لنرمي بشر الخصاونة بالرصاص
مدار الساعة - كتب: علاء الذيب - منذ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، وما بعد الربيع العربي بشكل خاص، لم يتفق الاردنيون على اي رئيس وزراء.
ومن هنا وبالرغم ان جميع المقالات او المنشورات التي رافقت مقابلة رئيس الوزراء بشر الخصاونة مؤخرا تندرج تحت الانتقاد واحترام وجهات النظر، لكنني احببت هذه المرة انتقاد المنتقدين.
تابعت اغلبية الانتقادات، واغلبية من كتبوا وعبروا عن آرائهم للمقابلة التي اجراها الخصاونة مع مجموعة من شباب الوطن، فوجدتها مجرد انتقادات، لا تسمن ولا تغني من جوع.
بحثت طويلا، لعل وعسى ان اجد مقالا واحدا، او منشورا واحدا ينتقد لتحسين الحال، او النهوض بواقع مليء بالعراقيل فلم اجد، بحثت مرارا وتكرارا على اية حلول قدمت فلم أجد، بحثت مرارا وتكرارا ايضا على ما كتبه البعض لأجد مخرجا يوصلنا الى طوق النجاة فلم اجد.
الخصاونة خرج وتحدث حاله كحال اي مواطن قبل ان يتحدث بلغة المسؤول، فالانسان بطبعه يحب ان يشير الى انجازاته واعماله وتدرجه بالمناصب ويحب المدح والتعظيم، ومن منا لا يطمح ان يكون موظفا ثم مسؤولا ثم وزيرا ثم رئيسا للوزراء.
اضافة ان الخصاونة، تحدث بواقع الحال، فلم يجمل الواقع، وتحدث عن الصعوبات قبل الانجازات، وتطرق الى القضايا العامة والخاصة، واثنى ووجه واوعز، واستمع ايضا.
لا انكر ان هناك كتاباً وناشطين يكتبون بلغة صحية، ويضعون اصابعهم على مواضع الخلل، وينشرون افكارا تبني ولا تهدم، في حين اننا نشاهد العكس تماما.
انا لست محامي الدفاع عن الخصاونة، ولا عن فريقه الحكومي، فانا من اكثر المنتقدين للحكومات، ولكن وبذات الوقت لا يمكن ان أُحمل هذه الحكومة او رئيسها اخطاء قديمة ومنذ سنوات، وتراكمات كثيرة، نحاول اغلبنا ان نشير اليها.
نهايةً؛ اذا كانت القضية مجرد انتقاد، فلنرمي الخصاونة بالرصاص، واذا كانت مجرد استعراضات، فالسيرك معروف مكانه، من يريد لبلده الخير ينتقد لمعالجة الخطأ، وطمس السلبيات، وتعزيز الايجابيات.
الخصاونة، يجتهد ويصيب، وفريقه الحكومي ايضا، لكن تبقى المشكلة من يتبع القطيع ليقول لا اذا قال الجمع لا، ويقول نعم اذا قال الجمع نعم.