مع قيادات أمريكا المسيحيين ام مع قيادات الصين الكافرة الملحدة؟
مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/11 الساعة 14:05
قبل أن نحكم على أمر من أمور الدنيا وعلى الصداقة مع اي شعب من شعوب العالم التي خلقها الله من نفس واحده (نفس آدم عليه السلام). يجب أن نعود إلى ما يقوله الله في كتابه العزيز القرآن الكريم، خاتم الكتب السماوية، والذي نزل للناس كافة والذي يصلح لكل زمان ومكان. وذلك لأن التوراة نزلت على بنى إسرائيل خاصة والإنجيل نزل على أتباع نبينا عيسى عليه السلام النصارى خاصة.فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم عن شعوبه المختلفة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير (الحجرات: 13)). ففي هذه الآية يخاطب الله الناس جميعا وليس بني إسرائيل أو النصارى أو المسلمين او الكفار أو المشركين كل على حدا. إلا أن الله عندما إستخدم معيار العداوة للذين آمنوا بالله (من الرسالتين السابقتين والديانة الإسلامية) قال: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (المائدة: 82)). فصدق رب العالمين فإن ا ل ي ه و د سبقوا المشركين في الترتيب في شدة عداوتهم للمؤمنين، علما ان الله يغفر لمن يشاء من خلقه إلا الشرك به (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا، إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (النساء: 48 و 116)). وقد شكت من ا ل ي ه و د معظم شعوب دول العالم وما زالت تشكو منهم وستشكو منهم حتى قيام الساعة لتعاليهم عليهم وإستغلالهم لمقدراتهم وقدراتهم ... إلخ. فقد عاد أ ل ي ه و د الله وقتلوا الأنبياء والمرسلين وحرفوا التوراة ونقضوا العهود والمواثيق ونشروا الفساد في الأرض. فغضب الله عليهم وشتتهم في جميع بقاع الأرض كما اعلمنا (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (الإسراء: 104))، وسوف يجمعهم في فلسطين عندما يأتي وعد الآخرة. ويليهم في شدة العداوة للذين آمنوا هم المشركون من زمن الرسول محمد بن عبد الله ﷺ حتى يومنا هذا. فالقيادات الصينية المتعاقبة كافرة وملحدة لا تعترف بوجود الله ولهذا السبب لا يؤمن جانبهم نهائيا، فأمريكا منذ أوائل السبعينات ومن قبل ذلك وحتى وقتنا الحاضر لا تأمن جانبهم. فمعايير قيادات الصين المختلفة والمتعاقبة والتي عهدناها فيهم طيلة السنوات الماضية وحتى وقتنا الحاضر وستستمر في المستقبل هي المادة والمصلحة الشخصية فقط لا غير. فمن المعروف عنهم انهم لا يكلون ولا يملون وبكل برودة في المحاورة والمراوغة والمناورة والتسويف مع كل من يتعامل معهم من غيرهم من الشعوب حتى آخر لحظة ويتخذوا قراراتهم وفق مع من رجحت كفة ميزان مكاسبهم المادية اكثر. وهذه السياسة كما ذكرنا سابقا وعرفناها " تبادل منافع " ليس إلا. حتى في إستخدام القيادات الصينية لحق الفيتو في مجلس الأمن كعضو دائم يستخدمونه مع الدولة التي لها مصلحة معها اكثر وكذلك التصويت فيما يعرض من قرارات في مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة. فلا نلوم من يأخذ حذره من قيادات الصين المتعاقبة وأمثالها من قيادات الدول الأخرى أمثال كوريا والهند ... إلخ. فنبقى كمسلمين نميل ومع القيادات النصرانية الحقة لأنهم أقربهم مودة لنا كما ذكر الله في الآية رقم 82 من سورة المائدة.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/11 الساعة 14:05