أزمة القداحات
مدار الساعة ـ نشر في 2023/08/09 الساعة 02:02
في الأردن وحين تريد أن تدخل ستاد عمان الدولي لحضور مباراة الفيصلي والوحدات، أول سؤال يداهمك به الأمن: (معك قداحة؟)..وتجبر أن تسلمها، ثم تدخل....
وزارة الداخلية أيضا وقبل مراجعة أي قسم بما فيها مكتب الوزير عليك أن تسلم (القداحة) التي في جيبك للأمن...
حتى رئاسة الوزراء يتم التدقيق على (القداحات)....دائرة حماية الأسرة، دائرة الإقامة،...أغلبية المؤسسات ذات الطبيعة الأمنية، والمشكلة أن علبة السجائر الأكثر ضررا من (القداحة) لايتم مصادرتها...
منذ عامين وأكثر تمت مصادرة ما يقارب ال (100) ولاعة لي، وأغلبها في استاد عمان..وبما أن وزير الداخلية، هو رأس الهرم في المسائل الأمنية، فإني–وهذا من حقي- أطالب وزارة الداخلية بتعويضي ماليا عن (القداحات) التي صودرت والتي اشتريتها ودفعت أثمانها...أنا أعرف أن الدولة تجني من المواطن بعض الضرائب، والرسوم والمسقفات..ولكن أن تصادر (القداحات) أيضا فهذا يعتبر مخالفة قانونية كون مصادرتها لا تخضع لنصوص أو تشريعات أقرت من مجلس النواب.
من الممكن تعويضي أيضا، (كروزات دخان)...أو من الممكن شطب نصف مخالفاتي...من الممكن أيضا، إعادتها لي...
المشكلة أني لا أعرف ماهو السبب في موقف الدولة من (القداحات)..اتفهم أن تصادر في مطار عمان الدولي، حينما تريد السفر، ولكن في بقية مؤسسات الدولة فهذا الأمر يدعو للحيرة....
هل يا ترى يخافون من قيامي بإشعال الملعب...تخيلوا عبدالهادي راجي يقذف الحكم (بقداحته)، أنا أصلا أخاف..من مشهد الدرك حين يقف حول الملعب، حتى أنني حين أشعل سيجارتي..أحني رأسي قليلا، خوفا من أن تظهر الشعلة، وأضعها بين أصابعي لأن طيفا من الطفولة يعود بي..وأتذكر أبي، ما زلت أخاف من أبي..حتى في مماته وحين يأتي في بالي أشعر بالخوف.
الحكومات الأردنية صادرت (قداحاتي)..أريد تعويضا مجزيا، هم للان لا يعرفون أنهم....يأخذونها ويتركون قلبي مشتعلا...يخافون من نار (القداحة)...وينسون نار القلب.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/08/09 الساعة 02:02