الحوت يرثي الباشا جمال الشوابكة
مدار الساعة - كتب: فوزي بدير (الحوت)
في هذا اليوم يوم الجمعة المبارك ندعو بالرحمة والمغفرة لروح فقيد الوطن الطاهرة..
اللهم إرحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك.
والله ان القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك لمحزونون
وترجّل الفارِس عن جواده..
وانتقل إلى جوار ربه تاركًا وراءه إرثًا في الرجولة وكنزًا من علوم الرجال
لتترّبى عليه الأجيال القادمة..
ترجل وهو لا يزال شامخاً كالطود
رجلاً عسكرياً شامخاً كجبال عمان الأبية
رحل الفريق الركن المتقاعد عضو مجلس الأعيان المغفور له بإذن الله جمال الشوابكة الإنسان المُتواضِع والعسكري الهمام والصديق الشخصي لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم أطال الله في عمره رحل الرجل الذي ابتعد عن رفاهية الحياة... والتصق بوظيفته وحياته العسكرية التي عشقها فعشقته وأحبه كل من عمل معه أو تحت إمرته..
نعم هي قصة حبٍ سرمديّةٍ بين الجنود وقائدهم...
وأسأل من خدموا بمعيته سيقولون والدموع تغرق مآقيهم لقد تعلمنا على يديه كيف نصبح رجال.
أبا ماهر كان الرجل الذي اذا تحدث صمت الجميع ليسمعوا ما سيقول.. وليتعلموا مما سيقول.
خيم الحزن في مختلف المدن الأردنية لرحيل جمال باشا صانع الأبطال ومعلمهم.
والله لا زلنا غير مصدقين.. فالمصاب أليم والحدث كان أكبر مما نتحمل.
وداعًا أبا ماهر ولن ننساك ما حيينا ولن ينساك الفوتيك ولن تنساك البوريه وسيذكرك كل من خدم في العسكرية وسيذكرك كل رجل شجاع تربى في مدرستك وعلى يديك الطاهرة..
أعرِف كما يعرف الجميع أنّه مهما كتبتُ وكتب غيري ومهما قلنا فلن نفيك حقك...
ومتى كان الكلام كالأفعال...
ومتى كانت اللغة قادرةً على وصف شخصٍ أكبر منها نعم لقد كنت وستبقى أكبر من اللغة..
رحمك الله يا أبا ماهر وأسكنك فسيح جناته...
وإلى جنان الخلد يا مَنْ تعلمنا منكَ الرجولة وحب الوطن والوفاء له.
وعهدٌ منا ستبقى في قلوبنا والعقول ما حيينا.. فمن كان مثلك يعيشون للأبد ولا يرحلون.