عصر الانثروبوسين .. العصر البشري الجيولوجي
مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/14 الساعة 12:20
-- هل سيتم فعلا الانتقال من عصر الحداثة الرباعي إلى عصر الجيولوجيا البشري.
هل بدأ فعلا عصر جيولوجي جديد سببه النشاط البشري؛ سؤال يفرضه الواقع حيث يجري الآن بين الأوساط العلمية وخصوصا الجيولوجية نقاش حاد على إطلاق اسم العصر الجيولوجي البشري على المرحلة الحالية.
يستند الباحثون على أدلة علمية دامغة أساسها ما أحدثه الإنسان من تغيرات جيولوجية ومناخية على الأرض من بعد الثورة الصناعية عام 1780 ميلادية وارتفاع تراكيز الغازات الدفيئة على الرغم أن معظم العلماء يجمعون أن بداية العصر الجديد هي اختراع القنبلة الذرية الهيدروجينية ويركزون على أن تراكيز العناصر المشعة في رسوبيات البحيرات المغلقة وخصوصا تراكيز عنصر البلوتونيوم.
ولا بد من التركيز على أن النموذج الذي يتهافت العلماء لدراسته هو بحيرة كروافورد Crawford الكندية والتي تسجل في رسوبياتها ومياها ظواهر توضح دور النشاط البشري على كوكب الأرض منذ عصر النفط وصناعة البلاستيك و تجارب القنابل النووية خلال القرن العشرين.
هذه البحيرة الصغيرة بمساحة كيلومتر مربع في اونتاريو بكندا تمثل نموذجا للقياس العلمي عالميا.
صحيح أن العصر الرباعي وخصوصا الحداثة (الهلوسين) قد بدأ قبل 11 الف و700 عام بعد انتهاء العصر الجليدي الخامس إلا أن الشواهد الحالية تؤكد أن حدا فاصلا جديد ظهر في تاريخ الأرض.
هناك محاولات لإضافة العصر البشري الجيولوجي منذ عام 1920 لاعتماد العصر الانثربوسيني الجديد إلا أن العالم الهولندي بول كروتزين الحاصل على نوبل عام 1995 يصر منذ 50 عام على الاعتماد الرسمي من الجهات المعنية لهذا العصر من تاريخ الأرض واعتماده ضمن المقياس الزمني للأرض اوما يعرف بالسلم أو العمود الجيولوجي.
ولعل هذه الدراسات قد دفعت البروفيسور احمد ملاعبة إلى تسجيل أدلة وشواهد تشبه ظواهر بحيرة كروافورد الكندية في أماكن عديدة منها واحة الازرق ومحمية الازرق المائية في الأردن والاهوار في العراق اهمها بقايا حرق الوقود الأحفوري والبلمرة: المتمثل في الحبات المجهرية لذرات الكربون الكروية ( Spherical Carbon Particles : SCP) وذلك ضمن مشروع اردني .. عراقي .. سويدي.
ولا تقتصر الأدلة على شواهد بحيرة كروافورد ولكن هناك أدلة عديدة في سجلها العلماء في الصين و اليابان واستراليا منها بقايا التفجير النووي كعنصر البلوتونيوم والرماد البركاني الناتج عن الانفجارات البركانية خلال القرون الثلاثة الأخيرة أهمها انفجار بركان كراكوتا في اندونيسيا الذي صدر 80 كيلومتر مكعب من الرماد البركاني الذي غطى الأرض لعدة أعوام في حينه وايضا قطع البلاستيك المجهرية المتجمعة في البحار والمحيطات.
ولعل الادلة الطبيعية الأخرى التي أثرت في حياة الإنسان والمسجلة في أرشيف الأرض الحديث مثل اجهادات الرسوبيات الحديثة للبحار من انحناءات وتكسرات وفوالق بسبب الزلازل الأخيرة براهين أخرى هامة.
وأخيرا هل تعلن اللجنة الدولية للطبقات الجيولوجية والإتحاد الدولى للعلوم الجيولوجية (IUGS) العصر الجديد رسميا ام أنها ستتعبره جزءا مميزا من عصر الهلوسين (الحداثة) كون أن بعض العلماء يعتبر ان النشاط الإنساني قد بدأ فعلا تأثيره منذ 12 ألف عام من خلال الزراعة وتدجين الحيوانات و الأنشطة الاخرى.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/14 الساعة 12:20