اعتداءات مستمرة على شواخص (البانوراما)

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/29 الساعة 16:50
مدار الساعة - "لوحة جامدة ولا تتحدث ولكنها مفيدة" بهذه العبارة، بدأ سالكو طريق البانوراما- البحر الميت، حديثهم حول ظاهرة التشويه والاعتداء المتكرر على شواخص المرور والاشارات التحذيرية على جانبي الطريق، معتبرين أن هذا يحتاج إلى حل ثقافي أخلاقي. وأضافوا وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الأردنية "بترا" ان هذه الشواخص مهمة جدا، خاصة وأن الطريق حاد، وتبين لك الشواخص المنعطفات الحادة التي من الواجب عليك تخفيف السرعة عندها حتى لا تتعرض للأذى، إلا أن الشخص قرر أن يكتب عليها كلمات "عبثية" تخفي اللون العاكس الذي يساعد السائقين في الليل خاصة. "أكثر من 15 إشارة تحذيرية تم عطبها عند المنعطفات بجرة قلم" يقول محمود، المتجه الى البحر الميت عبر هذا الطريق، وكل ما قام به شخص ما هو "خربشة" على هذه اللوحة ما أدى إلى إتلافها وإن تم إصلاحها قد يعود شخص آخر ليعبث بها من جديد. "200 دينار كلفة تغيير اللوحة الاسترشادية" تقول مديرة أشغال محافظة مأدبا المهندسة عروبة صويص، مبينة أن وزارة الأشغال وفرت الشواخص بمواصفاتها العالمية، ووضعتها على امتداد الطريق الذي يعتبر طريقا سياحيا يسلكه الجميع وهو بحاجة الى الشواخص خاصة وأنه ينقلك إلى 400 متر تحت سطح البحر. وبينت صويص أن كلفة استبدال شاخصة المثلث التالفة وحدها تقدر بـ 70 دينارا، ومع تغيير العامود الذي يحملها واخراج الورشة اليها يصل إلى مبلغ 200 دينار وكلها كلفة على الدولة التي تقوم بتأمين هذه الشواخص للشوارع كافة خدمة للسائقين، وتؤكد ان تنظيفها في حالة إمكانية تنظيفها وبقاءها مفيدة للعابرين يكلف 20 دينارا، وهو ما يكلف المديرية وقتا وجهدا ومالا، بالإضافة إلى تعطيل جهود المديرية بدل توجيهها إلى أماكن أخرى تحتاج إلى عمل جديد لخدمة المواطن. "الطريق سياحي ولا يستحق هذا العبث" يؤكد مدير سياحة محافظة مأدبا وائل جعنيني، مبينا أن هذا الطريق يسلكه الزوار من داخل المملكة وخارجها وهو طريق جميل ومطل على البحر الميت، بالإضافة إلى أنه يصل بالسائح إلى حمامات ماعين ووادي الموجب والبحر الميت وهي أماكن يتردد عليها الجميع لجمالها وفائدتها العلاجية. وأضاف جعنيني، ان الشواخص نوعان، شواخص سياحية باللون الرمادي وتضعها وزارة السياحة، وشواخص أخرى خاصة بالطريق وتضعها وزارة الأشغال العامة والإسكان، والشواخص السياحية هي خاصة بالأماكن السياحية، الا أن هذه الشواخص يتم وضعها بالتكامل بين الأشغال والسياحة ليتم تركيبها والاهتمام بها.. إنها "ممارسات خاطئة ومضللة" يقول جعنيني، ويتساءل عن الفائدة التي يجنيها العابث بمثل هذه اللوحات المكلفة أساسا، مبينا أن هذه الشواخص ضرورة لكل سائق وأن العبث بها ظاهرة خطيرة وتحتاج إلى توعية وتنبيه مجتمعي كبير. ولفت إلى أنه ومن باب التطوير والتحديث وإضافات نوعية، فإن هناك خططا؛ لتقوية بث شبكات الاتصالات على هذا الطريق؛ لتوفير خدمات الخرائط التي يستعين بها السالكون لهذا الطريق، واستخدام الانترنت؛ للوصول الآمن الى أماكن السياحة الأردنية الجميلة بالإضافة الى هذه اللوحات. ويشير نائب عميد كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية وأستاذ الإرشاد النفسي الدكتور عادل طنوس، أن السلوك التخريبي لا يتعدى "المزاح" وقد تكون بسبب الإحباطات النفسية أو الضغوطات المحيطة بالفرد فيفرغ كل ذلك في مثل هذه الاعمال، أما السلوك العدواني فهو ناتج عن غريزة موجودة في داخل الفرد، وبين هذا وذاك يكمن الفر "بين التخريب والعدوانية في هكذا أفعال"، لكن كليهما تصرف غير حضاري ولا مسؤول، داعيا الى وضع عقوبات صارمة ورادعة لمثل هذه السلوكات، ووضع خطط بديلة لعلاج الإحباطات التي يتعرض لها الأفراد. وبين أن الدور متكامل بين الأسرة والفرد والمجتمع والمؤسسة التربوية في التوعية بمثل هذه الظواهر وحلها، والتربية على أن هذه مقدرات موجودة للفائدة وأن الاعتداء عليها خاطئ جدا خصوصا مع صعوبة توفير حماية عند كل شواخص المرور.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/29 الساعة 16:50