حزب الأرجيلة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/13 الساعة 01:25
أكبر حزب في الأردن الان, هو حزب الأرجيلة... والسبب يعود إلى أنك من الصعب أن تنقلب على هذه الأداة التي تمنحك الكيف, وثانيا الأرجيلة تحقق أرباحا في الأردن أكثر من أرباح السيارات ومصانع الخزف والسجاد.. وأكثر من أي مشروع آخر.
المنخرطون في حزب الأرجيلة في الأردن يقدرون بالملايين, وعلامة نجاح أي مطعم أو كوفي شوب في الأردن مرتبطة بتقديم الأرجيلة من عدمها, والذين يمارسون السحب والنفخ هم من جميع الفئات: شباب, كبار سن, نساء, طلاب, عمال...الخ.الأرجيلة إضافة لكونها حزبا, أنتجت اقتصادا خاصا في الأردن نستطيع تسميته (اقتصاد الأرجيلة).. وهذا الإقتصاد, تدخل فيه عملية الصناعة, ناهيك عن عمليات النقل.. بالإضافة إلى استيراد وتصدير المعسل, إضافة إلى قطاع الفحم.. وقطاع العاملين في مجال الأرجيلة ناهيك عن قطاع ما يسمى (بالبرابيش الصحية).. وهذا القطاع يدعوك للضحك, كيف تسمي البربيش صحيا؟ وكل المؤشرات الطبية تؤكد أن ضرر الأرجيلة يتجاوز ضرر السجائر بكثير.. للأسف حتى قطاع الصحة أدخلوه في الأرجيلة.الأخطر من كل ذلك أن الأرجيلة لا يوجد عليها ضريبة, هل تستطيع وزارة المالية مثلا أن تفرض ضريبة على كل رأس أرجيلة يقدم, هل تستطيع أن تحصي كم من رؤوس المعسل تستهلك في عمان يوميا؟لقد أنتجت الأرجيلة جيلا بليدا, مجرد مجموعات وأرتال من الشباب والصبايا يأتون إلى المقاهي فقط, لتدخينها.. والعبث بموبايلاتهم... والإرتماء على الكراسي, وتمضية ساعات طويلة في السحب والنفخ, ثم العودة لمنازلهم.. وفي اليوم التالي لا بد أن يراجع بعضهم أطباء الأجهزة التنفسية, ويلقون باللوم في النهاية على الفحم.. وعلى أن الماء كان قذرا.المقاهي الأصل أن تكون الغاية منها تمرين الذهن, بمعنى إنتاج حوارات بين الناس, التنفيس عن القلق... التباحث في العمل, الحديث في السياسة... ولكن ما أشاهده في المقاهي هو أن عملية تبديل الرأس وتزبيط الفحم والسحب ومن ثم النفخ تأخذ وقتا من الناس على حساب على هذه الأنشطة, وبالطبع تسبب الضرر..في الأردن وتاريخيا كان مقهى السنترال ومقهى الجامعة العربية يشكلان الملتقى الحقيقي لرجالات الأحزاب, ورؤساء الحكومات.. إضافة لشيوخ العشائر, من أجل التباحث في شؤون البلد والعالم العربي, لكن للأسف المقاهي في الأردن الان صارت تشكل ملتقيات للضرر والأمراض التنفسية, و«السطلان».. والأجيال البليدة.لهذا من الضروري لدولة تحاول أن تكون عصرية، وتحاول أن تقلل نفقات العلاج والتأمين الصحي.. وتحاول أن تنتج حوارات بين الشباب حول المستقبل والحياة الحزبية, بالضرورة أن تقوم بشطب حزب الأرجيلة.. بالضرورة أن تقوم بإلغاء هذا الأمر في المقاهي.. على الأقل من الناحية الأخلاقية والصحية, لأن ما يحدث من تهافت على هذه المادة أصبح بنظري مجرد إدمان, يفوق في حجمه... الكثير من القطاعات, ويشكل اقتصادا خاصا يسمى اقتصاد الضرر أو اقتصاد الأرجيلة.وإذا أصر البعض, لتقم وزارة المالية بإضافة دينار واحد على كل أرجيلة تقدم.. يذهب ريعه لصالح مركز الحسين للسرطان.عمان في المساء, صارت لحزب الأرجيلة فقط... والأرجيلة صارت أهم من المبادئ وأهم من القوانين, صارت أهم من المعرفة والثقافة... والمشكلة أن الأمر لم يعد مجرد تدخين فقط بل صار نضالا.. فالذين يقبضون على جمر (البرابيش) صاروا أكثر من الذين يقبضون على جمر المبادئ, والذين يشهقون بأنفاس المعسل صاروا أكثر من الذين يحملون النفس القومي في صدرورهم..وجملة (الفحم يا معلم).. صارت عند البعض أهم الشعارات.متى يا ترى سنصل الى يوم نقوم فيه بحظر أنشطة حزب الأرجيلة!
المنخرطون في حزب الأرجيلة في الأردن يقدرون بالملايين, وعلامة نجاح أي مطعم أو كوفي شوب في الأردن مرتبطة بتقديم الأرجيلة من عدمها, والذين يمارسون السحب والنفخ هم من جميع الفئات: شباب, كبار سن, نساء, طلاب, عمال...الخ.الأرجيلة إضافة لكونها حزبا, أنتجت اقتصادا خاصا في الأردن نستطيع تسميته (اقتصاد الأرجيلة).. وهذا الإقتصاد, تدخل فيه عملية الصناعة, ناهيك عن عمليات النقل.. بالإضافة إلى استيراد وتصدير المعسل, إضافة إلى قطاع الفحم.. وقطاع العاملين في مجال الأرجيلة ناهيك عن قطاع ما يسمى (بالبرابيش الصحية).. وهذا القطاع يدعوك للضحك, كيف تسمي البربيش صحيا؟ وكل المؤشرات الطبية تؤكد أن ضرر الأرجيلة يتجاوز ضرر السجائر بكثير.. للأسف حتى قطاع الصحة أدخلوه في الأرجيلة.الأخطر من كل ذلك أن الأرجيلة لا يوجد عليها ضريبة, هل تستطيع وزارة المالية مثلا أن تفرض ضريبة على كل رأس أرجيلة يقدم, هل تستطيع أن تحصي كم من رؤوس المعسل تستهلك في عمان يوميا؟لقد أنتجت الأرجيلة جيلا بليدا, مجرد مجموعات وأرتال من الشباب والصبايا يأتون إلى المقاهي فقط, لتدخينها.. والعبث بموبايلاتهم... والإرتماء على الكراسي, وتمضية ساعات طويلة في السحب والنفخ, ثم العودة لمنازلهم.. وفي اليوم التالي لا بد أن يراجع بعضهم أطباء الأجهزة التنفسية, ويلقون باللوم في النهاية على الفحم.. وعلى أن الماء كان قذرا.المقاهي الأصل أن تكون الغاية منها تمرين الذهن, بمعنى إنتاج حوارات بين الناس, التنفيس عن القلق... التباحث في العمل, الحديث في السياسة... ولكن ما أشاهده في المقاهي هو أن عملية تبديل الرأس وتزبيط الفحم والسحب ومن ثم النفخ تأخذ وقتا من الناس على حساب على هذه الأنشطة, وبالطبع تسبب الضرر..في الأردن وتاريخيا كان مقهى السنترال ومقهى الجامعة العربية يشكلان الملتقى الحقيقي لرجالات الأحزاب, ورؤساء الحكومات.. إضافة لشيوخ العشائر, من أجل التباحث في شؤون البلد والعالم العربي, لكن للأسف المقاهي في الأردن الان صارت تشكل ملتقيات للضرر والأمراض التنفسية, و«السطلان».. والأجيال البليدة.لهذا من الضروري لدولة تحاول أن تكون عصرية، وتحاول أن تقلل نفقات العلاج والتأمين الصحي.. وتحاول أن تنتج حوارات بين الشباب حول المستقبل والحياة الحزبية, بالضرورة أن تقوم بشطب حزب الأرجيلة.. بالضرورة أن تقوم بإلغاء هذا الأمر في المقاهي.. على الأقل من الناحية الأخلاقية والصحية, لأن ما يحدث من تهافت على هذه المادة أصبح بنظري مجرد إدمان, يفوق في حجمه... الكثير من القطاعات, ويشكل اقتصادا خاصا يسمى اقتصاد الضرر أو اقتصاد الأرجيلة.وإذا أصر البعض, لتقم وزارة المالية بإضافة دينار واحد على كل أرجيلة تقدم.. يذهب ريعه لصالح مركز الحسين للسرطان.عمان في المساء, صارت لحزب الأرجيلة فقط... والأرجيلة صارت أهم من المبادئ وأهم من القوانين, صارت أهم من المعرفة والثقافة... والمشكلة أن الأمر لم يعد مجرد تدخين فقط بل صار نضالا.. فالذين يقبضون على جمر (البرابيش) صاروا أكثر من الذين يقبضون على جمر المبادئ, والذين يشهقون بأنفاس المعسل صاروا أكثر من الذين يحملون النفس القومي في صدرورهم..وجملة (الفحم يا معلم).. صارت عند البعض أهم الشعارات.متى يا ترى سنصل الى يوم نقوم فيه بحظر أنشطة حزب الأرجيلة!
مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/13 الساعة 01:25