وعي
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/26 الساعة 01:45
انتهت أزمة (فاغنر), وأزمة توجيهي رئيس الوزراء الأردني لم تحل, ما زال الجدل قائما والبعض ما زال يصر على أن الرجل لم يكن الخامس على المملكة...
(25) ألف جندي اتجهوا لموسكو، وإذا وصلوا هذا يعني أن العالم سيقف على قدم واحدة.. هذا يعني أن (بروغجين), سيضع أكبر قوة نووية في العالم على المحك.. ونحن ما زلنا في أزمة توجيهي الرئيس..قضايانا صارت صغيرة جدا, نحن لم نكن كذلك.. زمان كان الجدل يدور حول كتاب يعقوب زيادين (البدايات), كان الجدل يتركز في الصحف حول تجربة الحزب الشيوعي الأردني.. والتراشق كان ثريا جدا.كانت الأقلام في زمني تكتب حول تأثير سيد قطب على الإخوان وحجم الفروق الجذرية بين حسن البنا وسيد قطب.. وكان البعض يناصر والبعض يعارض.. كان فهد الريماوي في ذكرى عبدالناصر يكتب مقاله الشهير (على ضفاف المجد) ويتحدث فيه عن عبدالناصر.. واتذكر أنه ذات يوم كتب عن الإشتراكية ومفهومها وكيفية تطورها في المجتمع المصري..قضايانا صارت صغيرة جدا.. نحن من صغرنا أنفسنا, كان طارق مصاروة حين يكتب يستفز صحف المهجر جميعها وترد عليه, وكان بدر عبدالحق غارقا في الفلسفة.. بدر كان يحتاج مقاله لأيام وأنت تقرأ مقاله حتى تفهم حجم هذه الوجبة الدسمة.. وحين يكتب جورج حداد (هزة غربال).. كنت أعيد قراءة المقال أكثر من مرة, حتى وإن تأخرت على المحاضرة.. جورج كان السكرتير الصحفي لوصفي التل, وحين يتذكر الشهيد تشعر أن حروفه تقطر دمعا.اليسار كان أشهى أيضا، بياناتهم كانت تعلق على (مساحات) السيارات في الصباح.. ونحتفظ بها ونتداولها, كنا ننتظر أيضا... التلفاز بكثير من الحب, حين تأتي حلقات الشيخ محمد متولي الشعراوي يوم الجمعة, وتجلس متأملا ذاك الحديث وطريقة الشيخ في تفسير القرآن.. وعيقريته اللغوية, وصوته.. وأسلوبه الذي يدفعك لأن تترك كل شيء وتكمل الحلقة.قصة الرئيس ومعدله في التوجيهي, أخذت من المجتمع مساحة هائلة جدا, هذا لا يدل على عظمة الأمر.. لكنه يدل على أن المجتمع صار يهتم بالأمور الصغيرة, لم يعد يعر الأمور الكبيرة اهتماما.الرئيس حصل على المركز الخامس أم السادس أم السابع.. ماذا سيفيدنا كمجتمع, حتما لاشيء.. الرجل كان يعرض سيرته الشخصية للشباب وكيف تدرج في الموقع، ولكن المشكلة تكمن أن البعض عاد إلى أرشيف الصحف كي يبين خطأ الرئيس.. وفشل لأن الصحف أثبتت أنه حصل على المركز الخامس... كنت أتمنى لو أن الذين عادوا لصفحات الصحف عام (1985)... قرأوا مقالات ذلك الزمن, وعرفوا حجم الوعي فيها.. وحجم الأنفاس القومية، وحجم صلابة الرجال وقوة الشعب... بدلا من معرفة علامات الرئيس.
(25) ألف جندي اتجهوا لموسكو، وإذا وصلوا هذا يعني أن العالم سيقف على قدم واحدة.. هذا يعني أن (بروغجين), سيضع أكبر قوة نووية في العالم على المحك.. ونحن ما زلنا في أزمة توجيهي الرئيس..قضايانا صارت صغيرة جدا, نحن لم نكن كذلك.. زمان كان الجدل يدور حول كتاب يعقوب زيادين (البدايات), كان الجدل يتركز في الصحف حول تجربة الحزب الشيوعي الأردني.. والتراشق كان ثريا جدا.كانت الأقلام في زمني تكتب حول تأثير سيد قطب على الإخوان وحجم الفروق الجذرية بين حسن البنا وسيد قطب.. وكان البعض يناصر والبعض يعارض.. كان فهد الريماوي في ذكرى عبدالناصر يكتب مقاله الشهير (على ضفاف المجد) ويتحدث فيه عن عبدالناصر.. واتذكر أنه ذات يوم كتب عن الإشتراكية ومفهومها وكيفية تطورها في المجتمع المصري..قضايانا صارت صغيرة جدا.. نحن من صغرنا أنفسنا, كان طارق مصاروة حين يكتب يستفز صحف المهجر جميعها وترد عليه, وكان بدر عبدالحق غارقا في الفلسفة.. بدر كان يحتاج مقاله لأيام وأنت تقرأ مقاله حتى تفهم حجم هذه الوجبة الدسمة.. وحين يكتب جورج حداد (هزة غربال).. كنت أعيد قراءة المقال أكثر من مرة, حتى وإن تأخرت على المحاضرة.. جورج كان السكرتير الصحفي لوصفي التل, وحين يتذكر الشهيد تشعر أن حروفه تقطر دمعا.اليسار كان أشهى أيضا، بياناتهم كانت تعلق على (مساحات) السيارات في الصباح.. ونحتفظ بها ونتداولها, كنا ننتظر أيضا... التلفاز بكثير من الحب, حين تأتي حلقات الشيخ محمد متولي الشعراوي يوم الجمعة, وتجلس متأملا ذاك الحديث وطريقة الشيخ في تفسير القرآن.. وعيقريته اللغوية, وصوته.. وأسلوبه الذي يدفعك لأن تترك كل شيء وتكمل الحلقة.قصة الرئيس ومعدله في التوجيهي, أخذت من المجتمع مساحة هائلة جدا, هذا لا يدل على عظمة الأمر.. لكنه يدل على أن المجتمع صار يهتم بالأمور الصغيرة, لم يعد يعر الأمور الكبيرة اهتماما.الرئيس حصل على المركز الخامس أم السادس أم السابع.. ماذا سيفيدنا كمجتمع, حتما لاشيء.. الرجل كان يعرض سيرته الشخصية للشباب وكيف تدرج في الموقع، ولكن المشكلة تكمن أن البعض عاد إلى أرشيف الصحف كي يبين خطأ الرئيس.. وفشل لأن الصحف أثبتت أنه حصل على المركز الخامس... كنت أتمنى لو أن الذين عادوا لصفحات الصحف عام (1985)... قرأوا مقالات ذلك الزمن, وعرفوا حجم الوعي فيها.. وحجم الأنفاس القومية، وحجم صلابة الرجال وقوة الشعب... بدلا من معرفة علامات الرئيس.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/26 الساعة 01:45