الخزاعلة يكتب: صناعة الطب في الاردن

عايد خزاعلة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/08/29 الساعة 02:46
نظرة وزارة التعليم العالي الى تخصص الطب بشيء من السلبية في المستقبل وانه سيكون تخصصا راكدا او مشبعا يحتاج الى مراجعة وتصحيح من زوايا اقتصادية بحتهاقبال الطلاب المتفوقين على دراسة الطب من باب الرغبة او التميز في الداخل او في الاسواق الطبية العالمية هو اقبال مدفوع بالطموح والعلم والمعرفة والبحث عن حياة افضلفطالب الطب يعلم ان رحلته في الدراسة بدايتها ٦ سنوات بين النظري والعملي ويتبعها امتياز واقامة وتخصص ولا يقبل عليها كثير من الطلاب حتى في اوروبا وامريكا لطول فترة الدراسة وزيادة التكاليف والتأخر في الانخراط بسوق العمل ولذلك فمن يدرس الطب هم المغامرون الذي يشترون المستقبل البعيد وينتظرون الحصاد وجني الثمار بعد سنوات طويلة long term vision and projectفي الحالة الاردنية الارقام تشير الى ان الطلبة على مقاعد الدراسة تبين ما يلي :-الجامعة الاردنية٢٩٢٨ طالب طب و ١٥٤٢ طب اسنانجامعة اليرموك ٢٩٧٩ طالبجامعة موته ٢٥٩٨ طالبجامعة التكنو ٣١٥٢ طب و ١٨٠٥ طب اسنان جامعة الهاشمية ٢٧٩٤ طالب طبوالبلقاء ٢٢٦٢ طالب طبوهذه الجامعات الستة كلها حكوميةومجموع الطلبة الذين يدرسون الطب في الخارج ( معظمهم في مصر واوكرانيا ) حوالي ١٩٠٠٠ طالبومعدل المتخرجين من الخارج بحدود ١٠٠٠ الى ١١٠٠ طالب سنوياعلما بان عدد الاطباء العاملين بين طب عام واختصاص والمسجلين في نقابة الاطباء بحدود ٣١٠٠٠ طبيباليوم وزارة التعليم العالي تريد تقليص القبول في كلية الطب الى حوالي ٦٤٠ طالب في كل الجامعات بعد ان كانت في العام الماضي حوالي ٢٦٠٠ طالب وهذا قرار يحتاج الى تصويب وتحويل المخاطر المتعلقة بزيادة الخريجين الى فرص مرتبطة بالاسواق الطبية الخارجية في بريطانيا والمانيا وامريكا وغيرها حيث تشهد هذه الدول نقصا في مقدمي الخدمات الطبيةفي الاردن المهن المدرة للدخل العالي قليلة ولذلك يلجأ الطلاب الى دراسة الطب حيث الدخل المتوقع اعلى واقبال الاطباء على العمل في الحكومة ليس اولوية للطلاب بل ان كثيرا من الطلاب يطمحون للانخراط في العمل في اوروبا وامريكا وكندا للتعمق في التخصصعلى الوزارة الاستدارة واعادة تقييم موقفها وذلك بتحسين نوعية التعليم الطبي وتمكين الطلاب من الحصول على افضل العلوم الطبية واستقطاب افضل المدرسين والكفاءات لتخريج طلاب متميزين مسلحين بالعلم الطبي واللغة ليكونوا مصادر للدخل للاردن واهاليهمبل ان رفع سوية التعليم يحب ان يستهدف الطلاب العرب ليكون الاردن موءلا لدراسة الطب كما هو الاردن اليوم المكان الافضل للعلاج لكثير من العربباختصار علينا الاستثمار في المزايا النسبية المتعلقة بالسمعة الطبية والنظر الى ان خريجينا هم كفاءات قابلة للتصدير تسد الفراغ في العالمتكاليف التدريس للطلبة العرب وحتى الاردنيين في مستويات القبول العادي والموازي هي معقولة ومتاحة لمعظم الناسبل ان التوسع في البرامج الدولية للاردنيين المقتدرين والعرب يساعد في رفد الجامعات بافضل الكفاءات العالميةعلاوة على استفادة المجتمعات المحلية من قوة استهلاكية اضافية للسكن والمعيشةتستطيع وزارة التعليم العالي تقنيين المقاعد الطبية داخليا بوضع سقف للمقبولين ولكن الشغف والطموح سيدفع الطلاب للدراسة في الخارج وفي هذا خسارة للعملة الصعبة والتفريط بمكانة وسمعة الاردن الطبية التي تم بناءها في اخر ٤٠ عاماالتراجع عن الخطأ فضيلة وفي حالتنا فيه منافع اقتصادية مباشرة وغير مباشرةوالاهم ان من يستمر في دراسة الطب هم المتميزون والمثابرون حيث ان حوالي ٢٠ ال ٣٠ ٪؜ من المسجلين في السنة الاولى ينسحبون ويغيرون تخصصاتهم في السنة الثانية او الثالثة لان البقاء للافضلوهناك فحص البورد الاردني وهو فحص صعب لا يحتازه الا الاكفياءالطب صناعة قابلة للتصدير اذا تم توطينها باحتراف وتم توفير عناصر النجاح بالكوادر المحترفة والمستشفيات التعليمية المناسبةالتخصص العمودي في الطب يحب ان يكون ضمن استراتيجية وطنية والنظر لها من باب الاستثمار بالعقول والمعرفة بعيدا عن مخاوف نقابة الاطباء من دخول اطباء. منافسين الى سوق العمللان المتميزين سيجدون كل اسواق العالم مفتوحة لهمنريد ان نفخر فيقال بعد ١٠ سنوات مثلا ان هناك في بريطانيا مثلا حيث اعلى جامعات الطب ان هناك ١٠ الاف طبيب اردني ومثلهم في المانيا وامريكا وكندافي تركيا اكثر من ٢٤ جامعة تدرس الطب وفي بريطانيا عشرات الجامعات تدرس الطب وهذه السمعة الجيدة للطب تاتي بالمرض من كل دول العالم علاوة رفد خزينة هذه الدول بالعملة الصعبة من مصاريف علاج وسياحة علاجية او مصاريف دراسةالطبيب ليس مهنة فقط بل هو رسول للانسانية والاخلاق يتعامل مع الناس في اضعف حالاتهم حيث المريض والضعف فان كان هذا الطبيب حاذقا وانسانا فانه سفير يجوب العالم وبدون سفارة ويرفع اسم بلاده في كل بلاد العالم
مدار الساعة ـ نشر في 2023/08/29 الساعة 02:46