الكثبان الحزبية بدأت بالتحرك
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/17 الساعة 20:03
مدار الساعة - كما هو متوقع بدأت الكثبان الحزبية بالتحرك والإنتقال والقفز من حزب لآخر، وهذا ما يؤكد نظرية أن الأحزاب التي شكلت، تشكلت على مبدأ وقاعدة التجميع والمصالح والمناصب، وليس القناعة الفكرية والبرامجية، ولذلك عندما اكتشف بعض الأعضاء في بعض الأحزاب أن ليس لديهم فرصة لموقع قيادي في الحزب تحركوا وانتقلوا إلى حزب آخر بغض النظر عن قناعتهم الفكرية في الحزب الجديد، هذا بالنسبة لمن يبحث عن منصب أو موقع قيادي، في حين اكتشف البعض الآخر من أصحاب الفكر الحزبي البرامجي أن بعض الأحزاب تفتقد لمباديء الشفافية والنزاهة والديمقراطية في طبيعة عملها مع الأعضاء داخل الحزب، فالمحاباة والشللية والإقصاء عناصر ما زالت هي التي تحكم مبدأ عملها، وأسلوبها في اختيار القيادات وتوزيع المواقع القيادية عليهم من تحت السجادة، ظاهرها ديمقراطي، وباطنها تعيين وغير ديمقراطي، فإذا كان هذا حال الأحزاب في التعامل مع أعضائها على هذا النحو وهي ما زالت في طور البناء الطازج، ولم تتجذر وتترسخ في المسار الحزبي، وقبل وصولها للانتخابات، ومن ثم البرلمان والسلطة، فما بالك عندما تتولى زمام أمور السلطة التنفيذية من خلال تشكيلها للحكومة في حال حصلت على أغلبية برلمانية، كيف سيكون سلوكها الحكومي واختيارها للقيادات الإدارية لمؤسسات الدولة، ما هي الأسس التي سوف تستند عليها، هل هو المحسوبية والشللية والمحاباة كما هو حاصل حاليا، إن إقدام ما يزيد عن 200 عضو مؤسس من أحد الأحزاب على إصدار بيان والتلويح بالإستقالة، علاوة على استقالة العشرات من أحزاب أخرى وانتقالهم إلى أحزاب جديدة، فهذا الأمر جدير بالإهتمام والدراسة، لأنه يعكس صورة وانطباع سلبي عن حال الأحزاب في الأردن، ومؤشر خطير عن مستقبل الحياة الحزبية، على الرغم من صحية الظاهرة وتوقعها، في ضوء حداثة نشوء الأحزاب بموجب القانون الجديد، بعد التحديث السياسي، وفي الختام نسأل الله العفو والعافية، وللحديث بقية.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/17 الساعة 20:03