الحنيطي تكتب: لنتفق

اسيل الحنيطي
مدار الساعة ـ نشر في 2023/08/01 الساعة 11:55

لا أعلم حقا من أين يأتي الإنسان بالثقة اللازمة لجعله يضمن أنه أبدي، وكأنه يغفل أن لا خلود سوى لله عز وجل، من هنا ابدأ مقالي الذي لطالما ترددت في كتابته، لان الحروف وكما أيقن تعجز أمام الوصف في بعض الأحيان لا أكثرها.

لنتفق:
دعونا نستحضر أمهر الخياطين لينسج لنا خيالنا وفقا لما سيتم طرحه، هيا عد إلى ماضيك البعيد القريب، خذ جولة بين ذكرياتك، استلقي على ضفاف السعيدة، واصفن لبرهة في ضفاف التعيسة أدرك تماما أن الكلمة ضعيفة أمام الشعور، لأنها بلا أدنى شك قد تركت في قلبك شرخا يكاد لا يلتئم وربما أكثر
حلو:
حافظ على اتزانك في الخيال، ركز أكثر في الضفة التعيسة، أعتقد أن هناك علامات استفهام عديدة تحيط بك تأخذ أشكالا عديدة فمنها ما يندرج تحت مبدأ اللوم، العتب، الندم، التمني أو قد تهمس بداخلك يا ليتني كنت نسيا منسيا قبل هذا
ظلل نفسك:
قد وصلنا لنهاية المطاف أمامنا خطوتين قبل الهدف، حاول أن تستظل في أي بقعة في ضفة الذكريات التعيسة، اعمل جاهدا أن تعود للحظات، للمواقف بحذافيرها واهمس بداخلك ماذا لو عاد الزمن؟ كيف سيكون التصرف الأمثل؟، لا أعلم حقا فيما سيكون لديك إجابة واضحة للسؤالين الذي سبق ذكرهما إلا أنني أيقن تماما أن كلمة "لو" طغت وتجبرت وسيطرت على ما تملك من حلول وأفكار واقتراحات
تابع:
حاول متابعة مسيرك أمام كل ما تستحضر من ذكرى مؤلمة وبكل منها افعل ما أخبرتك به مسبقا، لا تغفل عن أي منها، كن حازما بالسؤال وكن ودودا بالإجابة، ماذا ستجد؟ دعها لي
لو أنك جمعت الأحرف الأولى للفقرات السابقة ستتفاجأ بكلمة (لحظة)، كل أمورنا التي لم تحقق الهدف في متابعة المسير، كان السبب يعود للحظة لنسميها شيطانية، فكمْ من لحظة فرقت أزواجا لأنهم لم يعوا أن الخير القادم ومنحوا فرصة، وكمْ من لحظة أسقطت زعماء دول لأنهم لم يعوا أن الشعب قد يهلك ويستنفر، وكم من لحظه فرقت عاشقين،وكم لحظة أشغلتنا عن والدينا فبات بيننا وبينهم قبر وذكرى، وكم لحظة غفل بها الشباب عن الإصلاح والتغيير وأخذ بهم الحال للهجرة، وكم لحظة خاف أحدهم من المغامرة ليهوي للقاع، وكم لحظة صمتنا لنستقبل الظلم بالأحضان، وكم لحظة علت أصواتنا ولا زلنا ندفع ضريبة الخسارات.
إن اللحظة تلك قد تغير أحوالنا وتبدل مكانتنا، حاول أن تجعل من اللحظة نبراسا لحياتك، إياك وأن ينتشر سم اللحظة في أيامك ليحولك إلى متهالك تجلس أمام ضفاف ذكرياتك تنتظر أن تتبدل الأحوال وبالعامية: بزبطش تخربها وتقعد على تاليها
استثمروا لحظاتكم بقول الحق لا طيش كان نقول لا لمن يؤلم شعورنا، ولا لمن يسلب حريتنا، ولا لمن يكسر خواطرنا، ولا لمن بات فاسدا سالب للحقوق، ولا لمن طغى وإن كان ذو مكانة، ولا لمن سوق لقطع الأرحام، ولا لمن يود أن يبتر مواهبنا ورغباتنا، ولا لمن يدفن إنجازاتنا، ولا لمن سد الطرق أمامنا لنكون نحن صناع التغيير.
وكما قلت في البداية لا خالد سوى الله عز وجل فلماذا تكثر ذكرياتك التعيسة والمريرة بسبب لحظة فنهايتي وانت القبر ليس الا ( ما بقطع الراس الا يلي خلقوا).

مدار الساعة ـ نشر في 2023/08/01 الساعة 11:55