مهيرات تكتب: المرأة وإدارة المخاطر المؤسسية

الدكتورة ميرفت مهيرات
مدار الساعة ـ نشر في 2023/08/08 الساعة 12:52

تعتبر إدارة المخاطر المؤسسية من الجوانب الحيوية في تحقيق الاستدامة والنجاح لأي منظمة واجهت الشركات والمؤسسات في السنوات الأخيرة تحديات كبيرة مثل التقلبات الاقتصادية والأزمات الصحية والتحولات التكنولوجية، مما جعل من ضرورة التفكير الاستراتيجي وإدارة المخاطر أمرًا حاسمًا. يأتي دور المرأة في هذا السياق ليس فقط كمساهمة في زيادة التنوع والتمثيل العادل في القيادة واتخاذ القرار، وإنما أيضًا كمحور لإضافة قيمة فريدة إلى عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بإدارة المخاطرومن بعض النقاط التي تسلط الضوء على دور المرأة في هذا الجانب:

• التفكير الشامل: تجلب المرأة عادةً تفكيرًا شاملاً وقدرة على التحليل من زوايا مختلفة. هذا يساهم في تحديد المخاطر المحتملة بشكل أفضل وفهم تأثيرها على مختلف جوانب العمل التنظيمي.

• القرارات المستنيرة: يعزز تواجد المرأة في القيادة من عملية اتخاذ القرارات المستنيرة. تجمع خلفيتها المتنوعة والخبرات المتعددة في توجيه الشركة نحو الخيارات الأمثل في مواجهة التحديات.

• التوازن بين المخاطر والفرص: بفضل تنوعها ومرونتها، يمكن للمرأة أن تلعب دورًا هامًا في تحقيق التوازن بين التخفيف من المخاطر واستغلال الفرص الجديدة.

• تعزيز ثقافة الابتكار: يمكن لوجود المرأة في تنوع الفريق التنفيذي تعزيز ثقافة الابتكار والتفكير الإبداعي، مما يساهم في تحقيق مزيد من التطور والنجاح.

• تمثيل أوسع لاحتماليات المخاطر: بالنظر إلى الخبرات والنظرة المتعددة، يمكن للمرأة أن تساهم في تحديد نواحي المخاطر التي قد لا يتم اكتشافها بسهولة من قبل آخرين.

• تعزيز الشفافية والمساءلة: يمكن للمرأة أن تلعب دورًا في تعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة داخل المنظمة، مما يسهم في التخفيف من المخاطر الناتجة عن سوء الإدارة.

وقد نجد تفاوت في إدارة المخاطر بين الجنسين الذي يعود إلى الاختلافات التي قد تكون موجودة في كيفية تقدير ومعالجة المخاطر بين المرأة والرجل و هذه التفاوتات يمكن أن تكون ناجمة عن عوامل اجتماعية وثقافية تؤثر على تصور الجنسين للمخاطر وكيفية التعامل معها ومن هذه التفاوتات:

• التصورات الثقافية: قد تؤثر التصورات الثقافية والاجتماعية في كيفية رؤية الجنسين للمخاطر. قد يتميل بعض الأفراد إلى اعتبار الرجال أكثر قدرة على التعامل مع المخاطر بشكل جيد، في حين يمكن أن يرتبط النساء بالحذر والتحفظ.

• التعليم والتدريب: قد تؤثر فرص التعليم والتدريب المتاحة لكل جنس على كيفية تقدير وإدارة المخاطر. إذا كان هناك تفاوت في فرص التعليم، قد يكون له تأثير على قدرة الجنسين على اتخاذ قرارات مستنيرة في مجال إدارة المخاطر.

• التوجه نحو المهن: في بعض الحالات، يمكن أن يؤثر اختلاف توجه الجنسين نحو مجالات معينة على تقديرهم للمخاطر. على سبيل المثال، إذا كانت بعض المجالات تعتبر تقليدياً من أجل الرجال، قد يؤدي ذلك إلى فرق في تقدير المخاطر بين الجنسين.

• التمثيل في مواقع صنع القرار: إذا لم يكن هناك تمثيل كافي للنساء في مواقع صنع القرار داخل المؤسسات، قد يتجلى ذلك في تجاهل أو عدم الاهتمام بالمخاطر التي تؤثر بشكل خاص على النساء أو على القضايا المتعلقة بالتوازن بين العمل والحياة الشخصية.

لتحقيق تقدير وإدارة فعّالة للمخاطر، يجب أن تسعى المؤسسات إلى تعزيز التوجه نحو التنوع والعدالة بين الجنسين في جميع مستوياتها، بالإضافة إلى تقديم فرص تعليم وتدريب متساوية للجنسين لتحقيق التوازن والتنوع في صنع القرار وتطوير استراتيجيات إدارة المخاطر.

تعتبر المرأة قادرة على تقديم وجهات نظر متنوعة وتحليلات مختلفة، مما يعزز من قدرة المؤسسات على التعامل مع التحديات والفرص بفعالية يمكن للمرأة تقديم آفاق مختلفة لتقدير المخاطر وتحليلها، مما يساعد في تقليل الانحياز وتفادي الأخطار المحتملة؛ وما يميز المرأة مهارات الاتصال الفعال فهي تتمتع بمهارات تواصل قوية وقدرة على بناء علاقات داخل وخارج المنظمة، مما يسهم في تحسين التواصل مع الجمهور والشركاء المعنيين بالمخاطرناهيك عن التخطيط الجيد، مما يساعد في وضع استراتيجيات لإدارة المخاطر وتنفيذها بنجاح.

القيادة فعّالة في توجيه فرق العمل نحو تحقيق أهداف إدارة المخاطر وتنفيذ السياسات والإجراءات اللازمة لوجود وجهات نظر متنوعة في عملية صنع القرار، يمكن للمرأة أن تسهم في اتخاذ قرارات أكثر موضوعية ومستنيرة.على الرغم من أهمية دور المرأة في إدارة المخاطر المؤسسية، قد يواجه النساء تحديات مثل تمثيلهن الضعيف في مناصب القيادة وصعوبة الوصول إلى الفرص المالعاداة. لكن تعزيز التوجه نحو التنوع والمساواة في المؤسسات يمكن أن يسهم في تحقيق فوائد كبيرة في مجال إدارة المخاطر.

في الختام، يتضح أن تمكين المرأة ومشاركتها في إدارة المخاطر المؤسسية لها تأثير إيجابي لا يقتصر فقط على الشركات والمؤسسات، بل يمتد إلى الاقتصاد والمجتمع بأسره. تعزز هذه المشاركة من التنوع وتحقيق الاستدامة، مما يعزز من قدرة المؤسسات على التكيف مع التحديات المتغيرة وتحقيق النجاح على المدى الطويل.

مدار الساعة ـ نشر في 2023/08/08 الساعة 12:52