'كوهين' يهاجم الأردن مرة أخرى

فايز الفايز
مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/30 الساعة 01:30

عندما انتهت بريطانيا من حملتها الاستعمارية في فلسطين وبقية دول عربية، خرجت وتركت خلفها ورما سرطاني لم يعالجه أحد حتى اليوم، وهو ما سُمي بدولة إسرائيل، في ذلك الحين وقبل ذلك أيضاً، كان هناك جالية يهودية تعيش ضمن الشعب العربي الذي لم يصُنف بعد على أنهم فلسطينيين عبر عقود بعيدة، حتى خرج العرب كلٌ بإسمٍ لدولته، يقابلهم يهود جاؤوا من أصقاع المعمورة كي ينشئوا الدولة الثالثة لليهود كما يدعون، وبعد خمس وسبعين سنة لا يزال الكيان الصهيوني ينكل بالفلسطينيين، ويقتحم شذاذ الآفاق في حكومة نتنياهو المسجد الأقصى ويدوسون بأقدامهم جبل المكبر، ويقتلون الأطفال والنساء والشباب بدم بارد.

هنا نستهجن بشدة «استهجان» وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين وهجومه الدبلوماسي ضد الأردن، لعدم السماح لمجموعات من الزائرين والمتطرفين اليهود العبور للأردن، حيث بعث كوهين رسالة احتجاج إلى عمان، قال فيها: » أنه من غير المقبول أن يتم إيقاف الإسرائيليين عند المعبر الحدودي إلى الأردن، ورفض دخولهم لمجرد أنهم يهود متدينون.

مشيراً أن العلاقات السلمية بين اسرائيل والأردن مهمة لكلا البلدين »، مستهجناً ما حصل في الآونة الأخيرة، من منع العديد من «الإسرائيليين» لدخول الأراضي الأردنية لأنهم كانوا يحملون رموزاً يهودية مختلفة، حاول فيها الإسرائيليون دخول الأراضي الأردنية مستخدمين لباساً مميزاً، يحمل شعارات غير مسموح بها واستخدام ما يسمى «الكيباه والتيفيلين والتليت والكتب المقدسة، كي يحيوا طقوسهم عند ما يعتقدونه قبور هارون وبقية وغيره من الشواهد الدارسة.

ومن العاصمة البريطانية لندن، أستدرك كوهين القول:» بأنهم سينسقون مع السفارة الأردنية في تل أبيب ومع السلطات الأردنية من أجل إيجاد حل لآلاف الإسرائيليين الذين يرغبون في زيارة الأردن والذين يمنع دخولهم فقط لأنهم يحملون تيفلين وتليت وكتبهم المقدسة، ونبذل جهودا دبلوماسية كثيرة لحل موضوع الانتقال الى الاردن بآنية الصلاة »..

من هنا علينا أن نخرج عن مسيرة التاريخ قبل أربعة آلاف عام خلت، ولنرى كيف عاش البشر ملايين الأيام كي يصلوا إلى هذه البقعة من الأرض مرة أخرى، ولننظر في القرآن الكريم كيف منع الله تعالى سيدنا موسى من دخول الأرض المقدسة التي وعدها لبني إبراهيم، وكيف أخبر الله موسى أن قومه الذين كفروا وتقاعسوا سيتيهون في الصحراء أربعين عاماً، وسيموت هارون ومن بعده موسى، ولم يطأ أحد منهم أرض فلسطين، إلا بعد تغير الجيّل كله، وليس لهم وعدّ بأي أرض يملكونها بل سيكونون مشردين في أصقاع الأرض.

اليوم وبقانون القوة تمنع حكومة الاحتلال الفلسطينيين من دخول مزارعهم وتقتلع أشجارهم وتهدم بيوتهم وتدنس مقدساتهم، ولكن هذا الأمر يجب أن ينتهي بحزم وقوة كما تعاملت السلطات الأردنية بحزم وقوة في منع أي مجموعات يهودية قد تدخل الأراضي الأردنية وتستفز المواطنين، ولو كانوا يسبحون على شاطىء البحر لما انتقدهم أحد، وعلى الرغم من سلسلة الإرتفاع والإنخفاض في مستوى العلاقات ما بين عمان وتل أبيب، فإن هناك حدودا مانعة لأي تصرف قد يثير البلبلة، ودون أي أسف لأي علاقة مع حكومة غارقة بدماء الشهداء.

وحتى يرى العالم كيف تتصرف الحكومة الإسرائيلية، فسوف أقدم لكم المشهد المخزّي لتلك الدولة المرعوبة التي ضمت أكثر من مليوني عربي تحت جناحها ومنحتهم جنسيتها، ومع ذلك يُمنع دخول ما يسمى عرب إسرائيل عبر معبر إيلات نحو العقبة، ما يضطر المسافر من عرب إسرائيل الدخول عبر المعبر الجنوبي، وادي عربة، لدخول العرب والفلسطينيين وبعض الجنسيات من خلاله نحو مدينة العقبة والبترا كسائحين أو تجاراً، فهل هناك أكثر وقاحة من التمييز بين الفئات.

علينا أن نستعيد المبادرة، وأن نعيد تقييم الاجراءات التي نتعامل بها مع طرف لا يمكن التكهن بتصرفاته، فهو يضرب عرض الحائط بكل الالتزامات وهي صفة وقحة يعتادها ذلك الصنف من البشر الذين يخافون ولا يستحيون، وليستذكروا معارك أبطالنا المنسيينّ حينما اعتقلوا الحاخام في القدس ونقلوا حارة اليهود إلى غربها ولم يمسوا أحداً بسوء، واليوم تهدم آلتهم كل شواهد التاريخ وتدمر التراث الفلسطيني، ويطمعون بتطبيع مع من تبقى من عرب.

Royal430@hotmail.com

مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/30 الساعة 01:30