الإرهاب ومغاربة المهجر: حقائق موضوعية لا بد من كشفها
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/27 الساعة 17:12
بقلم الدكتور غسان مدحت الخيري
في تدليس واضح للحقائق، وعلى إثر الأحداث الإرهابية الأخيرة التي وقعت في مدن اسبانية وتورط فيها أشخاص من ذوي أصول مغربية، يحاول بعض النشطاء الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية، خصوصا الأجنبية، لفكرة ارتباط الإرهاب بالمغاربة وإلصاق تهمة تصديرهذه الآفة نحو أوروبا، بل ذهب البعض إلى ارتكاب أفعال مشينة من قبيل تلويث جدران تمثيليات مغربية بدول أجنبية بألوان الدم، في إشارة إلى ارتباط الهوية المغربية بالعنف والتطرف، في حين يطالب البعض الآخر بالتضييق على المهاجرين المغاربة المقيمين بالديار الاسبانية، بحجة أنهم يشكلون خطرا على المجتمع وتهديدا لسلامة وأمن واستقرار المواطنين.
الحقيقة الأولى أن الأمر يتعلق بمؤامرة تحريضية من طرف خصوم المغرب هدفها التغطية على الوقائع الموضوعية لإلباس المملكة جريمة الإرهاب دون أي تمحيص في طبيعة وهوية المنفذين الذين لا تربطهم بالمملكة المغربية سوى الجنسية، بل في بعض الأحيان تكون صلة الربط مقتصرة على أصل الوالدين أو احدهما، بينما تبقى النشأة و التربية و التكوين، مسؤولية البلد الذي شب و ترعرع فيه هؤلاء المجرمون. وحتى زيارات هؤلاء الإرهابيين لبلدهم الأصلي تبقى جد محدودة في الزمن، إن لم نقل منعدمة في بعض الحالات، بل أن معظمهم من المنحرفين و المدمنين على المخدرات، ساهمت ظروف التهميش والنظرة الدونية في دول إقاماتهم في مواصلتهم للانحراف، ما جعلهم لقمة سهلة للمتطرفين، الذين استغلوا غياب القيم لديهم، و عقيدتهم المتزعزة من أجل إعادة بلورة دين جديد في انفسهم، و شحنهم ضد مجتمع أهملهم منذ أن كانوا صغارا.
الحقيقة الثانية التي يعرفها الجميع وهي أن المغرب ظل دوما شعبا ومملكة أرضا للتسامح والتعايش بين المغربي و الاسباني و الإفريقي في سلام، و حيث لكل فرد حرية الانتماء الديني و السياسي . وحتى لو سلمنا جدلا بالزعم الذي ذهب إليه بعض المتحاملين والمتربصين بأن المغرب يعد مصدرا للارهاب ، فهل يعقل أن نتحدث عن نقل العدوى ونحن نلاحظ ونسجل بافتخار أن الوباء لم يمس حامله أصلا فالبأحرى أن ينقله ؟ و ماذا عن آلالاف الأوروبيين الذين يعيشون في امن و سلام بين ظهران المغاربة، دون ان يمسهم سوء، بل أن المغرب يعتبر الوجهة المفضلة لدى المتقاعدين الفرنسسين، الباحثين عن الاستقرار بعيدا عن الضوضاء و الثلوث، هذا دون التطرق الى المجهودات التي يقوم بها المغرب في مجال محاربة الإرهاب و مساهمتها في أمن العديد من الدول عبر مختلف أرجاء العالم.
الحقيقة الثالثة التي يجب استيعابها هو ان الدول الغربية مطالبة اليوم، في إطار مساعيها لمكافحة فيروس الإرهاب، بإيلاء أهمية قصوى للمهاجرين المنحدرين من دول المغرب العربي، عبر مواكبة الأجيال الناشئة، ووضع استراتيجية لإدماجهم داخل مجتمعاتهم الحاضنة تقيهم خطر التحول إلى وسائل بشرية طيِّعة في يد منظمات إرهابية تستغل ضعفهم واضطراباتهم النفسية لتحقيق أهدافها و أجنداتها الخاصة، و تجعلهم على دراية كافية بقيم الدين الاسلامي، تماما كما حدث بالنسبة للمغرب، عندما وضع استراتيجية ومقاربة شمولية ( أمنية ودينية واجتمعاعية واقتصادية وحقوقية ) في التعامل مع الظاهرة الإرهابية .
الحقيقة الرابعة وهي أن الظاهرة الإرهابية هي ظاهرة عالمية وعابرة للحدود لا عقيدة ولا جنسية ولا أصل لها ، كما يستحيل حصر مسبباتها وأبعادها، والمغرب كغيره من بلدان العالم يواجه هذا التحدي الكبير والمشترك./.
في تدليس واضح للحقائق، وعلى إثر الأحداث الإرهابية الأخيرة التي وقعت في مدن اسبانية وتورط فيها أشخاص من ذوي أصول مغربية، يحاول بعض النشطاء الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية، خصوصا الأجنبية، لفكرة ارتباط الإرهاب بالمغاربة وإلصاق تهمة تصديرهذه الآفة نحو أوروبا، بل ذهب البعض إلى ارتكاب أفعال مشينة من قبيل تلويث جدران تمثيليات مغربية بدول أجنبية بألوان الدم، في إشارة إلى ارتباط الهوية المغربية بالعنف والتطرف، في حين يطالب البعض الآخر بالتضييق على المهاجرين المغاربة المقيمين بالديار الاسبانية، بحجة أنهم يشكلون خطرا على المجتمع وتهديدا لسلامة وأمن واستقرار المواطنين.
الحقيقة الأولى أن الأمر يتعلق بمؤامرة تحريضية من طرف خصوم المغرب هدفها التغطية على الوقائع الموضوعية لإلباس المملكة جريمة الإرهاب دون أي تمحيص في طبيعة وهوية المنفذين الذين لا تربطهم بالمملكة المغربية سوى الجنسية، بل في بعض الأحيان تكون صلة الربط مقتصرة على أصل الوالدين أو احدهما، بينما تبقى النشأة و التربية و التكوين، مسؤولية البلد الذي شب و ترعرع فيه هؤلاء المجرمون. وحتى زيارات هؤلاء الإرهابيين لبلدهم الأصلي تبقى جد محدودة في الزمن، إن لم نقل منعدمة في بعض الحالات، بل أن معظمهم من المنحرفين و المدمنين على المخدرات، ساهمت ظروف التهميش والنظرة الدونية في دول إقاماتهم في مواصلتهم للانحراف، ما جعلهم لقمة سهلة للمتطرفين، الذين استغلوا غياب القيم لديهم، و عقيدتهم المتزعزة من أجل إعادة بلورة دين جديد في انفسهم، و شحنهم ضد مجتمع أهملهم منذ أن كانوا صغارا.
الحقيقة الثانية التي يعرفها الجميع وهي أن المغرب ظل دوما شعبا ومملكة أرضا للتسامح والتعايش بين المغربي و الاسباني و الإفريقي في سلام، و حيث لكل فرد حرية الانتماء الديني و السياسي . وحتى لو سلمنا جدلا بالزعم الذي ذهب إليه بعض المتحاملين والمتربصين بأن المغرب يعد مصدرا للارهاب ، فهل يعقل أن نتحدث عن نقل العدوى ونحن نلاحظ ونسجل بافتخار أن الوباء لم يمس حامله أصلا فالبأحرى أن ينقله ؟ و ماذا عن آلالاف الأوروبيين الذين يعيشون في امن و سلام بين ظهران المغاربة، دون ان يمسهم سوء، بل أن المغرب يعتبر الوجهة المفضلة لدى المتقاعدين الفرنسسين، الباحثين عن الاستقرار بعيدا عن الضوضاء و الثلوث، هذا دون التطرق الى المجهودات التي يقوم بها المغرب في مجال محاربة الإرهاب و مساهمتها في أمن العديد من الدول عبر مختلف أرجاء العالم.
الحقيقة الثالثة التي يجب استيعابها هو ان الدول الغربية مطالبة اليوم، في إطار مساعيها لمكافحة فيروس الإرهاب، بإيلاء أهمية قصوى للمهاجرين المنحدرين من دول المغرب العربي، عبر مواكبة الأجيال الناشئة، ووضع استراتيجية لإدماجهم داخل مجتمعاتهم الحاضنة تقيهم خطر التحول إلى وسائل بشرية طيِّعة في يد منظمات إرهابية تستغل ضعفهم واضطراباتهم النفسية لتحقيق أهدافها و أجنداتها الخاصة، و تجعلهم على دراية كافية بقيم الدين الاسلامي، تماما كما حدث بالنسبة للمغرب، عندما وضع استراتيجية ومقاربة شمولية ( أمنية ودينية واجتمعاعية واقتصادية وحقوقية ) في التعامل مع الظاهرة الإرهابية .
الحقيقة الرابعة وهي أن الظاهرة الإرهابية هي ظاهرة عالمية وعابرة للحدود لا عقيدة ولا جنسية ولا أصل لها ، كما يستحيل حصر مسبباتها وأبعادها، والمغرب كغيره من بلدان العالم يواجه هذا التحدي الكبير والمشترك./.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/27 الساعة 17:12