حديث بشر الخصاونة في الجامعة الاردنية.. ماذا كشفت التغذية الراجعة

مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/01 الساعة 18:16

مدار الساعة - كتب: نهار ابو الليل - خضع حديث رئيس الوزراء بشر الخصاونة في الجامعة الأردنية خلال الأيام الماضية لتشخيص دقيق، ردود الفعل والتغذية الراجعة كانت تشي بالكثير، كشفت منظومة الضد التي جرى تفعيلها بتلقائية للرد خلال ساعات نحو هدف محدد تمثل في ثلاثة اتجاهات، الاول الاسقاط العام لموقع رئيس الوزراء لا رئيس الوزراء نفسه، الثاني تعميق قطيعة الوجدان العام والحالة المعرفية مع مشروع تحديث الدولة، الثالث تعميق حالة اللايقين والشك والضبابية، بالطبع هذا متطلب مناوءة خصوصا بعد تبديد زفاف الامير لكثير من الوهم الذهني العام الذي تشكل نتيجة أدوات هدم فاعلة.

في العام ٢٠١٠ قامت سفارة دولة مهمة جداً باسقاط عبارة (ملكية دستورية) في اذن قيادي إسلامي وسرعان ما اصبحت العبارة مطلباً نشأ عنها خطاب هلامي غير واضح المعالم لكنه بالتأكيد مثّل استراتيجية، بالمقابل هنالك من أسقط في اذن احدهم عبارة تكتيكية (فجوة الثقة) واتحدى اذا كان ثمة من يستطيع ان يحدد اول من قام باستخدامها وكيفية تسربها لادبياتنا السياسية، بجميع الاحوال علينا ان نعلم بأن الاولى تقع في صميم هندسة الاعتقاد في حين ان الثانية تمثل مفردة العمليات لهذه الهندسة.

حديث الرئيس في الجامعة الاردنية كان يمثل اعلان نعي لما سمي يوما (الربيع العربي) بكل ما فيه من وهم وخراب أمة بأكملها، هو ايضا - الحديث - يمثل المشروع الاردني (الواضح) للبناء في مواجهة منظومة الهدم التي استهدفت الامة لا الاردن فقط، هنا تكمن خطورة ما جاء على لسان الخصاونة - الذي لا يجوز في هندسة الاعتقاد وعملياتها ان تتحول مفرداته كرئيس وزراء الدولة ومشروعها الى ثقافة جمعية - وحيث ان المشاريع العابرة للحدود لا تحزم حقائبها وترحل بل تبقى ذات تأثير وأثر فكان ما رأيناه من عملية تسطيح وتسخيف لمشروع الدولة من خلال النيل من الشخصية المتحدثة بصفتيه، هنا جرى تفعيل ادارة اعتقاد اخرى تسمى هندسة التجهيل.

حديث الخصاونة في الجامعة الاردنية كان خطيرا في عمق معادلات وتقديرات الدولة واتجاهاتها المدروسة، جاء ليفكك هندسة اعتقاد فجوبه بهندسة تجهيل، الاخطر منه كان انسياق ما يمكن تصنيفه (نخب مفترضة) من سياسيين واعلاميين وكتاب خلف متوالية السخف والتبعيض المعرفي بعد كشف سطحية تقييمهم للحالة الوطنية ما قبل حفل الزفاف وما كان يشوبون اياها من ظلامية ولطامية عرّتها (مليونية الامير)، على أي حال لمشروع الدولة ادوات وروافع قادرة على حمايته.

مدار الساعة ـ نشر في 2023/07/01 الساعة 18:16