شهادة إبداعية للكاتبة نيرمينة الرفاعي في ديوان رسائل ورد للشاعرة عايدة تحبسم.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/02 الساعة 22:22
الساعة - تحدثت الكاتبة نيرمينة الرفاعي في حفل إشهار ديوان رسائل ورد للأديبة عايدة تحبسم الذي أقيم في النادي الأهلي بتاريخ 17/12/2016 قائلة:
أشكركم على حضوركم البهي فردا فردا دون حصر لأسمائكم العزيزة، وأشكر الكاتبة الجميلة عايدة تحبسم على استمرارية ابداعها وتدفق عطاءها على مر الوقت، وها هي اليوم تنثر وردها مجددًا لتضيف إلى المكتبة الأردنية والعربية بصمة لا تشبه سوى نفسها.
للأمانة والموضوعية، أعتقد أنني لا يمكن ان أصف كاتبتنا إلا بالرقة المتدفقة، فعلى الرغم من تراوح النصوص بين الحب والحنين والأمومة والوطن، إلا أن سمتها الطاغية هي الرقة، سواء في استخدام المصطلحات والتلاعب اللغوي في الكلمات أو في صياغة المشاعر الإنسانية وإحكام القبضة على قلب القارئ وعصر أعمق ما فيه.
تمنح عايدة الفجر صوتًا فتقول:"تغني الأرض أهزوجة الفجر"، تحلق على أجنحة النوارس، ويطلّ علينا من وراء من نصوصها الربيع والشجر والشمس والغيوم الماطرة.
تبدي اهتماما كبيرا بعناصر الطبيعة والأرض وتربط حتى ذكرياتها بجذور، وتقول:"أبحث عن نجمة تدلني الدرب"،وتصف الجسور بالمغلقة والطرقات بالوعرة، ولكنها تمشي بهدوء وثقة على ضوء نجومها التي تزداد سطوعا كلما غطست في النص أكثر..
يقول محمود درويش:"ما هو الوطن؟ ليس سؤالا تجيب عليه وتمضي.. إنه حياتك وقضيتك معاً".
وهكذا نجد عايدة تتحدث عن الوطن أيضًا، تصف القفقاس بنبع الحنان، وتتغنى بجمال القوقازية والورد في ابتسامتها..
تحكي عن عمان أيضا بشاعرية حتى تكاد تظنها تحكي عن حبيب أو أكثر، وترثى أبطال الوطن وتتحدث عن شموخهم وتضحياتهم ونبلهم، رحمهم الله ورحمنا معهم..
تضع يدها على جراح المتعبين والغارقين والراكضين في الطرقات الصعبة، وتتسائل بحزن وتقول: "متى تسكب الشمس نورها و يخرُج طائرالفينيق من الرماد؟"..
يصبح الوقت أبطأ بين دفات الكتاب، وتفقد العقارب قيمتها وأنت تقرأ:
"يسـير الوقت متلكئًا
وعيو ُن الزمن
مثقلٌة بالهموم"
بلغتها المشبعة بالصور الفنية والتلاعب الذكي بالخيالات والضوء والظلال وصور الذاكرة، تمشي بنا الكاتبة سطرا سطرا، ترسل سلاماتها إلى الأم، إلى حقائب السفر، إلى أنّات المصابين بلعنة الحنين والذاكرة، تعود طفلة تناجي كل ما حولها، وتنثر كلماتها كحبات الندى على طول طريق الفجر.. تكثر من التحدث بصيغة الأنا حتى ليكاد القارئ يظن أنَّ كل النصوص تتحدث عنه شخصيا، فكل ما فيها يمسّه وكأنه هو الذي يقوله..
وأنت تقرأ ستستشف بين السطور امرأة قوية، تشعل الحرائق، وتركض بين نصوصها خيول الليل، ترتاح من عبء الأسرار والحكايات، وتقف بثبات وهي تلملم الفراشات المتحلقة حول أيامها ببساطة وهي ترقص!
في هذا الكتاب تحلق كاتبتنا الرقيقة نحو شمس جديدة، أنهيت الكتاب وأنا أشعر بدف حول قلبي، أشكرك عايدة لكل هذا الجمال، وأتمنى لك دوام الإبداع والنجاح، أشكرك من قلبي.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/02 الساعة 22:22