الحزب الإقتصادي القادم
تعودنا على أن الأحزاب تتشكل لغايات وأهداف سياسية بالدرجة الأولى ، وأن هدفها الرئيسي هو الوصول للسلطة، عبر الحصول على أغلبية مقاعد مجلس النواب ، أو أكبر عدد ممكن من المقاعد ، ومن ثم تشكيل الحكومة ، لتنفيذ برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية التي نجحت بواسطتها من خلال إقناع الجماهير بهذه البرامج وقدرتها على تحقيقها ، أو من خلال المشاركة في الحكومة فيما لو لم تحصل على أغلبية نيابية ، لكن أن يتشكل حزب يكون هدفه الرئيسي هو الإقتصاد، من خلال تحسين مستوى النمو الاقتصادي، ومحاربة الفقر والبطالة، ومعالجة قضايا التضخم وتحسين البيئة الاستثمارية ضمن رؤى وبرامج عملية وواقعية، وإيجاد منصات لتشغيل أعضاء الحزب من الشباب، وإيجاد فرص عمل للمعطلين عن العمل ، فهذا جديد على الحياة الحزبية في الأردن، إلى جانب الأهداف الفرعية الأخرى مثل القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية إلخ ، وهذا الحزب بدأ يتغلغل في المجتمع الأردني ، ولاقى قبولا منقطع النظير لدى المواطنين ، حيث أنه يعمل بصمت وهدوء ، بعيدا عن الترويج والتسويق الإعلامي إلى حد ما ، ومن المتوقع أن يكون أضخم حزب من حيث العدة والعدد كما ونوعا، وسيكون حزبا رياديا بامتياز ، ومفاجأ للشعب الأردني وللساحة الحزبية ، وقد أتيح لي أن أحضر أحد اللقاءات الإستقطابية، وما يميز هذا الحزب خلوه من عضوية ما يسمى الطبقة المخملية، ولذلك فإن القاسم المشترك بين غالبية أعضاء الحزب أنهم متساوون إلى حد ما في المكانة العلمية والإجتماعية، وقد ولد من رحم الطبقة المجتمعية المتوسطة، ولا يوجد لديه رأسماليين كي يسيطرون على قرار الحزب ، وتوجهاته، ولذلك باعتقادي أن هذا الحزب سوف يحقق نجاحا اجتماعيا إذا سار على هذا النهج الإقتصادي الذي يسعى لتنفيذه والتزم به، لأنه وضع يده على جرح المواطن الأردني ، وشخص حالته بدقه وحرفيه، وهذا الحزب هو حزب نماء ، ذو الصبغة والتوجه الإقتصادي ، ولديه طاقم إقتصادي وأكاديمي متخصص واسع العدد ، والأيام كفيلة بكشف مدى قدرته على تحقيق برامجه الإقتصادية والتي هي عصب الدولة ، ونجاحها كفيل لإنجاح المنظومات الأخرى السياسية والإدارية ، ونحن في الإنتظار، وأن غدا لناظره لقريب، وللحديث بقية .