مهيار تكتب: لم تخبرني معلمتي أنني سأكون عظيماً!!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/29 الساعة 11:43
بقلم: ياسمين مهيار في كل نجاحاتي و الخطوات لا زلت اذكر أن......... استاذ الرياضيات كان دائماً يحبطني و يقلل من قدراتي جدول الضرب و "فيثاغوروس" ليسوا من اولوياتي!! في الطابور الصباحي كنت دائماً الطالب الأخير المتأخر الثرثار! في الصف كنت اجلس في الدرج الأخير في الزاوية،،كنت لا حب الدراسة!! و طقوس الالتزام اضحك، الهو و زميلي "الكسول" دائماً يشاركني اللحظات و "الساندويشات" و لكنني "لست نادماً" كنت انظر اليهم "الأوائل" من الدرج الأخير، اشاهدهم وهم يبكون حين ينقصون علامةٍ في الإمتحان!! كنت اتأمل تنافسهم في نهاية الفصل على لقب الأول و كل هذا لم يحرّك ساكناً فنحن "انا و الكسالى" منشغلون في "حاكم جلاّد"!! و قصة شعر "نانسي عجرم" الجديدة و طلعة "آخر يوم بالفصل" و لكني "كنت مستمتع جداً" كنت ارضى حين ينعتونني بالكسول!! ولم تغضبني تلك الكلمة ابداً.....فأنا لم ارَ نفسى كذلك أصلاً!! كنت لا امتلك برهاناً انني سأتغير اصلاً و اصبح "شاطر"،،لأن التغيير و البراهين بالنسبة لهم كانت تنحصر فقط في ارتفاع "العلامات" كان بإمكاني دوماً أن احصل على "درجةٍ" مرتفعه فأقصى جهد يمكنني بذله هو أن اجلس بجانب صديقي الأول عالصفّ في الإمتحان و اسرق أجوبته في نظرةٍ خبيثة "حقيرة" ربماً مبتذلة! مع ذلك لم افعلها!! كنت حديثهم السلبي حين يجتمعون في "غرفة المعلمين" كنت اللعنة الوحيدة التي تلاحق أمي و أبي في "اجتماع الأهالي" ...... كان لا يغريني في كتاب الأحياء سوى الصور الملونة لتركيبة جسم الإنسان!!! تماماً مثل الطفل الذي لا تعنيه في المجلاّت سوى الصور فقط دون ان يتفقد المحتوى لازلت اذكر درس الزلازل في "علوم الأرض" و "تركيبة الذرة" و ان لكل فعل ردة فعل في كتاب "الفيزياء" و كان لا يغريني في درس الجاذبية سوى صورة "نيوتن" و هو يأكل التفاحة تحت الشجرة!! لم اذكر انني اهتممت اوتساءلت يوماً كيف و لماذا سقطت اصلاً!!! في درس الدين كانت المعلمة كثيراً ما تحدّثنا عن الغزوات، و الفتوحات و نادراً ما تتحدث عن "الإيمان" !!!!
كنا نجتمع سوياً "الأول و الكسول" في فطور "الفرصة" و الأشياء البسيطة تجمعنا دوماً، الرحلات احتفالات الربيع، كورال المدرسة، الدبكات الشعبية ولم اذكر اننا اجتمعنا يوماً في مسألة رياضيات او في سطور كتاب الجغرافيا حيث انني لا انني لا اهتم لذلك و لكنهم يحبون الجلوس و الضحك معي!! كنت أعلم أن صديقي الأول،قلبه طيب و يحب الضحك ولكن معلمتي لم تسمح لي ان احبه!! كانت دوماً تقول لي كيف ستصبح مثله انت "غبي" !! دون ان تعلم ان هذا ليس طموحي!! و انني لست غبياً كما تظن
كانت تخلق جو تنافسي يخلق مسافات بيننا....... بالرغم من انني كنت احضر لها الشوكلاته و احياناً اقاسمها "سندويشتي" و لكن دون جدوى فهي لا تفهمني أصلاً! كانت تريدني أن أكون الأفضل! و تحبني ،تستمع ل "سواليفي" المضحكة و تتقهقه معي،كانت تضحكها مقالبي الساذجة مع باقي المعلمات!! كانت لا ترافقني سوى في الرحلات و أوقات الفراغ فقط!! كانت حين ترضى عني تكلّفني ان أكون "عريف" الصف و صديقي الأول يتتبع تحركاتي و ينقلها اليها !!! يا له من دور قيادي ناقص و رمادي!! لا أبيض ولا أسود... اذكر أن الشخص الوحيد الذي كان يشعرني بقيمتي هو سائق الباص "حابس" ابو شوارب كان يقول لي انت الأول بنظري لأنك تجلس بجانبي.... كنت فخوراً كونني الأول في "الباص" كنت اريد شيئاً واحداً بسيطاً خيالياً وهميّاً يشعرني بذاتي و قيمتي و يدفعني للأمام!! دون ان اخبرهم حتى "حابس" كان تقليدي في مفهومه للأوائل ايضاً حين يمازحني يقول لي ستصل اول واحد لأنك تجلس في المقدمة بجانبي ،،،حين جربتها مرة اكتشفت انه كان يمازحني لأنني في اليوم التالي جلست على آخر مقعد و وصلت في الوقت ذاته!!! صديقي الانسان، حبك للحياة،شغفك و ايمانك بنفسك هو النجاح قد تعاكسك الظروف و يحاربونك الناس لطموحاتك و لكن اخلق لهم عذراً انهم فاقدون شهية النجاح!! ان تؤمن بنفسك... ان تعتني في حلمك جيداً هو النجاح بحد ذاته... لن تغريني نظرية الاول !!! و لكنني حريص ان اجد مكاناً ما على بقعة الارض لاجد في نفسي!!! الى من يحاربون نجاحاتنا👌🏻استمتعوا بالقراءة
  • لب
  • الجديدة
  • صورة
  • الشجرة
  • الدين
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/29 الساعة 11:43