الباشا فاضل الحمود يكتب: التعددية السياسية.. الالتزام الملكي
إن البيئة السياسية في الأردن تنعم بأقصى معايير الحرية الحاملة لحب الوطن وتقديم مصلحته العليا وفق احترام الآراء وقبول الرأي الآخر البعيد عن الجدلية الهدامة والأفكار المشككة والمسمومة التي تنعق بحب الذات وتقدم المصالح الشخصية على الصالح العام، ولذا فقد جاء دعم هذا الاتجاه ليعتبر من أبجديات الدولة الأردنية التي لم تنهج في يوم من الأيام نهج القمع أو التعسف أو تكميم الأفواه لتقدم بذلك أسلوب نقدي يهدف إلى تعديل الأخطاء وتوطيد المسارات القويمة باتجاه الطريق الصحيح المفضي إلى رفعة الوطن وتقوية بنائه الداخلي في مجابهة التحديات.
إن جلالة الملك يسعى وبكل ما أوتي من عزم إلى تحديث النهج الفكري بالتعاطي مع جميع القناعات، وفق لغة حوار ملتزمة بالتعددية السياسية والإعلامية بشهادة التاريخ وضمان تقديم المعلومات بمنتهى الشفافية حول كل ما يحدث لنكون في ذلك قادرين على تعميق الثقة بين المواطن وأجهزة الدولة المختلفة وترسيخ قناعة الشراكة بالقرار وتغليب الأصح على الصحيح، ورد المخطئ إلى طريق الصواب وردع المغرض عن الإغواء، لتصبح الأطر واضحة والبيئة صالحة لتركيز دعائم النهوض وفك أستار الغموض ليكون المسار القويم قادرا على استيعاب مساحة النقاش والحوار، وتصبح فصول المستقبل جميعها ربيعا فلا مكان للإشاعات ولا قبول للمعضلات ولا رضوخ للعقبات، فالوطن للكل والكل معني بإيجاد الحلول لكل التحديات.
إن حديث جلالة الملك مع مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان حول قانون الجرائم الإلكترونية وضرورة مجابهة الإساءات التي تخالف الأخلاق وبأن مكافحة مثل هذا النوع من الجرائم يجب ألا يكون على حساب المواطن وحقه بالتعبير عن قناعاته وانتقاد السياسات العامة الضامن لتطوير مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة وتدعيم الفكر الحزبي في فصل الواصلين إلى المقاعد النيابية وتدعيم دور الشباب السياسي والتنموي والإيمان المطلق بدور الإعلام الحقيقي في صناعة وتوجيه الآراء الإيجابية وتحفيز الأغلبية الصامتة للتعبير عن آرائها ورغباتها ومشكلاتها.
إن المتعمق في حديث جلالة الملك يدرك مدى حزم جلالته الكبير لدفع عجلة الإصلاح وتعميق النهج الديمقراطي الحديث وحرية التعبير والحصول على المعلومة لكي نستمر في التقدم السريع وتتضح الرؤية للجميع فالمشكلات على الجميع، والحلول من الجميع فالأحلام لا تصنع إلا بالإقدام، والأوهام تكره النور وتعشق الظلام فلذلك يجب علينا أن نقتدي جميعا بجلالة الملك ونسير على خطاه الهادفة إلى رفعة الوطن وتدعيم أركانه وتطوير إنسانه فبناء وطن حديث يحتاج إلى نهج حثيث وهنا لا بد من أن تشحذ الهمم، وتتضافر الجهود للوصول إلى القمم.