
والحمد لله رب العالمين
ومما ينبغي التنبيه عليه في هذا اليوم أن صلاة الجمعة لا تسقط عن المسلمين بأداء صلاة العيد، وهو ما عليه جمهور العلماء وما أفتت به دائرة الإفتاء العام في المملكة الأردنية، لأن صلاة العيد سنة مؤكدة، بينما صلاة الجمعة فريضة محتمة، والسنة لا تُسقط الفريضة ولا تجزئ عنها، وذلك لقول الله عز وجل:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " وقد حدث في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن وافق يومُ العيد يومَ الجمعة، فكان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم - فيه أنه صلى الصلاتين، وخطب الخطبتين، ولم يترك الجمعة ولا العيد، وذلك أمر مشهور معروف في كتب السنة والحديث. وهو ما ذهب إليه جماهير فقهاء المسلمين من الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة. وإنما رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ترك الجمعة ذلك اليوم لأهل العوالي الذين بعدت منازلهم عن المسجد النبوي، ويشق عليهم الذهاب والإياب مرتين للصلاتين، فرخص لهم أن يصلوا الظهر في أحيائهم، وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -:" قَدْ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ؛ فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ " وقد حمل جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية هذا الحديث على أنه واردٌ في حق من أتى لصلاة العيد من خارج المدينة المنورة؛ ممن لا تجب عليهم الجمعة ابتداءً؛ كونهم قاطنين خارج المدن والعمران، فهؤلاء إن انتظروا حتى يصلوا الجمعة كان في ذلك مشقة عليهم، وكذلك لو رجعوا إلى أهلهم ثم جاؤوا لصلاة الجمعة؛ فرخص لهم حينئذ في ترك الجمعة. ولذلك كله فالاحتياط للدين يقضي بالمحافظة على الصلاتين في هذا اليوم، وأما ما ذهب إليه بعض فقهاء الحنابلة: أنَّ مَن صلى العيد لا يطالب بصلاة الجمعة مطلقًا، وإنما يصلي الظهر: فهو على خلاف الأحوط والأبرأ للذمة. ومما تجدر الإشارة إليه أن وزارة الأوقاف عممت على جميع الخطباء في المملكة ضرورة إقامة خطبة وصلاة الجمعة كالمعتاد في هذا اليوم المبارك. والحمد لله رب العالمين. مفتي المملكة محمد الخلايلة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/01 الساعة 09:06