سيكا.. لاعب رئيس في تعزيز التعاون وبناء الثقة في اسيا
في الوقت الذي تسعى فيه الدول في مختلف انحاء العالم الى التكتل والتحالف من اجل مصالحها يشكل مؤتمر التفاعل واجراءات بناء الثقة في اسيا (سيكا) احد اهم المبادرات الدولية الرائدة لبناء جسور التعاون وتعزيز الامن والسلام.
واصبحت سيكا التي تعد منتدى للحوار والتشاور بشأن قضايا الأمن الإقليمي في آسيا، لاعباً رئيساً وفاعلاً في تعزيز التعاون من خلال إجراءات بناء الثقة متعددة الأطراف من أجل الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في آسيا.
وكانت فكرة تنظيم المؤتمر جاءت بمبادرة طرحها ولأول مرة الرئيس المؤسس لكازاخستان نور سلطان نزارباييف في 5 أكتوبر عام 1992 خلال الدورة الـ47 للجمعية العامة للأمم المتحدة ومن ثم بدأت سيكا نشاطها رسميا في مارس عام 1993 .
وفي خطوة حظيت بالتقدير والدعم نظرا لاهميتها فقد دعا الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف خلال قمة الاستانا اخيرا إلى تحويل مؤتمر التفاعل وإجراءت بناء الثقة في آسيا إلى “منصة عمل دائمة” لتنشيط التعاون بين الدول الأعضاء، معتبرا أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن وعصر آسيا، مؤكداً أن “هذا الموضوع أضحى حقيقة وواقعاً ملموساً حيث أصدر المجتمعون في بيانهم الختامي قراراً ببدء عملية تحول “سيكا” تدريجياً من صفة مجلس لتصبح منظمة دولية كاملة، كما أيدت جميع الدول الأعضاء تجديد رئاسة كازاخستان حتى عام 2024، .
ويجدر بالذكر ان "سيكا" تضم 27 دولة كأعضاء دائمين وهي: أفغانستان، وأذربيجان، والبحرين، وبنغلاديش، وكمبوديا، والصين، ومصر، والهند، وإيران، والعراق، وإسرائيل، والأردن، وكازاخستان، وجمهورية كوريا، وقيرغيزستان، ومنغوليا، وباكستان، وفلسطين، وقطر، وروسيا، وطاجيكستان، وتايلاند، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، وأوزبكستان، وفيتنام، وسريلانكا.
و13 مراقبا (دولة سيادية أو منظمة دولية) وهي: بيلاروس، وإندونيسيا، واليابان، ولاوس، وماليزيا، والفلبين، وأوكرانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومنظمة الهجرة الدولية ، والجامعة العربية، والجمعية البرلمانية للدول الناطقة باللغة التركية.
وتشكل الدول الاعضاء في السيكا ما يقرب من 90 % من حجم ومساحة أراضي آسيا وعدد سكانها، إذ تغطي معظم المناطق الجغرافية، كآسيا الوسطى وشمال شرق آسيا وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وغرب آسيا، ولا توجد منظمة آسيوية أخرى تمثل آسيا على نطاق واسع مثل هذا المنتدى.
وتعقد سيكا اجتماعاتها على ثلاثة مستويات هي إجتماعات رؤساء الدول والحكومات، واجتماع وزراء الخارجية، واجتماعات لجان كبار المسؤولين، حيث تعقد قمة الرؤساء كل أربع سنوات، فيما يعقد اجتماع وزراء الخارجية كل سنتين، وتتولى الدولة التي تنظم إجتماعات القمة الرؤساء والاجتماع الوزراي منصب الرئاسة، وقد تولت كل من كازاخستان وتركيا والصين وطاجيكستان رئاسة المنتدى حتى الان ولها دور فاعل في مواجهة وايجاد حلول لقضايا وتحديات هامة ومواجهة الارهاب والتطرف وتعزيز المساواة وحوارات الحضارات والثقافات وتشجيع التبادل والتواصل بين الشعوب واحترام التعددية واحترام سيادة واستقلال وسلامة أراضي كل دولة عضو، وإحترام النظام السياسي ومسار التنمية الذي تختاره الدول، ونبذ المواجهة والتحالفات، وحل الخلافات بالوسائل السلمية، كما يرفض التعامل في عقلية الحرب الباردة، وأسلوب التحالفات العسكرية، لصالح تعزيز إجراءات بناء الثقة والتعاون والحوار والمشاركة بين الدول وتلتزم بمواثيق ومبادى الامم المتحدة والقوانين والاعراف الدولية .
الاردن يحظى بعلاقات متميزة مع كازاخستان وفي علاقاته مع السيكا ودوره الفاعل فيها حيث اشاد المدير التنفيذي لسيكا السفير خيرات سيراباي خلال زيارته للاردن مؤخرا بدور الأردن الفاعل في المؤتمر في ظل ما يحظى به من علاقات واحترام لدى الدول الأعضاء، وقال إن هناك علاقات سياسية متميزة بين الأردن وكازاخستان على مستوى القادة، ما يسهل دور الأردن في دعم أولويات كازاخستان وأهدافها في رئاستها للمؤتمر،.
.