خال من الكوليسترول
مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/25 الساعة 02:38
أرسل لي ناصر جودة دعوة على الغداء أمس، أين ناصر؟..كان له صولات وجولات ولكنه اختفى للأسف، وقد علمت أنه يعاني من الكوليسترول مثلي...ذات مرة كتبت عنه: (ناصر عالي الجودة خال من الكوليسترول)..يبدو أني حسدت الرجل.
أتذكره عندما كان مديرا للتلفزيون الأردني، كان يأتي في الساعة السادسة صباحا...ويغادر في السادسة مساء، وهو الوحيد الذي لا تحتاج لموعد منه...وكل ضيف يأتيه كان يصطحبه لكافتيريا التلفاز، من مميزاته أنه يحب (الغماس)...ثم حين أصبح وزيرا للإعلام، تغيرت المواعيد صار يأتي بعد صلاة الفجر..ويغادر مع المغرب.هو الوزير الوحيد الذي لم يرفع قضية على صحفي، ولم يذهب للمحكمة..ولم ينتج خصومة مع أحد، ولم يعبس....أبدا، ينطبق عليه قول الشاعر: ما أكثر الأصحاب حين تعدهم....بصراحة هذا الرجل من أفضل الناس الذين تفهموا وعورة المهنة وتعبها، ومن أكثر الناس الذين حاولوا رأب الصدع بين الحكومات والصحف...وهو أكثر من تناول المناسف في زمن المسؤولية، تريثوا أنا لا أقصد أن الرجل كان شرها في الطعام...كلا، لكنه كان يلبي دعوات الناس كلها..ولم ينظر للألقاب ولا لمستواهم المعيشي..وظل على بساطته وسجيته.كبر ناصر كثيرا، شاهدته في الكرك قبل فترة....وأنا بصراحة أحن لزمنه، كان هو من يتوسط لدى الوزراء من أجل حل القضايا العالقة، وهو من يصر على إسقاط أي قضية ترفع على صحفي...يسجل له أيضا أنه انحاز للناس أكثر من انحيازه للقوانين، كان يؤمن بحرية الصحافة...ولم يقم بمعاتبة أحد على مقال هنا أو هجوم هناك.يسألني أحدهم قبل كتابة المقال..لماذا اخترت ناصر جودة للكتابة عنه هذا اليوم، سأخبركم..الرجل خرج من المسؤولية لم يعد وزيرا ولا صاحب سلطة..لكن يسجل له عن دون معظم المسؤولين، أنك إذا أعطيته مفتاح سيارة وطلبت منه أن يذهب إلى عنجرة..فسيعرف الطريق، وإذا طلبت منه الذهاب إلى حي الونانات في ماركا..فسيدلك على الطرق المختصرة للوصول..ناصر عرف الاردن حين شكل تحالفاته في السلطة..مع الفقراء والعسكر ومع البسطاء...وحين أغلق الباب في وجه بعض الانتهازيين.لا تغتروا بزرقة عيونه، ووسامته..فهو من مجتمع (الرعيان) سلوكا ومسارا وشيبا....أنا لا أشخصن مقالي وليس مطلوبا مني أن أكتب عن الرجل، ولكنك أحيانا تجبر على استحضار الزمن الذي عشته وسرت دروبه ومنعطفاته، تجبر على استحضار الأشخاص الذين سندوك.أنا لا أشخصن ولكني انحاز.... لرجل انحاز لي ولقلمي ولجنوني...ترى هل ما زال (عالي الجودة) خاليا من الكوليسترول؟...لا أظن ذلك.
أتذكره عندما كان مديرا للتلفزيون الأردني، كان يأتي في الساعة السادسة صباحا...ويغادر في السادسة مساء، وهو الوحيد الذي لا تحتاج لموعد منه...وكل ضيف يأتيه كان يصطحبه لكافتيريا التلفاز، من مميزاته أنه يحب (الغماس)...ثم حين أصبح وزيرا للإعلام، تغيرت المواعيد صار يأتي بعد صلاة الفجر..ويغادر مع المغرب.هو الوزير الوحيد الذي لم يرفع قضية على صحفي، ولم يذهب للمحكمة..ولم ينتج خصومة مع أحد، ولم يعبس....أبدا، ينطبق عليه قول الشاعر: ما أكثر الأصحاب حين تعدهم....بصراحة هذا الرجل من أفضل الناس الذين تفهموا وعورة المهنة وتعبها، ومن أكثر الناس الذين حاولوا رأب الصدع بين الحكومات والصحف...وهو أكثر من تناول المناسف في زمن المسؤولية، تريثوا أنا لا أقصد أن الرجل كان شرها في الطعام...كلا، لكنه كان يلبي دعوات الناس كلها..ولم ينظر للألقاب ولا لمستواهم المعيشي..وظل على بساطته وسجيته.كبر ناصر كثيرا، شاهدته في الكرك قبل فترة....وأنا بصراحة أحن لزمنه، كان هو من يتوسط لدى الوزراء من أجل حل القضايا العالقة، وهو من يصر على إسقاط أي قضية ترفع على صحفي...يسجل له أيضا أنه انحاز للناس أكثر من انحيازه للقوانين، كان يؤمن بحرية الصحافة...ولم يقم بمعاتبة أحد على مقال هنا أو هجوم هناك.يسألني أحدهم قبل كتابة المقال..لماذا اخترت ناصر جودة للكتابة عنه هذا اليوم، سأخبركم..الرجل خرج من المسؤولية لم يعد وزيرا ولا صاحب سلطة..لكن يسجل له عن دون معظم المسؤولين، أنك إذا أعطيته مفتاح سيارة وطلبت منه أن يذهب إلى عنجرة..فسيعرف الطريق، وإذا طلبت منه الذهاب إلى حي الونانات في ماركا..فسيدلك على الطرق المختصرة للوصول..ناصر عرف الاردن حين شكل تحالفاته في السلطة..مع الفقراء والعسكر ومع البسطاء...وحين أغلق الباب في وجه بعض الانتهازيين.لا تغتروا بزرقة عيونه، ووسامته..فهو من مجتمع (الرعيان) سلوكا ومسارا وشيبا....أنا لا أشخصن مقالي وليس مطلوبا مني أن أكتب عن الرجل، ولكنك أحيانا تجبر على استحضار الزمن الذي عشته وسرت دروبه ومنعطفاته، تجبر على استحضار الأشخاص الذين سندوك.أنا لا أشخصن ولكني انحاز.... لرجل انحاز لي ولقلمي ولجنوني...ترى هل ما زال (عالي الجودة) خاليا من الكوليسترول؟...لا أظن ذلك.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/25 الساعة 02:38