يا دولة الرئيس.. ثقافة البطيخ

اتخذنا انا وصديقي النجار القرار الكبير لشراء بطيخة، صديقي قرر أن يترك ورشته من أجل البطيخة الذي لديه ورشة كبيرة للنجارة، صديقي النجار يُجاهر أنه مهووس بالبطيخ، وفي كل مرة نلتقي يخبرني أن مهنة النجارة بعد كورونا ( لم تعد هذه المهنة الكبيرة).
التقط صديقي النجار البطيخة وطلب مني كعادته أن أقوم بتصويره وهوَ يطبطب عليها، صديقي النجار مهووس بالصور ويحب (الشو) كثيرًا وأكثر ما يدهشني عشقة التعرف على الفنانين التشكيليين وأخذه الصور التذكارية معهم. قرب البطيخة كثيرًا من أذنه وبعد رُبع ساعة من الفحص الدقيق قال لي:- الآن تستطيع أن تأخذ هذه البطيخة.
أنا لا أعرف كيف خضعت هذه البطيخة للفحص الدقيق حتى وصل الحال أن أغلب الذين جاءوا ليشتروا البطيخ طلبوا منه أن يفحص لهم بطيخة على ذوقه، ولا سيم أن هذه الطريقة أصبحت ثقافة أردنية ونتميز بها كأردنيين وأقول جازمًا أنها بعد عشرين سنه ستصبح من التراث الأردني.
وكعادته صديقي يخرج عن صمته كثيرًا اقترب مني ونحن نصعد السيارة وقال بثقة بالغة:
---- اخ لو يتم اختيار بعض الوزراء كما نختار البطيخ لكُنا أفضل حالاً.