هل تنتقل الحرب الروسية - الأوكرانية إلى إفريقيا؟
مدار الساعة ـ نشر في 2023/08/07 الساعة 01:04
يبدو أن الإنقلاب الأخير الذي حصل في النيجر بدأ يطفو على السطح وسيأخذ البعد الجيوسياسي, وسيؤثر على العالم سياسياً وإقتصادياً في تأزيم جديد, إن ما حصل في النيجر في هذا الوقت بالتحديد هو بداية لتشكل حلف روسي جديد في إفريقيا من الدول التي تم فيها الإنقلاب قبل فترة قصيرة, بدعم من ميليشيات فاغنر الروسية وهي كل من مالي وبوركينا فاسو إضافة إلى دولة الجزائر التي من المرجح الإنضام لهم, وجميع هذه الدول متجاورة لمحاربة الوجود الغربي في إفريقيا والذي يستولي على ثرواتها, وهذا ما تم تأكيده في القمة الروسية- الإفريقية الأ?يرة.
تعتبر النيجر ذات مساحة 1.3 مليون كيلو متر مربع بتعداد سكاني قرابة 26 مليون نسمة الدولة الفقيرة، الغنية بمواردها الطبيعية, فهي تمتلك واحدا من أكبر إحتياطات العالم من اليورانيوم وتعد سابع أكبر منتج له, فضلاً عن كميات كبيرة من إحتياطات الذهب والنفط, فالنيجر المزود الرئيسي لليورانيوم لفرنسا، حيث أن فرنسا لديها أكثر من خمسين مفاعلا نوويا بين قديم وجديد, بعضها يستخدم لأغراض توليد الطاقة الكهربائية والتي تسد حاجتها وتصدر الباقي للدول الأوروبية,فالدول الإوروبية تعتمد على الطاقة الكهربائية من فرنسا بشكل مباشر بعد ت?قف خطوط الغاز نورد ستريم 1و2 الروسية وتوقف إستيراد النفط الروسي, وما سيعقد الأمور قيام تحالف روسي في إفريقيا في تلك المنطقة سيؤثر على تصدير الغاز من نيجيريا لأوروبا كون نيجيريا مجاورة للنيجر.هل سأل أحدكم سؤالاً لماذا حصل هذا الإنقلاب في النيجر في هذا الوقت بالتحديد, على الرغم بأن الرئيس المنقَلَب عليه محمد بازوم تم إنتخابه ديمقراطياً ويحظى بثقة الغرب وتحصل دولته على دعم سنوي قرابة 2 مليار دولار؟هذا الجواب هو نتيجة تخطيط روسي لمحاصرة أوروبا والضغط عليها إقتصادياً من خلال قطع جميع أنواع مصادر الطاقة, خصوصاً مع إقتراب فصل الشتاء والمتوقع أن يكون شديد البرودة في أوروبا هذا العام نتيجة التغير المناخي, وهذا من شأنه أن يدفع الأوروبيين للإستجداء من روسيا, لإنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية والجلوس معها على طاولة المفاوضات في بداية العام القادم, وخصوصاً أن مشكلة تصدير الحبوب وبالتحديد المحاصيل الإستراتيجية ستعاني أوروبا من الحصول عليها أيضاً, بعد إنسحاب روسيا مؤخراً من إتفاقية تصدير الحبوب, وقيامها بتدمير ا?بنية التحتية للموانئ الأوكرانية لمنع تصدير الحبوب منها, لأنه في الإتفاقية الأولى حسب الإدعاء الروسي تم تصدير 70 مليون طن ذهبت 90% منها إلى الدول الأوروبية وحلفائها، ولم يذهب للدول الفقيرة إلا القليل وخصوصاً إفريقيا.لكن السيناريو المحتمل على الأرض سيكون مختلفاً، حيث أن السيطرة على النيجر من قبل روسيا بمساعدة قوات الفاغنر والدعم من الكرملين لن يكون بهذه السهولة, حيث قامت دول غرب إفريقيا بتحدي الإنقلابيين بمحاصرة إقتصادية للنيجر وقد تتبعها حرب ضد الإنقلابيين مدعوم من الغرب لإرجاع الرئيس محمد بازوم الذي تم عزله في حالة عدم تراجعهم خلال فترة المهلة التي منحوها للإنقلابيين,وهذا بالتالي سيقود إلى حرب بالوكالة وفتح جبهة جديدة بين روسيا والغرب بقيادة فرنسا أكثر المتضررين من هذا الإنقلاب كونهم سيخرجون إقتصادياً وسياسياً من هذه?الدولة.على الجانب الآخر هناك قاعدتان للطائرات الأمريكية في النيجر للطائرات المسيرة والنقل الجوي هدفهما المعلن هو مكافحة الإرهاب ومراقبة الجماعات المتطرفة الإرهابية في إفريقيا, فهل إندلاع أي حرب ومواجهات بين روسيا والغرب والذي قد يدفع الصين لدعم روسيا كون إفريقيا من أهم الأولويات الصينية, هل سيدفع كل ذلك إلى الفوضى في القارة السمراء؟ التي لا تتحمل أي أعباء ونتائج إضافية نتيجة الفقر المدقع, وخصوصاً أن الجماعات الإرهابية في إفريقيا سنتتشر داخلها وربما تنتقل للدول الأوروبية المحاذية للبحر الأبيض المتوسط مع دول شمال إ?ريقيا, حيث أن تزويد السلاح للدول الإفريقية سيشعل السوق السوداء ووقوع الأسلحة بيد الإرهابيين مما يفقد القارة السمراء برمتها التوازن الأمني, إضافة إلى أن الأزمة السودانية التي إندلعت شرق إفريقيا لا زالت بدون حل.في الخاتمة, لقد أثقلت الحرب الروسية- الأوكرانية كاهل الشعوب في العالم من الأضرار والمعاناة الإقتصادية, فما بالك بحرب أخرى لن يستهان بأضرارها وتأثيراتها السلبية الإقتصادية والأمنية, وهل نشهد ولادة دول إفريقية جديدة لإرضاء مصالح الدول العظمى لنهب مزيد من خيرات الدول الضعيفة؟
تعتبر النيجر ذات مساحة 1.3 مليون كيلو متر مربع بتعداد سكاني قرابة 26 مليون نسمة الدولة الفقيرة، الغنية بمواردها الطبيعية, فهي تمتلك واحدا من أكبر إحتياطات العالم من اليورانيوم وتعد سابع أكبر منتج له, فضلاً عن كميات كبيرة من إحتياطات الذهب والنفط, فالنيجر المزود الرئيسي لليورانيوم لفرنسا، حيث أن فرنسا لديها أكثر من خمسين مفاعلا نوويا بين قديم وجديد, بعضها يستخدم لأغراض توليد الطاقة الكهربائية والتي تسد حاجتها وتصدر الباقي للدول الأوروبية,فالدول الإوروبية تعتمد على الطاقة الكهربائية من فرنسا بشكل مباشر بعد ت?قف خطوط الغاز نورد ستريم 1و2 الروسية وتوقف إستيراد النفط الروسي, وما سيعقد الأمور قيام تحالف روسي في إفريقيا في تلك المنطقة سيؤثر على تصدير الغاز من نيجيريا لأوروبا كون نيجيريا مجاورة للنيجر.هل سأل أحدكم سؤالاً لماذا حصل هذا الإنقلاب في النيجر في هذا الوقت بالتحديد, على الرغم بأن الرئيس المنقَلَب عليه محمد بازوم تم إنتخابه ديمقراطياً ويحظى بثقة الغرب وتحصل دولته على دعم سنوي قرابة 2 مليار دولار؟هذا الجواب هو نتيجة تخطيط روسي لمحاصرة أوروبا والضغط عليها إقتصادياً من خلال قطع جميع أنواع مصادر الطاقة, خصوصاً مع إقتراب فصل الشتاء والمتوقع أن يكون شديد البرودة في أوروبا هذا العام نتيجة التغير المناخي, وهذا من شأنه أن يدفع الأوروبيين للإستجداء من روسيا, لإنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية والجلوس معها على طاولة المفاوضات في بداية العام القادم, وخصوصاً أن مشكلة تصدير الحبوب وبالتحديد المحاصيل الإستراتيجية ستعاني أوروبا من الحصول عليها أيضاً, بعد إنسحاب روسيا مؤخراً من إتفاقية تصدير الحبوب, وقيامها بتدمير ا?بنية التحتية للموانئ الأوكرانية لمنع تصدير الحبوب منها, لأنه في الإتفاقية الأولى حسب الإدعاء الروسي تم تصدير 70 مليون طن ذهبت 90% منها إلى الدول الأوروبية وحلفائها، ولم يذهب للدول الفقيرة إلا القليل وخصوصاً إفريقيا.لكن السيناريو المحتمل على الأرض سيكون مختلفاً، حيث أن السيطرة على النيجر من قبل روسيا بمساعدة قوات الفاغنر والدعم من الكرملين لن يكون بهذه السهولة, حيث قامت دول غرب إفريقيا بتحدي الإنقلابيين بمحاصرة إقتصادية للنيجر وقد تتبعها حرب ضد الإنقلابيين مدعوم من الغرب لإرجاع الرئيس محمد بازوم الذي تم عزله في حالة عدم تراجعهم خلال فترة المهلة التي منحوها للإنقلابيين,وهذا بالتالي سيقود إلى حرب بالوكالة وفتح جبهة جديدة بين روسيا والغرب بقيادة فرنسا أكثر المتضررين من هذا الإنقلاب كونهم سيخرجون إقتصادياً وسياسياً من هذه?الدولة.على الجانب الآخر هناك قاعدتان للطائرات الأمريكية في النيجر للطائرات المسيرة والنقل الجوي هدفهما المعلن هو مكافحة الإرهاب ومراقبة الجماعات المتطرفة الإرهابية في إفريقيا, فهل إندلاع أي حرب ومواجهات بين روسيا والغرب والذي قد يدفع الصين لدعم روسيا كون إفريقيا من أهم الأولويات الصينية, هل سيدفع كل ذلك إلى الفوضى في القارة السمراء؟ التي لا تتحمل أي أعباء ونتائج إضافية نتيجة الفقر المدقع, وخصوصاً أن الجماعات الإرهابية في إفريقيا سنتتشر داخلها وربما تنتقل للدول الأوروبية المحاذية للبحر الأبيض المتوسط مع دول شمال إ?ريقيا, حيث أن تزويد السلاح للدول الإفريقية سيشعل السوق السوداء ووقوع الأسلحة بيد الإرهابيين مما يفقد القارة السمراء برمتها التوازن الأمني, إضافة إلى أن الأزمة السودانية التي إندلعت شرق إفريقيا لا زالت بدون حل.في الخاتمة, لقد أثقلت الحرب الروسية- الأوكرانية كاهل الشعوب في العالم من الأضرار والمعاناة الإقتصادية, فما بالك بحرب أخرى لن يستهان بأضرارها وتأثيراتها السلبية الإقتصادية والأمنية, وهل نشهد ولادة دول إفريقية جديدة لإرضاء مصالح الدول العظمى لنهب مزيد من خيرات الدول الضعيفة؟
مدار الساعة ـ نشر في 2023/08/07 الساعة 01:04