ماء زمزم.. سيدة الحياة أنقى مياه الأرض!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/27 الساعة 02:23
مدار الساعة - منذ آلاف السنين والماء يفيض من بئر زمزم في مكة المكرمة بالقرب من الكعبة المشرفة.. دون أن يجف أو حتى ينقص من كميته رغم أنّ عشرات الملايين من الناس يستخدمونه. هناك سر غامض في منبع بئر زمزم الأساسي حيّر علماء الجيولوجيا برمتهم, بل ربما يستحيل كشف أسراره في أيامنا الحاضرة!!. وكل ماء يصل الى هذا النبع يكتسب نفس خواص ماء زمزم في نقاوته وطهارته.. هذا ما أكدّه خبراء وعلماء الجيولوجيا الذين أشرفوا على دراسة أسراره العظيمة. وكانت المفاجأة التي اذهلت العلماء أثناء قيام المهندسين بتوسعة المسجد الحرام, وتجلت بمشاهدتهم غزارة المياه وهي تفور وتمور وكأنها أمواج بحر عاتية, مما حال بينهم وبين وضع الأساسات لجزء من الحرم المكي المراد توسعته, مما دفعهم الأمر الى شفط المياه بالمضخات كي يتمكنوا من وضع تلك الأساسات. أقدس آبار المياه انّ بئر زمزم هو أقدس آبار المياه في العالم, وليس هناك شراب على وجه الأرض يفوق مكانة ماء زمزم الذي يمتاز بطعم فريد له قدسيته المميزة, ذلك أنه مستمد من أحد انهار الجنة, وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له, فان شربه على نية الشفاء يشفي شاربه باذن الله, شريطة ان تكون النية صادقة, فهو للخائف أمان, وللمريض شفاء, وللجائع طعمة, وللعطشان إرتواء. ولقد أكدت الأبحاث العلمية أن ماء زمزم خال تمام من أية ميكروبات أو جراثيم, فهو نقي طاهر ليس فيه أدنى تلوث, والحمد لله والمنّة له رب العالمين. أما عن عمق البئر هو حوالي 30 مترا ويضخّ 20 ألف لتر بالدقيقة الواحدة, والمصدر الرئيسي لمياه زمزم هو الجبال المحيطة بمكة المكرمة, وهو يجري من تحت الحجر الأسود, وهو نبع لا ينقطع ماؤه أبداً الى يوم القيامة!!. وبهذا الماء الطاهر المبارك المقدس ماء زمزم كان جبريل عليه السلام قد غسّل وبيديه الطاهرتين قلب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات, وقام بذلك تمهيدا لبعثته عليه الصلاة والسلام, وتمهيدا لمعراجه للسماء صلى الله عليه وسلم. قصة البئر الخالد! وقيل ان أنّ جبريل عليه السلام حفره بجناحه, والملائكة عليهم السلام أجروا مياهه من أحد انهار الجنة غياثاً للسيدة هاجر وابنها اسماعيل عليه السلام , وسقياً لضيوف الرحمن.. من بعدهما ليكون آية خالدة للناس على مر العصور والدهور والأزمان. وبوحيٍ من الله جاء سيدنا ابراهيم ومعه زوجته هاجر ومعهما طفلهما الرضيع اسماعيل الى هذا المكان (بجانب البيت الحرام – الكعبة التي لم تكن بعد ظاهرة للعيان فأساساتها مطمورة تحت الرمل والتراب , التي رفع قواعدها فيما بعد هو وابنه اسماعيل عندما عاد وكبر ابنه). والقصة مع سيدنا ابراهيم بدأت عندما ترك زوجته هاجر وابنه اسماعيل في هذا المكان المقفر!!! ووضع عندهما جراباً فيه تمر, وسقاءً فيه ماء, ثم أدار ابراهيم ظهره منطلقا من حيث جاء!. فتبعته أم اسماعيل فقالت: يا ابراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه لا أنيس ولا شيء!؟ قالت له ذلك مرارا , وعندما لم يلتفت اليها أدركت الأمر وقالت له: أيكون الله قد أمرك بهذا!؟ فأجاب عليه السلام : نعم. عندها وبقلب المؤمنة الصابرة قالت: إذن لن يضيّعنا, ثم رجعت, فانطلق ابراهيم حتى اذا كان عند الثنيّة حيث لا يرونه, استقبل بوجهه البيت الحرام, ثم دعا بهذه الدعوات ورفع يديه عليه السلام: ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ). وجعلت هاجر ترضع ابنها وتشرب من ذلك الماء الذي تركه لهما ابراهيم عليه السلام, حتى اذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها, وجعلت تنظر الى وليدها وهو يتلوّى من شدة العطش, فما كان منها إلا أن انطلقت تبحث , فوجدت الصفا كأقرب جبل اليها, فقامت عليه ثمّ استقبلت الوادي تنظر علها ترى أحداً , فلم تعثر على أحد, فهبطت من الصفا حتى اذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها, ثمّ سعت سعي الانسان المجهود حتى جاوزت الوادي, ثم أتت المروة, فقامت عليها فنظرت لعلها ترى أحداً, فلم تعثر, ففعلت ذلك سبع مرات. وحول ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: فلذلك سعى الناس بينهما, فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت: صه!, فاذا بالملك عند موضع زمزم, فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء, فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا, وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعدما تغرف. فشربت وأرضعت ولدها, فقال لها الملك: لا تخافي الضيعة, فانّ هنا بيتاً لله يبنيه هذا الغلام وأبوه, وانّ الله لا يضيّع أهله. وبعد ذلك مرّت بالقرب من هذا الوادي مجموعة من قبيلة جرهم , فنزلوا في أسفل مكة, فرأوا طائرا عائفا, فقالوا: انّ هذا الطائر ليدور على ماء, لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء. فأرسلوا رجلين او ثلاثة , فاذا هم بالماء, فرجعوا فأخبروهم بالماء, فاقبلوا, وأم اسماعيل عند الماء, فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم, واستأنست بهم , فنزلوا وأرسلوا الى أهليهم فنزلوا معهم.. حتى صار في المكان أبيات منهم, وشبّ الغلام اسماعيل وتعلم العربية منهم, وأعجبهم حين شبّ و زوّجوه امرأة منهم. ماء زمزم فيه شفاء بئر زمزم..إنها قصة ماء يروي معجزة ربانية لسيدنا إسماعيل وأمه هاجر المصرية عليهما السلام.. ماء يدهش العلماء المسلمين وغير المسلمين لما فيه من شفاء وقضاء لحاجات من يشربه بنيتهِ. ويؤكد صدق حديث النبي (ماء زمزم لما شرب له) ومنذ بُني البيت الحرام وطاف الطائفون وماء زمزم يتفجر عيونا تتحدي أراجيف الحاقدين الذين يبشرون بنضوب أو قرب نضوب بئر زمزم.. بل ويقف ماء زمزم شامخا يسقط كل استنتاج بأنه ملوث ولا يصلح للشرب. ويقول المهندس السعودي يحيي كوشك أستاذ هندسة البيئة: شكلت فريقا علميا عام 1979 م برئاستي وأجرينا تجارب جيولوجية دقيقة جدا بأفضل التقنيات العالمية وتوصلنا إلي المصدر الرئيسي لزمزم.. وهو عبارة عن فتحة تحت الحجر الأسود مباشرة طولها 45سم وارتفاعها 30سم ومنها يتدفق القدر الأكبر من المياه.. أما المصدر الثاني فمن فتحة كبيرة باتجاه المكبرية المشرفة التي يرفع منها المؤذن الأذان بطول 70 سم , والفتحة مقسومة من الداخل إلي فتحتين بارتفاع 30سم.. كما وجدنا فتحات صغيرة بين أحجار البناء في البئر تخرج منها المياه.. خمس منها بين الفتحتين الأساسيتين وقدرها متر واحد.. كما توجد 21 فتحة أخري تبدأ من جوار الأساسية الأولي وباتجاه جبل أبي قبيس جبل الكعبة من الصفا والأخري من اتجاه المروة. شكوك و أكاذيب الحاقدين! وبنفس منهج الاستشراق الذي يقوم بالتشكيك في كل ماهو إسلامي مقدس في قلوب المؤمنين.. تعرضت زمزم لهجمتين شرستين من التشكيك ففي عام 1971 أرسل أحد الأطباء خطابا إلي دار أوروبية مضمونه أن ماء زمزم لايصلح للشرب!! وقد بني افتراضه علي أساس أن الكعبة مكان ضحل وتحت مستوي البحر.. وأن البئر تقع في مركز مكة وكل هذه الظروف تعني أن مياه الصرف المتجمعة من المدينة كلها تصرف من خلال البالوعات في بئر واحدة تجمعها كلها , وربما تكون زمزم هي هذه البئر المجمعة!!.. وفي ذلك الزمن استشاط الملك فيصل رحمه الله غضبا وطلب استقدام أعظم الباحثين بمعاملهم إلي مكة, بعد فتوي العلماء بجواز دخولهم مكة لضرورة علمية دينية.. واستعانوا بمسلم شاب في عملية الفحص عن مصادر الماء وكانت عملية صعبة حيرت الباحثين.. فقاموا بشفط الماء بمضخات كبيرة أملاً في تجفيف البئر وتحديد المصادر.. وبعد معاناة في البحث صرخ أحد الباحثين : انظروا الرمال تتراقص والماء يتفجر من تحت الرمال وسأل كبير الباحثين عن خريطة الآبار المحيطة بمكة فأخبروه بأنها كلها جافة تقريبا.. فوضع أحد الباحثين افتراضا جديدا.. ربما تكون البئر مرتبطة داخليا بماء البحر الأحمر.. فرد عليه صديقه الإنجليزي: أستبعد افتراضك.. فالآبار حول مكة وهي الأقرب إلي البحر جافة كما أن المسافة نحو 75كم لذا لا أجزم بصحة افتراضك. الطاقة الكهرومغناطيسية! وبدأت عمليات التحليل المعملية وفحص المياه بدقة متناهية وجاءت النتائج تسر الملك والمسلمين.. ماء زمزم أنقي مياه الأرض وبه أعلي نسبة أملاح الكالسيوم والمغنسيوم وهي أملاح منعشة بالفعل كما يحتوي ماء زمزم علي فلوريدات مضادة للجراثيم عالية المفعول لذا لاتنمو الطحالب أو الجراثيم في بئر زمزم. وتكررت مأساة التشكيك في ماء زمزم مرة ثانية في العام 2011م وأذاعت BBC تحقيقا سريا عن بيع محال تجارية في لندن مياهاً على أنها من زمزم ملوثة بالبكتيريا والزرنيخ.. ففزع الملك عبد الله بن عبدالعزيز وأمر بسرعة التحقيق وتبين أنها مياه منقولة , قام بتعبئتها بعض العمال الآسيويين وبيعها علي أنها ماء زمزم!! وهي مخلوطة فضلا عن تلوثها في عبوات غير صالحة وطرق غير علمية وغير صحية بالمرة.. وأمر الملك بإعادة تحليل ماء زمزم بدقة فجاءت النتائج متطابقة مع التحاليل الأوروبية السابقة.. الماء نقي ولا أثر للميكروبات والطحالب به ونسبة العناصر كالتالي: كالسيوم 891.. مغنسيوم 7.34.. كلورايد 533.. كبريتات 073 حديد 51٪.. منجنيز 51٪.. نحاس 21٪ وهي نسب بالمقاييس العالمية معجزة. ماء زمزم سيد الحياة ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: ماء زمزم سيد الحياة وأشرفها وأجلها قدرا وأحبها إلي النفوس وأغلاها ثمنا وأنفسها عند الناس , وقد جربت من الاستشفاء بها والحمد لله شفيت من عدة أمراض , وقد مرضت بمكة وحار الطبيب وعجز الدواء! فكنت أقرأ الفاتحة علي ماء زمزم ثلاث مرات وأشربها هكذا في كل مرة , فوجدت بذلك الشفاء التام , ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع , فأنتفع بزمزم غاية الانتفاع.. لذا فإن ماء زمزم للاستشفاء بشرط سلامة القلب والتوكل علي الله والثقة به سبحانه. ماء زمزم المقدس وفي سياق تغطية موسم الحج في إحدى السنوات السابقة استضاف تليفزيون دبي عالما ألمانيا متخصصا في الفيزياء الكيميائية اسمه براون كول.. تحدث عن أبحاثه علي ماء زمزم ونتائجها المبهرة ولماذا هي تحقق الشفاء والسعادة وتبعث علي الحب.. يقول براون: أنا مسيحي بروتستانتي وهذا لايمنع من عمل أبحاث علمية علي ماء زمزم.. لقد توصلت إلي حقيقة علمية أن مكونات ماء زمزم الفيزيائية والكيميائية فضلا عن الطاقة الروحية بها تؤثر إيجابيا علي الخلايا.. وقمت بتصوير الخلايا قبل وبعد شرب ماء زمزم فوجدت أن المجال الكهرومغناطيسي حول الخلايا بعد الشرب أكبر وأوسع وأوضح مما يعني أن مجال الطاقة حول الخلايا والأنسجة يعطي طاقة إيجابية ورد فعل إيجابيا في الجسد, فيشعر بالانتعاش والقوة والصحة وأيضا علي الحب والسعادة، إنه مثل الإبتسامة الصافية..فلو ضربك شخص ما فلن تبتسم.. هذا بالضبط ما يفعله الجسد على مستوي الطاقة التي يحدثها ماء زمزم. ويقول مستر براون: لمدة (21) عاما وأنا أجري أبحاثا كل عام أو عامين علي زمزم.. والنتائج لاتتغير.. إنها ثابتة.. لقد كانت فرحتي رائعة وأنا أدرس ماء زمزم وغمرتني سعادة كبيرة عندما شربته لأول مرة وأعتقد أن المسلم إن استطاع أن يشرب منه كل يوم ستكون صحته أفضل جدا من أي دواء آخر. وقال براون : لقد قابلت عالما يابانيا في أحد المؤتمرات الدولية يعمل في نفس التخصص وسألته: ما رأيك في ماء زمزم المقدس؟!. فقال لي : معجزة سماوية.. إنه يؤثر في مشاعر الحب والنشاط وهو أقوي ألف مرة من المياه العادية مهما كانت نقاوتها وطهارتها.. إن مياه زمزم لاتترك آثارا سلبية بالمرة.. ولو قورنت بأي مياه عادية من أنقي مصادر المياه في العالم فستشعر أن هذه المياه بالمقارنة بزمزم.. كارثة. وأخيرا.. لم يثبت عن رسول الله دعاء معين قبل أو بعد شرب زمزم. لكن يروي ابن عباس أن رسول الله كان إذا شرب ماء زمزم قال: ( اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء ). زمزم في الشعر قال حذيفة بن بن كعب : وَسَاقِي الْحَجِيجِ ثُمّ لِلْخَيْرِهَاشِمُ وَعَبْدُ مَنَافٍ ذَلِـكَ السّيّـدُ الْفِهْـرِي طَوَى زَمْزَمَ عِنْدَ الْمَقَامِ فَأَصْبَحَـتْ سِقَايَتُهُ فَخْرًا عَلَى كُـلّ ذِي فَخْـرِ وقالت السيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهى تفخر بما خص الله تعالى به أباها عبد المطلب ابن هاشم من حفر زمزم ، وآثره به على غيره مع بيانها لبعض فضائل زمزم : نحن حفرنا للحجيج زمزما شفاء سقم وطعام مطعما ركضة جبريل ولما تعظما سقيا نبى الله فيما حرما ابن خليل ربنا المكرما وقال الميورقي في مدح زمزم : فليت لنـا مـن مـاء زمـزم شربـة تكون لنا أمناً لدى موقف الحشر فيـا حبـذا مـاء لمـا قــد شربـتـه كما صح في أخبار صدق بلا نكر ولابن رشيد البغدادي من قصيدة فيها أعمال المناسك قوله : وصلى بأركان المقام حجيجنا وفى زمزم مـاء طهـور وردنـاه وفيه الشفا ، فيه بلوغ مرادنا لما نحن ننويه إذا ما شربنـاه وقال الشيخ الشاعر برهان الدين القيراطي : واشربا من شراب زمزم كأساً دب منه السرور فـي الأعضـاء فهي حقاً طعـام طعـم لجـوع وبـهــا للسـقـيـم أي شــفــاء
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/27 الساعة 02:23