الاعتذار والتنويه في وسائل الإعلام

خالد القضاة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/22 الساعة 10:27
- الأخطاء جزء من العمل الصحفي كونه يدار على مدار الساعة، والشواهد على ذلك كثيرة في كبريات المؤسسات الإعلامية حول العالم، وهو ثقافة راقية.
- إدارة الاعتذار او التنويه يعبر عن المهنية داخل المؤسسة ولا ينقص ذلك من مكانتها او مكانة قياداتها اذا تم بأسلوب يراعي قواعد الاعتذار المتفق عليها. ويجب ان لا يتخذ كذريعة لتصفية الحسابات مع الخصوم في العمل بتعسف، فقد يكون الخطأ مقصودا بغرض تشويه لسمعة صحفي او الإطاحة برئاسة التحرير، وهذا ما ستظهره الإجراءات الداخلية.
- الاعتذار يجب ان يجبر الضرر وبنصف الطرف الذي لحق به اذى، ويتضمن اعترافا صريحا بالخطأ وإعلان تحمل المسؤولية من راس الهرم كونه صاحب الولاية بتوزيع المهمات وإسناد الصلاحيات، يبدأ بالإعلان عنه وتحقيق في حيثياته والتعهد بعدم تكراره، ووضع آليات تضمن ذلك.
- الاعتذار او التنويه يكون للجمهور ويتم إعلان وبشفافية عن براءة مصدر تم اجتزاء تصريحاته او عن براءة صحفي داخل المؤسسة ان كان هنالك عبث بمادته او عن عناوين احتملت تفسيرات متعددة او صور أرشيفية تعدت على الملكية الفكرية او استخدمت بغير سياقها.
- صياغة الاعتذار او التنويه يجب ان لا يبرر الخطأ من خلال التشكيك بثقافة الجمهور او باختلاف فهمهم للقضية، او تحميله لصغار الموظفين، فجمهور معني بالمنتج بشكله النهائي، وغير مطلوب منه المعرفة بالتسلسل واليات النشر.
- الاعتذار والتنويه مثله مثل حق الرد يجب ان يرد في ذات مكان الخطأ فجهور الصفحة الأولى يختلف عن جمهور الصفحات الداخلية، فالثوابت الوطنية وكرامة مكونات المجتمع والأشخاص وسمعتهم لا تتجزأ.
- الاعتذار او التنويه يكون للجمهور، إما الإجراءات الداخلية تكون بلجنة تحقق، لا يشكلها رأس الهرم ولا يختار شخوصها، وبالعادة تُشكل من الأقسام الأخرى في التحرير غير المشتركة بالخطأ، تبدأ عملها وتنهيه من رئيس التحرير، وإذا أوصت بعقوبات يجب ان يذهب أقساها لرئيس التحرير تبدأ بالتنبيه وقد تنتهي بطلب الاستقالة او الإقالة.
- للمتضررين الحق في اللجوء للقضاء حتى لو صدر اعتذار او تنويه من المؤسسة الإعلامية، والقضاء بالعادة يأخذ الاعتذار والتنويه والإجراءات الداخلية لصالح المؤسسة الإعلامية كمؤشرات على حسن النوايا ومراعاة الصالح العام بالنشر.
- التنصل من تحمل المسؤولية والتلاعب بمفردات الاعتذار والتنويه قد يؤخذ كبينة على سوء النية والتعسف باستخدام السلطة في حال الاحتكام للقضاء، وهذا ينسحب أيضا على المتخذ بحقهم إجراءات عقابية داخل المؤسسة وخاصة اذا طالت فقط صغار العاملين او الفنيين،.
- الجمهور ذكي وسيلمس محاولة تجميل الأخطاء او تبريرها او الطعن بنوايا المنتقدين ودوافعهم، وهذا سيطيح بمكانة المؤسسة على المدى المتوسط والبعيد.
- اذا كنت قياديا في مؤسسة اعلامية وتسمع بهذه القواعد لاول مرة فشكك ب DNA انتسابكلمهنةالصحافة.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/22 الساعة 10:27