المسخ والخسف في آخر الزمان
الله واحد، أحد، صمد (ليس له جوف، لا يطعم ولا يحتاج إلى طعام ولا إلى شراب وليس من جنس المخلوقين، هو الغني عن كل ما سواه، يُطعم ولا يَطعم سبحانه وتعالى عما يصفون. وهو الذي تصمدُ إليه الخلائق جميعها في حاجاتها كلها، ترجوه وتسأله وتضرع إليه سبحانه، جل وعلا)، الذي لم يلد (ليس له زوج وليس هو ابا أو اما لأحد) ولم يولد (ليس له اما تلده او ابا يرعاه)، ولم يكن له كفوا احدا من مخلوقاته. خلق الملائكة بعقل وبدون غريزة وخلق الجن وبني آدم بعقل وغريزة ولكن الله خلق الحيوانات بغريزة دون عقل. وخلق آدم بيديه وخلق زوج آدم من نفس آدم وسن الزواج بينهما وَبَثَّ منهما رجالا كثيرا وَنِسَاءً (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)). وجعل الناس بعد ذلك شعوبا وقبائل مختلفين في الوانهم ولغاتهم واعراقهم وأجناسهم … الخ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات: 13)). وقد خلق الإنسان في احسن تقويم (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين: 4)). وفضل بني آدم على كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْ تَفْضِيلًا (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (الاسراء: 70)). وفضل آدم ابو البشر على الملائكة (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (البقرة: 34)). وصورنا فأحسن صورنا (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (غافر: 64)). الا ان الإنسان اذا تغلبت غريزته عليه اصبح في تصرفاته كالحيوان واذا تغلب عقله على غريزته اصبح في تصرفاته كالملائكة. والله هو الذي خلق الكافر والمؤمن (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2))، الا ان الله عندما غضب على الذين اعتدوا في السبت مسخهم الى قردة خاسئين وخنازير، لأن أمره بين الكاف والنون انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له: كن فيكون (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ، قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيل (البقرة:65، المائدة: 60)).